التقارير المصورةالشأن السوريسلايد رئيسي

خرجتُ باتجاه المجهول .. حكمت قصة معاناة ونزوح مستمرة منذ سنوات شمال سوريا

مخيمات كللي شمال سوريا

تصاعدت الأحداث وزادت المعاناة كأنها حلم أو خيال من سيء إلى أسوء ضمن مسلسل قساوة الحياة لدى عائلة حكمت اليعقوب الذي فرضت عليه ظروف الحرب ألم ونزوح ومعيشة صعبة

وكان آخرها فقدان بصره بشكل كامل واستقراره بين الصخور الموحلة بمخيمات كللي شمال محافظة إدلب في سوريا.

يتلمس حكمت حائط خيمته بيديه كدليل أو خريطة وضعت له من أجل الخروج والدخول إلى الخيمة الصغيرة التي تأويه مع زوجته التي تجمل له الحياة لكي يبقى له بصيص أمل يعوضه عن فقدان بصره بإحدى شظايا المفخخات بريف إدلب الشمالي قبل خمسة أعوام.

يروي حكمت تفاصيل حياته منذ خروجه من بلدة التمانعة بسهل الغاب حتى محطته الأخيرة في مخميات كللي مرورا بمراحل نزوح مؤقتة في ريف معرة النعمان الشرقي، كما لو أنها إحدى القصص المؤثرة أو المسلسلات التي تجذب المشاهد لمواكبتها بطريقة تفاعلية.

 

يتحدث حكمت عن بداية مرحلة تهجيرهم من قريتهم التمانعة المتاخمة للقرى العلوية المؤيدة للنظام السوري، حيث كانت عند قيام الشبيحة بحرق والديه وعدد من أبناء قريته التمانعة وتقطيع أجسادهم بالسكاكين فقط لأنهم خرجوا بمظاهرات سلمية ضد رأس النظام السوري بشار الأسد.

شاهد أيضًا: عدسة ستيب نيوز ترصد دخول رتل عسكري تركي إلى داخل محافظة إدلب شمال سوريا

يتوقف حكمت بضع لحظات عن الحديث وكأنه يستعرض الأحداث بمخيلته ثم يتابع: خرجت بثيابي باتجاه المجهول وكانت المحطة الأولى لي قرية معرشمارين شرق مدينة معرة النعمان في سوريا، بقيت فيها لعدة سنوات خلالها غدرت بي إحدى المفخخات خلال عودتي من الحدود التركية كان الموت فيها أقرب لي من الحياة ولكن الله قضى أن أفقد عيوني وأعود إلى القرية وأنا فاقد البصر لا أرى شيء حولي.

تدخل زوجة حكمت سياق الحديث بقولها لاشيء يعوض الانسان عن نعمة البصر لأن حكمت كان ينتظر أن يرى النصر بعيناه على النظام الذي قتل وهجر الناس بدون ذنب، ولو انه فقد يدا او رجلا كان الأمر أبسط مما هو عليه الآن.

يتابع حكمت حديثه بعد أخذ نفس عميق بأنه دخل إلى تركيا لعلاج بصره وأجرى عدة عمليات جراحية كان بعضها كفيل بجعله يرى كل من حوله خيال أبيض فقط لكن سرعان مايرجع إلى نقطة السواد بسبب الإصابة البليغة التي وصلت لعصب وشبكيات عيونه.

ويوضح حكمت أن إحدى المنظمات الإنسانية حاولت مساعدته عبر مشروع معيشي مؤلف من بقرة وبعض أعلافها، وبالفعل أصبحت حالته المادية أفضل ولكن حملة النظام السوري والروس الأخيرة أجبرته على نزوح جديد كانت البقرة إحدى وقودها، ما أجبره على بيعها وصرف ثمنها على الخيمة التي تأويه ومستلزماتها.

ويناشد حكمت المنظمات الإنسانية بمد يد العون له ولعائلته من أجل تحسين حالته المعيشية التي وصلت إلى أدنى مستوياتها، لاسيما بمشروع تجاري أو زراعي صغير يسهل عليه قساوة الحياة.

شاهد أيضًا: استطلاع رأي || عدسة ستيب استطلعت آراء الناس شمال غرب سوريا حول “زواج التجربة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى