حورات خاصة

أزمة جورج قرداحي تضع لبنان في مأزق.. هل سينتهي باستقالته وما دور حزب الله وبشار الأسد بذلك؟

توالت الإجراءات التصعيدية من الدول الخليجية تجاه لبنان، رداً على تصريحات سابقة لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي وصف في برنامج تلفزيوني حرب اليمن بـ “العبثية” وأظهر أيضاً مواقفه من عدد من القضايا العربية.

وكانت المملكة العربية السعودية قد أعطت السفير اللبناني مهلة لمغادرة أراضيها وسحبت جميع دبلوماسيها من بيروت وحظرت جميع الواردات من لبنان، كذلك فعلت البحرين والكويت والإمارات، لتشتعل الأزمة وترتفع موجة التصريحات، التي كانت بمجملها تُحمّل “حزب الله” المسؤولية عن ذلك، وتطالب أيضاً بإقالة القرداحي الذي قد تسبب تصريحاته “عزلة عربية للبنان غير مسبوقة”.

هذا وقد طلب رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، من وزير الإعلام جورج قرداحي “تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب”، لتسوية الخلاف الدبلوماسي مع السعودية على خلفية تصريحاته التي اعتبرت “مسيئة”.

فما الذي سيختاره القرداحي، وهل ستُصعّد الأزمة التي افتعلها مع دول الخليج في حال لم يُقدّم استقالته؟ وكيف سيتدخل “حزب الله” في هذا الشأن، وما المطلوب من ميقاتي؟. للإجابة عن هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الكاتب والباحث السياسي من بيروت مكرم رباح.

أزمة جورج قرداحي تضع لبنان في مأزق.. هل سينتهي باستقالته وما دور حزب الله وبشار الأسد بذلك؟

 

يقول الباحث السياسي مكرم رباح، تعليقاً على سؤال الوكالة حول ما إذا كان بثّ حلقة “مجلس شعب” بعد تعيين جورج قرداحي وزيراً للإعلام، هي السبب الرئيسي وراء الأزمة الحالية: “لا أعتقد أن هناك سببية بين التوقيت، وبالتحديد أن مواقف جورج قرداحي من هذه المواضيع معروفة سابقاً”.

ويضيف: “لكني أعتقد أن ما حدث في شوارع بيروت من هجوم لحزب الله على المناطق المسيحية وطريقة محاولة استعمال القضاء اللبناني ضد هؤلاء الأشخاص، والتصريحات السابقة لشربل وهبة والتصريحات السابقة لجبران باسيل هي التي أودت إلى الأزمة الدبلوماسية وليس فقط برنامج عبر قناة الجزيرة”.

بعد تصريحات جورج قرادحي كثر الحديث حول دور النظام السوري بتعيينه وزيراً في حكومة ميقاتي، هل يمكن القول بأن حكومة ميقاتي جاءت بأوامر من جهات عدة أم أنها نابعة عن خبرة سياسية واختيارات دقيقة؟

يؤكد الكاتب رباح: “لا شك أن القرداحي كشخص هو مرتبط بالنظام السوري ولكن في آخر المطاف من يقرر السياسية في لبنان في الوقت الحالي هو سلاح حزب الله وأن القرداحي هو مجرد ضابط في الحرس الثوري الإيراني ولكن بربطة عنق”.

ويُشير إلى أن “الأهم من ذلك هو (القرداحي) أحد الأشخاص الذين يروجون لتحالف الأقليات الذي يقول إن العدو الحقيقي للأقليات في العالم العربي هو الإسلامي السني، ومن هنا يرى بأن الدكتاتور بشار الأسد قادر على حماية تلك الأقليات إن كان العلويين أو حتى الموارنة في لبنان، وأعتقد أن هذه السردية أو هذا الزعم قد كذّبته أحداث سوريا”.

ويتابع: “لا شك بأن هناك محاولة لتعويم النظام السوري في لبنان، ولكن حزب الله استطاع أن يسيطر وأن يدمر المنظومة اللبنانية بأكملها”.

ما التصعيد الخليجي المحتمل حال لم يستجب قرداحي لمطالب الاستقالة؟

يعتقد الكاتب اللبناني أن “استقالة القرداحي ولا حتى استقالة الحكومة ستغيّر من الموقف الخليجي لا سيما بأن كما ذكرت بالسابق أن الغضب الخليجي ليس فقط من تصريح من هنا وتصريح من هناك بل مقاربة كاملة وسيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية”.

هل تفرض دول الخليج عقوبات على سياسيين أو رجال أعمال في لبنان؟

يؤكد رباح أن “هناك كلام جدي عن فرض عقوبات على ساسة ورجال أعمال تابعين لهذا المحور (المقاومة) أو تابعين للطغمة الحاكمة اللبنانية، أو رجال أعمال يدورون بفلك هذه الأحزاب التي تُعادي دول الخليج، كون هناك العديد من الأشخاص الذين ينتمون لمحور الممانعة يستفيدون من خيرات دول الخليج”.

كيف سيؤثر ذلك على ولادة حكومة جديدة في لبنان.. وملفات أخرى ربما تكون مرتبطة بسياسات دول الخليج؟

يقول رباح: “ليس هناك من إمكانية لأن يكون هناك ولادة حكومة جديدة تعطي حزب الله الحماية والغطاء السياسي ولا أعتقد بأن الخليج في هذا الوقت بالذات يكترث لمستقبل لبنان السياسي في حال لم يقم الشعب اللبناني والحكومة اللبنانية باستعادة السيادة المنقوصة”.

كيف سيتدخل حزب الله وما علاقته بقرداحي؟

يشير رباح إلى أن “حزب الله تدخل من اللحظة الأولى عندما منع استقالة القرداحي وأكد بأنه هو المسيطر الفعلي على الدولة اللبنانية، وهنا بيت القصيد”.

ما المطلوب من ميقاتي الآن؟

ويختتم الكاتب اللبناني بالقول، “المطلوب من ميقاتي هو الاستقالة والرحيل فوراً والتوقف عن إعطاء غطاء لحكومة حزب الله وأن يستمر بهذه السردية الكاذبة بأن هذه حكومة اختصاصيين، قرداحي ليس اختصاصي بشيء غير تدمير العلاقات الدبلوماسية مع محيطنا العربي”.

حاوره: فرج الدندل

أزمة جورج قرداحي تضع لبنان في مأزق.. هل سينتهي باستقالته وما دور حزب الله وبشار الأسد بذلك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى