أخبار العالم

هجرة من نوع مختلف تشهدها إيطاليا من كافة أنحاء العالم لهذا السبب

 

شهدت إيطاليا مؤخراً نوعاً جديداً من الهجرة، بعد إطلاق فكرة فريدة من نوعها لإحياء بلدة قديمة بدأت تخلو من سكانها، بعد ما غادر الكثيرون إلى المدن.

 

الهجرة إلى إيطاليا

أعلن عمدة بلدة “بيكاري” الهادئة في الريف الإيطالي عن ببيع منازل يمكن للناس الانتقال إليها مقابل سعر أرخص من سيارة مستعملة، واعتقد العمدة أنه قد يحصل على عرض أو عرضين.

وتهدف هذه الصفقة التي إلى إحياء بلدة “بيكاري”، وهو مجتمع جميل جنوب غرب بوليا بإيطاليا تضاءل عدد سكانه إلى ألفين نسمة، وذكر العمدة، جيانفيليبو مينيوجنا، إنه تلقى ما لا يقل عن 20 ألف رسالة عبر البريد الإلكتروني من جميع أنحاء العالم.

وقال: “أرسل إلينا العديد من الأشخاص رسائل مؤثرة توضح سبب رغبتهم في شراء منزل هنا، والانضمام إلى مجتمعنا، إلى جانب صور للتعريف عن أنفسهم”.

وأشار إلى أن الرسائل استمرت في الوصول، وكانت قادمة من كُتاب، وطهاة، وعلماء، وأطباء، وصانعي أفلام، وعائلات عادية.

وتُعد “بيكاري” الوجهة الأحدث من سلسلة من البلدات والقرى الإيطالية التي تبيع منازل قديمة متداعية مقابل ثمن زهيد على أمل عكس اتجاهات هجرة السكان التي تهدد وجودها.

ورغم أن البلدة انضمت إلى الوجهات التي عرضت المساكن التي تحتاج إلى تجديد في السوق مقابل ما يزيد عن دولار بقليل، إلا أنها تعرض أيضاً منازل جاهزة وخالية من المتاعب للبيع بأسعار تبدأ من حوالي 9 آلاف دولار. 

وحتى مع تقييد جائحة فيروس كورونا المستجد للسفر العالمي، إلا أن الصفقة كانت بمثابة نقطة جذب للأشخاص الراغبين في الانتقال إلى إيطاليا، بحسب ما ذكره مينيوجنا.

المهاجرين إلى إيطاليا

وقال أحد الراغبين في الهجرة إلى إيطاليا، توني كولاناردي، والذي يمتلك شركة للطلاء في أونتاريو، إن والده وُلد في “بيكاري” بعام 1938، وهاجر إلى كندا في الستينيات لتكوين عائلته الخاصة.

اقرأ أيضاً:

“ترافقني السياسة لو كنت مواطناً عادياً”.. هكذا ودع رئيس الوزراء الإيطالي منصبه ليعود مدرساً في الجامعة

وذكر كولاناردي إنه لم يفقد الصلة مع جذوره قط، وهو يرى أن المنازل الرخيصة تمثل فرصة للتواصل مع البلدة بشكل أكبر.

وقال كولاناردي إن أطفاله يحبون البلدة، وطعامها، والمشي لمسافات طويلة فيها، وتاريخ المنطقة، موضحاً أنه يشعر بالحماس في كل مرة يعود فيها إلى القرية لإظهار الأماكن الحقيقية التي احتضنت قصص والده.

ولفت كولاناردي إلى أنه: “توفر بيكاري أسلوب حياة هادئة، وريف خلاب”.

كما تقدم الثنائي توم وإيلين جانينك، وهما من هولندا، بطلب الهجرة إلى إيطاليا وشراء بيت هناك، لأنهما يمتلكان شركتين تركزان على دعم القرى في الحفاظ على بقاء مجتمعاتها صالحة للعيش. 

وأنجب الثنائي طفلين، وهما يرغبان بشراء عقار جاهز للسكن في “بيكاري” للترفيه، والعمل. 

وقال، توم جانينك، إنه عمل مع مجتمعات في هولندا تواجه المشاكل ذاتها التي تعاني منها “بيكاري”، وهو ويعتقد أن لديه المعرفة والخبرة اللازمة للمساعدة في إنعاش البلدة.

وكذلك أعجب الإيطالي البرازيلي، إدواردو بيرجونزوني جونكويرا، من ساو باولو أيضاً بفكرة المساعدة بإحياء المجتمع المحلي.

وذكر أن أسلافه اتوا من منطقة توسكانا الإيطالية، ويرغب جونكويرا مع وزوجته، آنا كارولينا، بمشاركة مهاراتهما العلمية لتحسين القرية في إيطاليا.

اقرأ أيضاً:

“سامي يجب أن يبقى” حملة يطلقها مصففو الشعر في ألمانيا ضد ترحيل لاجئ سوري

ويعمل جونكويرا كفني مختبر، وأخصائي علاج طبيعي، كما أنه بدأ العمل للحصول على درجة الماجستير في علم الأعصاب.

وقال عالم الفيزياء، أندريس خوسيه إنسيرادو مانريكيز، من منطقة تشيواوا في المكسيك إنه يرغب بشراء منزل جاهز للسكن في “بيكاري” ليحوله إلى مكان إقامة دائمة له ولزوجته.

وأضاف مانريكيز: “إذا علمتنا الجائحة أي شيء، فهو أن الحياة أقصر من أن ننتظر خلالها أن تسقط أحلامنا على أحضاننا”.

اقرأ أيضاً:

بيورو واحد منازل في إيطاليا.. من يأتي أولاً يكن سعيد الحظ

 

التجارب السابقة

 

وفي نهاية العام الفائت، عرضت بلدة تروينا الإيطالية الواقعة في جزيرة صقلية منازل عدة فيها للبيع مقابل يورو واحد فقط، ويعرض على بعض المشترين المحتملين مبلغ 25 ألف يورو لتجهيز المباني المتداعية، بهدف جذب سكان جدد إلى المنطقة القديمة، بعد ما غادر الكثيرون إلى المدن.

وقال رئيس البلدية، سيباستيانو فابيو فينيتسيا، إن عدد السكان انخفض خلال العقود القليلة الماضية، وإنه يريد إنقاذ ما كان يُعرف بعاصمة صقلية النورماندية.

لذلك أطلق مخطط البيع في نوفمبر /تشرين الثاني 2020، نحو 30 منزلاً للاختيار من بينها، وتم بيع المنازل التي تبلغ قيمتها 1 يورو في نهاية شهر يناير /كانون الثاني، ويمكن للمشتري المحظوظ الحصول أيضاً على 15 ألف يورو مكافأة إعادة ترميمه، وأيضاً 10 آلاف يورو لشراء المصابيح الموفرة للطاقة.

وسيتعين على المشترين دفع وديعة بقيمة 5000 يورو، التي سيتم إعادتها بمجرد اكتمال التجديد ويجب القيام بذلك في غضون ثلاث سنوات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى