تحقيقات ستيب

بالأرقام والأسماء.. معلومات شاملة عن التواجد العسكري للميليشيات المتعددة بـ مدينة حلب وريفها

بعد خروج قوات المعارضة السورية من الأحياء الشرقية في مدينة حلب نهاية العام 2016، باتت المدينة بمعظمها خاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، باستثناء بعض الأحياء الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية وقسم من حي جمعية الزهراء، الذي بقي تحت سيطرة قوات المعارضة.

ومع مطلع عام 2020 الفائت، تمكنت قوات النظام السوري بدعمٍ ثنائي روسي إيراني من السيطرة على حي جمعية الزهراء بالكامل لتصبح مدينة حلب بأكملها تحت سيطرة قوات النظام باستثناء الأحياء الكُردية منها.

معلومات شاملة عن التواجد العسكري للميليشيات المتعددة بـ مدينة حلب وريفها
معلومات شاملة عن التواجد العسكري للميليشيات المتعددة بـ مدينة حلب وريفها

¶ تنقسم مدينة حلب إلى قسمين:

1- القسم الغربي منها؛ يضمُّ الأحياء ذات الطراز المعماري الحديث والأسواق التجارية والمطاعم وغيرها، وهو خاضع لسيطرة قوات النظام السوري مع تواجد للقوات الروسية في أجزاء رئيسية من المنطقة.

من أبرز أحيائها، حي الفرقان الذي يخضع لسيطرة قوات النظام السوري، وما يميزه عن غيره وجود نادي الضباط في وسطه، والذي بات ثكنة عسكرية رئيسية لعناصر الشرطة العسكرية الروسية وسط حماية من عناصر النظام، ويجتمع داخله مسؤولي القوات الروسية مع مسؤولي النظام والميليشيات الإيرانيّة بشكلٍّ دوري.

ومن الأحياء الأخرى الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في هذا القسم، أحياء الأكرمية والأعظمية والحمدانية وجمعية الزهراء والمارتيني والموكامبو والجميلية والعزيزية.

2- القسم الشرقي؛ وهو الطرف الأكثر تعقيداً، حيث خضع عدّة سنوات لسيطرة قوات المعارضة السورية بالكامل قبل خروجها من تلك الأحياء نهاية العام 2016، وبعد ذلك توزعت السيطرة بين عدد من الميليشيات المحلية والأجنبية، أغلبها تابعة لإيران وسط غيابٍ شبه تام لقوات النظام السوري عن تلك الأحياء.

¶ توزع السيطرة العسكرية على مدينة حلب

∆ الميليشيات الروسية:

وهي عبارة عن لواء القدس الفلسطيني، والذي تأسس عام 2013 على يد المهندس الفلسطيني، محمد السعيد، وارتبط بدايةً بعناصر المخابرات الجويّة السوريّة ومن ثم تلقى دعمه من الميليشيات الإيرانيّة، قبل أن يتحول دعمه مع عام 2020 الماضي نحو روسيا.

معظم عناصر لواء القدس الفلسطيني من اللاجئين الفلسطينيين وغالبيتهم من منطقة مخيم باب النيرب الواقع شرق حلب، حيث يسيطر اللواء على المنطقة بشكلٍّ شبه كامل، بالإضافة لسيطرته على منطقة حندرات الواقعة شمال حلب وله هناك معسكر تدريبي، علماً أن المنطقتين يقطن بهما لاجئون فلسطينيون, وتغيب عنهما سلطة النظام السوري بشكلٍّ تام.

ويتراوح عدد عناصر اللواء بين 700 إلى 1000 عنصر، ويتواجدون على خطوط الجبهات في مناطق ريف حلب الغربي بمواجهة نقاط المعارضة في ريف إدلب الجنوبي.

∆ ميليشيا الدفاع الوطني

هي عبارة عن ميليشيا رديفة لقوات النظام السوري، تمّ تأسيسها من قبل النظام، معظمهم من المجرمين من أبناء المدينة والمطلوبين للقضاء، تمّ تكليفهم مع بداية الثورة السورية بقمع المظاهرات السلمية مقابل العفو عنهم، وعرفوا بين السكان باسم “الشبيحة” ومن ثمّ قوات الدفاع الوطني ومؤخراً قوات “عرين الأسد”، ومعظمهم من شبيحة آل بري والعساسنة وحميدة وآل ميدو.

يتركز معظم هؤلاء العناصر في أحياء حلب الشرقية، حيث يخضع قسم صغير من منطقة باب النيرب لسيطرة شبيحة آل بري، كما تتواجد شبيحة العساسنة شرق مطار حلب الدولي، فيما تتواجد شبيحة آل ميدو في منطقة الشيخ سعيد.

تمتلك الميليشيا عدّة مقرات عسكرية شرق مطار حلب وبمنطقة الشيخ سعيد وقسم من باب النيرب، فضلاً عن تواجد بعضهم على جبهات ريف حلب الغربي.

∆ القوات الكردية

تتمركز نقاط وحدات حماية الشعب الكردية في حواجز على أطراف أحياء الهلك والشيخ مقصود وبستان الباشا وبني زيد داخل مدينة حلب.

استغلت هذه الوحدات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، اندلاع الحراك الشعبي في حلب والتحول نحو القتال المسلح لتسيطر على عدد من الأحياء ذات الغالبية الكردية، وتجعل منها منطقة مستقلة يحظر على عناصر النظام دخولها.

وتذرعت الوحدات الكردية بحماية أبناء قوميتها من الخطف والقتل، علماً أنها شاركت قوات النظام بمعركتها ضد قوات المعارضة وساعدتها في حصار الأحياء الشرقية والسيطرة عليها مقابل الإبقاء على حكم ذاتي لها في تلك الأحياء.

وتسمح قوات النظام السوري بدخول المواد الغذائية وغيرها لداخل تلك الأحياء كما تسمح بمرور أرتال الوحدات الكردية من وإلى داخلها دون أي اعتراض.

∆ الميليشيات الإيرانيّة

تسيطر الميليشيات الإيرانيّة على معظم أحياء حلب الشرقية، وتتواجد بأسماء مختلفة ولها مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة وذخائر، ومن أبرز تلك الميليشيات:

– ميليشيا الحرس الثوري الإيراني:

تُعتبر القوة الأبرز في مدينة حلب ومحيطها ولها الامتياز الأكبر، ويبتعد عناصر الحرس الثوري عن التجمعات المدنية قدر الإمكان.

يتركز انتشار الحرس الثوري بشكلٍّ رئيسي في مطار النيرب العسكري والأكاديمية العسكرية، فضلاً عن منطقة السفيرة الواقعة جنوب حلب ومنطقة جبل عزان، ويتركز كذلك في عدد من ثكنات النظام السوري.

– لواء الباقر:

وهي ميليشيات محلية بغالبية عناصرها، تأسست في مدينة حلب عام 2014 على يد زعيمها، خالد علي الحسين، وتتبع للحرس الثوري الإيراني بشكلٍّ مباشر، وقاتلت منذ لحظات تأسيسها بجانب قوات النظام السوري ضد قوات المعارضة، ويعدّ أبناء قبيلتي البكارة والعكيدات من أبرز عناصرها.

بعد خروج قوات المعارضة من أحياء حلب الشرقية، سيطرت ميليشيا لواء الباقر على عدد من الأحياء وطردت سكانها الأصليين منها، ومن الأحياء التي تسيطر عليها حي المشهد الذي يُعتبر الثقل الرئيسي لها ويضمّ مسجد النقطة، وفيه تمَّ تأسيس عدد من المعاهد لنشر المذهب الشيعي بإشرافٍ مباشر من اللواء.

كما يتواجد اللواء بشكلٍّ كبير في أحياء الصاخور وباب المقام والقاطرجي والمرجة وبعض الأحياء الأخرى.

ويتراوح عدد عناصر اللواء بين 2000 إلى 3000 آلاف عنصر، يتواجدون على جبهات حلب الغربية وفي مناطق ريف إدلب الجنوبي.

– لواء فاطميون وزينبيون:

ميليشيات أجنبية تابعة للحرس الثوري الإيراني بشكلٍّ مباشر، ويضمّ لواء فاطميون الذي تزعمه، علي رضا توسلي، قبل أن يُقتل في درعا عام 2015، عناصر من أفغانستان ممن انتسب للمذهب الشيعي وتمَّ جلبهم من إيران للقتال بجانب قوات النظام السوري ليتمّ منحهم بعدها عدداً من المنازل بأحياء حلب الشرقية وتحديداً في مناطق الشعار وجب القبة وكرم الميسر وباب الحديد، وهي تقريباً نفس الأحياء التي تقطن بها عوائل ميليشيات لواء زينبيون.

ولواء زينبيون هم من المقاتلين الشيعة، تزعمه محمد جنتي المُلّقب بـ”الحاج حيدر” الذي قُتِلَ في جبهات حماة، تمّ جلب عناصره من باكستان عبر إيران، ويتلقون تدريباتهم ورواتبهم الشهرية من طهران. يقطن في أحياء تحت القلعة وكرم القاطرجي وكرم الجزماتي ومساكن الشباب والصاخور وغيرها، ولا يتجاوز عددهم 1100 عنصر.

ويمتلك لواء فاطميون وزينبيون مقرات عسكرية في أحياء الشعار وجب القبة ومستودعاً للذخيرة في حي كرم الميسر داخل مدينة حلب، كما تتواجد عناصر اللواءين في بلدتي نبل والزهراء شمال حلب وفي بعض جبهات حلب الغربية.

∆ الميليشيات العراقية الشيعية:

تضمّ مدينة حلب عدّة ميليشيات عراقية تتبع للحرس الثوري الإيراني بشكلٍّ مباشر، ومنها:

– لواء أبو الفضل العباس:

وهو تشكيل عراقي، يضمّ مقاتلين عراقيين وسوريين من بلدة نبل شمال حلب، يتزعمه أوس الخفاجي الملّقب بـ”أبو هاجر العراقي”، ويقوده في سوريا شخص من بلدة نبل يُدعى، ماهر عجيب جظة، المُلّقب بـ”أبو عجيب”.

يبلغ عدد عناصره قرابة 2000 عنصر، ومهمته حماية المقدسات الشيعية ومنها مسجد النقطة في حي المشهد بحلب وله عدّة مقرات في المنطقة، وشارك في قمع الاحتجاجات والاشتباك مع المعارضة السورية في مناطق ريف دمشق وأحياء حلب الشرقية والغربية، كما شارك في مجزرة النبك.

– حركة النجباء العراقية:

وهي أيضاً تشكيل عراقي، يتزعمها أكرم الكعبي، يبلغ عدد عناصرها قرابة 4000 عنصر، وتتلقى دعمها من إيران.

شاركت بمعارك فك الحصار عن نبل والزهراء، ولها مقرات عسكرية في البلدتين فضلاً عن مقرات عسكرية داخل أحياء المشهد والكلاسة والصاخور، ونقاط رباط في مناطق حلب الغربية.

– فيلق الوعد الصادق:

ميليشيا عراقية، يتزعم الفيلق محمد حمزة التميمي الملّقب بـ”أبو علي النجفي”، يبلغ عدد عناصره بين 700 إلى 1000 عنصر، وينشط الفيلق في جبهات حلب الغربية، ويضمّ مقاتلين من أبناء كفريا والفوعة وبعض المتشيعين من أبناء معرة مصرين.

له مقرات عسكرية في بلدتي نبل والزهراء شمال حلب وفي أحياء حلب الشرقية منها الأنصاري والصاخور، ومستودع ذخيرة في المنطقة، وينشط على جبهات ريف إدلب الجنوبي.

– لواء الإمام الحسين:

تشكيل عراقي سوري من المتشيعين، يتزعمه أمجد البهادلي الملّقب بـ”أبو كرار”، يبلغ عدد عناصره 1200 عنصر، ينتشر بشكل رئيسي بمحيط مدينة حلب وفي بعض الأحياء الشرقية، مثل الكلاسة وتحت القلعة والمشهد.

من مهامه حماية المقدسات الشيعية، وله مقرات عسكرية في أطراف بلدة نبل شمال حلب والسفيرة جنوب حلب وتحت القلعة، كما يمتلك مستودع ذخيرة في السفيرة جنوب المدينة، وله نقاط رباط غربي المدينة وينشط على امتداد طريق حلب دمشق الدولي.

¶ النظام السوري حول مدينة حلب مقراً للميليشيات الروسية والإيرانية

يقول قيادي عسكري لوكالة “ستيب الإخبارية”، فضل عدم الكشف عن اسمه: “حولت قوات النظام السوري مدينة حلب بالفعل إلى مقر للميليشيات الروسية والإيرانية وحتى العراقية التي تأخذ دعمها المادي من طهران”.

ويضيف: “كما هو واضح غرض النظام من ذلك هو تخفيف العبء عن قواته النظامية في المناطق الساخنة، كي لا يضطر كذلك إلى إرسال تعزيزات من العاصمة دمشق التي يحتمي بها إلى حلب وغيرها من المدن؛ فتقوم الميليشيات الإيرانية والروسية بهذه المهمة، وكما نعلم تفوق الأخيرة الأولى عدداً، وبهذا يأمن النظام الطريق الدولي بين دمشق وحلب”.

ويتابع المصدر العسكري القول: “لا ننسى أن الوجود العسكري الروسي والإيراني بالمدينة شكّل حالة من صراع النفوذ بين الطرفين، تعاظم حجمه إلى حد الصدام العسكري، وضحيته المدنيين الذين يجبرون على ترك منازلهم قسراً لتتحول بعضها إلى مقرات ومساكن لهذه الميليشيات”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى