تحقيقات ستيب

زعامة العالم الإسلامي من يستحقها؟.. استطلاع رأي يفجر مفاجأة حول جهة لم ترد في الاحتمالات اتفق عليها نشطاء عرب

يكاد الصراع على “زعامة العالم الإسلامي”، منذ سنوات، ينحصر بين دولتين اثنتين أحدهما عربية وهي المملكة العربية السعودية والأخرى أوروبية وهي تركيا، رغم أن الواضح حتى الآن أن كفّة الأولى هي الراجحة لعدّة أسباب؛ منها الثقل العربي الإسلامي للسعودية كونها موطن الرسول محمد (ص) والكعبة المُشرفة، والدور الدولي الفاعل للسعودية في مختلف القضايا العربية والعالمية خلال الحقبة الأخيرة.

زعامة العالم الإسلامي من يستحقها؟.. استطلاع رأي يفجر مفأجاة حول جهة لم ترد في الاحتمالات اتفق عليها نشطاء عرب
زعامة العالم الإسلامي من يستحقها؟.. استطلاع رأي يفجر مفاجأة حول جهة لم ترد في الاحتمالات اتفق عليها نشطاء عرب

الصراع على زعامة العالم الإسلامي

لكن ما جعل تركيا تخرج كمنافس للمملكة بعد أن كانت إيران ذات الغالبية المسلمة الشيعية هي المنافس لأكثر من عقد، هو اندلاع ثورات الربيع العربي والطفرة الاقتصادية التي حققتها تركيا خلال العقدين الفائتين، وتفاقم طموحات رئيسها العثمانية في الوصول لقيادة العالم الإسلامي ليصبح مواجهاً قوياً لكل من أمريكا وإسرائيل، فتدخلت أنقرة في معظم الأزمات التي كانت تحاول السعودية حلها كالأزمة السورية والعراقية والليبية إلى جانب محاولتها التدخل في لبنان مؤخراً ومحاولة التقرب من مصر ودول إسلامية أخرى.

ورغم فشل تركيا في قمة كوالالمبور الإسلامية العام الفائت، والتي فازت فيها المملكة العربية بلقب “زعامة العالم الإسلامي”، إلا أنها لا تزال تخوض حراكاً دبلوماسياً لافتاً في الدول العربية الإسلامية من آسيا إلى أفريقيا، في رغبةٍ من أردوغان على تقديم نفسه كزعيمٍ إسلامي له ثقله وكلمته بين الدول الكبرى.

تحاول تركيا استغلال الكثير من النقاط لصالح أن تحظى بهذا اللقب، منها تنديدها باتفاقيات إبراهيم التي اتفقت فيها عدد من الدول العربية الإسلامية مع إسرائيل، متزعمةً في ذلك حرصها على مصالح الشعب الفلسطيني، كما استغلت تركيا قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي على مدار السنوات الأخيرة، والكثير من القضايا الشائكة الأخرى بما فيها الخلاف حول تنظيم الإخوان المسلمين في العالم العربي.

وتأتي محاولات تركيا وسط عوائق عدّة تواجه الرئيس، رجب طيب أردوغان، الباحث عن هذا اللقب، منها أن العديد من الدول العربية تشكّ بنوايا تركيا التي تغلبها المصلحة الاقتصادية والسياسية وبأنه يستغل الإسلام لتحقيق مبتغاه ولا تنظر إليه بعين الود، فعندما قُتل جنوده في إدلب كاد أن يجعل اللاجئين السوريين ضحايا لهجرة غير شرعية أمام الجيش اليوناني وكثيراً ما استغل قضية اللاجئين لغاياتٍ سياسية لا إنسانية.

ونذكر هنا تنديد جامعة الدول العربية في 3 مارس/ آذار الجاري بأفعال أنقرة في عدد من الدول العربية داعيةً إيّاها إلى الخروج منها؛ وكذلك علاقتها المعلنة وغير المعلنة مع إسرائيل لا سيّما أنها أول دولة إسلامية اعترفت بإسرائيل عام1949، ويُضاف إلى كل ذلك هو ما تعانيه تركيا داخلياً وكثرة المعارضين لحكم أردوغان وإقدامهم على فتح ملفات فساد ضده وحزبه بشكل مستمر.

¶ من هي الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي ؟

أجرت وكالة “ستيب الإخبارية”، في 2مارس/آذار الجاري، استطلاع رأي استهدف آلاف المتابعين في دولٍ مختلفة، عبر منصتي “تويترويوتيوب“، حول رأيهم في الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي، ما بين المملكة العربية السعودية وتركيا وإيران أو إذا كانوا يرون أن هناك دولة أخرى غير مذكورة في الاستطلاع هي من تستحق اللقب.

وتبين من خلال استطلاع الرأي على موقع “يوتيوب” أن 28% من المتابعين صوتوا لصالح المملكة العربية السعودية، في حين صوت 21% منهم لصالح تركيا، فيما حظيت إيران فقط بنسبة تصويت 3%، في الوقت الذي كانت النسبة الأكبر من التصويت والتي بلغت 48% لصالح دولة أخرى لم ترد في الاستطلاع.

زعامة العالم الإسلامي
استطلاع رأي من وكالة “ستيب الإخبارية” حول الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي على يوتيوب

واختلفت نسب التصويت قليلاً على موقع “تويتر”، لكن بقيت السعودية متصدرة القائمة، حيث بلغ عدد المصوتين للمملكة 46,1%، وحظيت تركيا بنسبة 33,1%، بينما كانت نسبة التصويت لصالح إيران أقل مما هو عليه على “يوتيوب”، حيث بلغ 2,8% والاحتمال المفتوح بلغت نسبته 18%.

زعامة العالم الإسلامي
استطلاع رأي من “ستيب” على تويتر حول الدولة التي تستحق زعامة العالم الإسلامي

¶ ردود المتابعين على استطلاع الرأي

اختلفت تعليقات المتابعين على هذا الاستطلاع، ورغم أن الاستطلاع استهدف ثلاث دول محددة وترك الخيار الرابع مفتوحاً، إلا أن التصويت لصالح جامعة الدول العربية كان بمثابة المفاجأة فقد كان الأبرز والأكثر وروداً في ردود المتابعين الذين لم يختاروا دولهم إنما حددوا شروط نجاح ذلك، بالإضافة إلى من قال إنَّ مصر تستحق لقوتها وكثافتها السكانية وبين من ذكر أن إندونيسيا والكويت جارة السعودية من تستحق، وبين من أكّد على ضرورة أن تقود كل دولة نفسها وتتخذ من القرآن قائداً.

IMG ٢٠٢١٠٣٠٥ ١٧٣٨١٢

IMG ٢٠٢١٠٣٠٥ ١٧٣٩٢١

يقول صاحب حساب عمر هاني: “أنا مختلف قليلاً في رأيي. أعتقد أن كل الدول العربية الإسلامية تحكم العالم الإسلامي على مبدأ الشورى والتعاون الفكري والثقافي”.

زعامة العالم الإسلامي

من جهته، قال عمار العلواني: “الأفضل أن تكون كل دولة مسؤولة عن دولتها، ولا يحق لأي دولة التدخل في شؤون دولة أخرى، بغض النظر عن المساعدات المشروعة في الدعم الإنساني”.

زعامة العالم الإسلامي

صاحبة حساب زهراء نور، تقول: “لو اتحدت كل الدول العربية الإسلامية مثل الاتحاد الأوروبي وأصبحنا أقوى كيان كان أفضل”، وكاسر أضاف إليها صوتها “الذي يستحق الزعامة هو اتحاد الدول العربية بشرط استقلالها التام والكامل عن تبعية أي دولة أخرى أو اتحاد آخر في العالم”.

زعامة العالم الإسلامي

بدوره، ذكر أمير العراقي أن: “العالم الإسلامي أكثريته عرب، وإذا لم يتحد العرب فلتكن جامعة الدول العربية هي رئيسة العالم الإسلامي، ويجب أن تمول الدول العربية 22 جامعة الدول العربية وتطورها وتقويها ضد الأعداء”.

زعامة العالم الإسلامي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى