الشأن السوريسلايد رئيسي

تسريب ما طلبه بشار الأسد من قنواته التلفزيونية ورؤيته حول الأزمة الاقتصادية في سوريا

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، مساء أمس الثلاثاء، تقريراً كشفت فيه عن تفاصيل لقاء خاص جمع بين الرئيس السوري بشار الأسد وبين صحفيين موالين لحكومته، للإطلاع على رؤيته حول الانهيار الإقتصادي في سوريا.

– بشار الأسد ورؤيته للإنهيار الإقتصادي

ووفقاً للصحيفة، فإن اللقاء عقد قبل شهر، إلا أن مصادر على دارية بالمناقشة التي دارت في اللقاء، أكدت بأن بشار الأسد، سئل عن الانهيار الاقتصادي في سوريا، المتمثل بانهيار العملة الذي أضر بالرواتب، والارتفاع الهائل في أسعار السلع الأساسية والنقص المزمن في الوقود والخبز.

اقرأ أيضاً: بيدرسون والمقداد في دمشق يتباحثان الوضع الإقتصادي السوري.. والأخير يعلق على اللجنة الدستورية

 

وجاء جوابه حسب المصادر المطلعة، بالقول: “أعلم بوجود الأزمة، أنا أعرف”، ولم يقدم أي خطوات ملموسة أو حلول لوقف الأزمة خلال اللقاء”.

غير أنه طرح فقط الفكرة تتلخص، بأنه “يجب على القنوات التلفزيونية إلغاء عروض الطهي حتى لا تسخر من السوريين بصور طعام بعيد المنال”، حسب ما نقلته الصحيفة عن مصادرها المطلعة.

– الفصائل المعارضة لم تعد تهديداً مباشراً

قالت الصحيفة: “مع اقتراب الذكرى السنوية العاشرة للحرب الأهلية في سوريا، فإن التهديدات المباشرة للأسد لم تعد الفصائل المعارضة والقوى الأجنبية التي لا تزال تسيطر على مساحات شاسعة من البلاد، وإنما هي الأزمة الاقتصادية التي تعصف بمناطق سيطرته”.

وأكدت الصحيفة بأن الأزمة الإقتصادية هي من أعاقت إعادة إعمار المدن المدمرة، وفقرت السكان، وتركت عدداً متزايداً من السوريين يكافحون للحصول على ما يكفي من الغذاء.

وأشارت الصحيفة إلى أن “الاجتماع الخاص مع الصحفيين السوريين، الذي عُقد الشهر الماضي، والذي لم يتم الإبلاغ عنه من قبل، قدّم نظرة نادرة غير مألوفة لقائد بدا منفصلاً عن المخاوف الحقيقية التي تزعج شعبه وعاجزًا عن فعل أي شيء حيالها”.

اقرأ أيضاً: أولى كوارث طرح فئة الـ 5 آلاف بدأت بالظهور في حلب.. هذا ما فعله أصحاب المحال التجارية

حيث نقلت الصحيفة عن أحد الحاضرين قوله: بأنّ بشار الأسد، كان يرتدي بدلة سوداء ويتحدث بجو أستاذ، وظل خلال حديثه متمسكًا بالتفاهات التي تميز خطاباته العامة، حسب وصف الصحيفة.

فقد تحدث رئيس النظام عن مجموعة من القوى ألقى عليها اللوم فيما وصلت إليه سوريا من ويلات ومنها: “وحشية” الرأسمالية العالمية، و”غسيل المخ” من قبل وسائل التواصل الاجتماعي و”النيوليبرالية”، ما اعتبرها مراقبون مصطلحات بعيدة تماماً عن معاناة السوريين على الأرض، حسبما أفادته الصحيفة الأمريكية.

– الإقتصاد السوري في أسوء مستوياته

جاء حديث الأسد، مع وصول الاقتصاد السوري إلى أسوأ مستوياته مقارنة مع أي وقت مضى منذ بدء الحرب في عام 2011.

حيث وصلت الليرة السورية هذا الشهر إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق مقابل الدولار في السوق السوداء، مما أدى إلى انخفاض قيمة الرواتب وارتفاع تكلفة الواردات.

وزادت أسعار المواد الغذائية أكثر من الضعف في العام الماضي، وكان برنامج الغذاء العالمي قد حذر هذا الشهر من أن 60٪ من السوريين ، أو 12.4 مليون شخص، معرضون لخطر الجوع ، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق.

– وجع واحد

وبحسب الصحيفة، فإن معظم السوريين الآن يكرسون أيامهم لإيجاد الوقود لطهي الطعام وتدفئة منازلهم ، والوقوف في طوابير طويلة للحصول على الخبز وسط انقطاع التيار الكهربائي مستمر.

حيث تحصل بعض المناطق على الكهرباء لساعات قليلة فقط في اليوم، وهو ما يكفي بالكاد للناس لشحن هواتفهم المحمولة.

وذكرت الصحيفة بأنه مع انخفاض العملة، حتى الأطباء يكسبون الآن ما يعادل أقل من 50 دولارًا في الشهر، حتى أن رئيس نقابة الأطباء، كشف مؤخرًا بأن الكثيرون يسافرون إلى الخارج للعمل، مثل السودان والصومال، كونهما من بين الدول النادرة التي تسمح بدخول سهل للسوريين ولكن لا يتمتع أي منهما باقتصاد قوي. 

والجدير ذكره أن ما زاد في سوء الإقتصاد السوري، هو أقرب حلفاء سوريا، روسيا وإيران، كلاهما يعاني من مشاكل اقتصادية خاصة بهما ولايمكنهما سوى تقديم القليل من المساعدة للنظام السوري المنهار إقتصادياً، وفق كلام الصحيفة.

وواصلت روسيا، خلال السنوات الفائتة، على تقديم مساعدات عسكرية كبيرة لسوريا لكنها كانت محدودة في المساعدات الإنسانية.

وقال السفير الروسي في سوريا، ألكسندر إيفيموف، لوكالة الأنباء الروسية ريا نوفوستي، هذا الشهر: “إن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في سوريا اليوم صعب للغاية.. وإرسال الدعم كان (صعبًا للغاية) لأن روسيا أيضًا كانت تعاني من الوباء والعقوبات الغربية”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى