الشأن السوريسلايد رئيسي

مدارس إدلب بحالة مأساوية وتدق ناقوس الخطر.. وتحرير الشام تهيمن على ملف التعليم العالي (صور)

تشهد معظم مدارس إدلب وريف حلب انقطاع الدعم المادي عن الكوادر التدريسية، التي بقيت تعمل بشكل تطوعي منذ أكثر من سنة، الأمر الذي انعكس سلباً على معظم الطلاب ويهددهم بالحرمان من حقوقهم التعليمية، وسط استياء من هيئة تحرير الشام لهيمنتها على ملف التعليم العالي.

مدارس إدلب وريف حلب بحالة مأساوية

قال مراسل وكالة “ستيب الإخبارية” في إدلب، وريفها، حسن المحمد، إنّ عدداً كبيراً من المدارس التعليمية في المناطق المحررة تعاني من التسيب في مجال التعليم والتغيب المستمر للمعلمين والطلاب بسبب انقطاع الدعم المادي عنها، تزامن ذلك مع بقاء الطلاب بدون أي لوازم مدرسية.

اقرأ أيضاً: نسبة مخيفة لــ البطالة في الشمال السوري.. والاتحاد الأوربي يحدد موعد المؤتمر الدولي للمانحين

وأضاف مراسلنا أنّ أكثر من 150 مدرسة في شمال محافظة إدلب، انقطع عنها دعم المنظمات الإنسانية، ما أدى إلى انصراف المعلمين للعمل في مجالات أخرى لتأمين معاشهم اليومي في الظروف المعيشية القاسية التي تشهدها مناطق الشمال السوري.

وأشار مراسلنا إلى أنّ عداً من المعلمين نظموا وقفة احتجاجية باسم “بناء الأجيال” في بداية الشهر الحالي أمام مديرية التربية بمدينة إدلب، وذلك للمطالبة بعودة الرواتب المالية للكوادر التعليمية لقاء عملهم في المدارس.

وفي حديث لوكالة ستيب الإخبارية مع أم محمد وهي ولية أمر أحد الطلاب في منطقة المخيمات على الحدود التركية قالت: إنّ أبناء مخيمهم عرضوا على المعلمين في مدرسة المخيم دفع رواتب رمزية يتم جمعها من الأهالي لقاء استمرارهم في تعليم الأطفال، خوفا من توقف المدرسة وإنتشار الجهل بين أبنائهم في المخيم.

وأكدت أم محمد أن وزارة التربية في حكومة الإنقاذ تقف موقف المتفرج من المصير المحتوم لمئات الآلاف من الطلاب من جهل وتشريد في حال أغلقت المدارس غير المعتمدة من قبل المنظمات والحكومة القائمة على حكم المناطق المحررة.

وبدوره أفاد أحد مدرسي اللغة العربية في مدارس المخيمات لوكالتنا أنّ واجبه الإنساني يحتم عليه عدم ترك المدرسة رغم عدم تقاضيه أيّ راتب شهري، وأنّه جاهز مع زملائه المدرسين للاستمرار في التعليم لو أنّ الحكومة أو القائمين عليها تدفع لهم رواتب رمزية تتمثل بأجور النقل أو ثمن مادة البنزين التي يدفعونها للوصول إلى المدارس.

مضيفا أنّ مناشداتهم المستمرة باءت بالفشل ولم تلق آذاناً صاغية لدى الجهات المختصة في مديرية التربية.
أما في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي فقد أعلنت 8 مدارس توقفها عن التعليم بسبب انقطاع الدعم المادي عنها منذ قرابة السنتين.

هيئة تحرير الشام والهيمنة على التعليم العالي

وفي السياق، فقد أصدرت جامعة إدلب وبالتعاون مع ما يسمى بمجلس الوزراء التابع “لحكومة الإنقاذ” الجناح المدني لهيئة تحرير الشام قراراً ينص على تقديم خريجي جامعة ادلب على بقية الجامعات الأُخرى والخارجة عن سيطرتها بالتوظيف ضمن المؤسسات والمراكز الحكومية في مناطق سيطرة “الإنقاذ”.

مدارس إدلب بحالة مأساوية وتدق ناقوس الخطر
مدارس إدلب بحالة مأساوية وتدق ناقوس الخطر

اقرأ أيضاً: منصة تعليمية سورية تطرح منح دراسية “عن بعد” في أرقى الجامعات الأمريكية.. والتفاصيل

 

كما وبثت شبكة “اباء الاخبارية” الذراع الإعلامي لتنظيم “تحرير الشام” صوراً لتخريج وتكريم 65 طالباً قالت عنهم الهيئة أنهم من أبنائها، ممن كانوا طلاباً يتلقون تعليمهم في جامعة إدلب .

مدارس إدلب بحالة مأساوية وتدق ناقوس الخطر
مدارس إدلب بحالة مأساوية وتدق ناقوس الخطر

وأثار هذا الأمر استياءً شعبياً واسعاً من قبل أهالي الشمال السوري والذين رأوا في هذه الخطوة سعي هيئة تحرير الشام، الواضح لإحكام قبضتها في مناطق نفوذها، والتحكّم والإنفراد في جميع مؤسسات إدلب، وتهمّيش أصحاب الكفاءات وعزلهم عن المشهد.

كما شبّه الناشطون هذا القرار بقرارات النظام السوري وحزب البعث الحاكم، حين كان يزكي كلّ بعثيّ في مناصب الدولة، والعمل على توظيف الموالين له فقط من المتخرّجين في هذه الجامعات وليس كل المتخرجين منها مهما بلغت كفاءاتهم العلمية

21

والجدير بالذكر فإنه في عام 2017، شكّل أكاديميون سوريون في الشمال المحرر، مجلساً للتعليم العالي، انطلاقاً من ضرورة توحيد المؤسسات التعليمية، وضبط عملية التعليم العالي في المناطق المحررة وإيقاف مؤسسات التعليم غير النظامية والتي تتلاعب بمصير الطلاب والمتاجرة بهم، في خطوة رائدة على اعتبارها مستقلة لا تتبع لأي جهة عسكرية أو سياسية، لتحييد العمل التعليمي عن التجاذبات السياسية والسعي للحصول على الاعتراف الدولي.

ولكن هذه الخطوة بتشكيل “مجلس التعليم العالي” لم تكتمل، بسبب تدخلات حكومة الإنقاذ قبل سنوات، وهيمنتها على الشمال السوري بالكامل وفرض حكومة تتبع لها وأشخاص من قبلها يديرون دفة الإدارة بجميع النواحي التعليمية والخدمية والأمنية وغيرها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى