ترند - Trend

علماء الأزهر يحسمون الجدل حول تحدي الوشاح الأزرق ويحددون حكمه الشرعي

أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، خلال الساعات الماضية، فتواه حول مشروعية اللعب والمشاركة في تحدي الوشاح الأزرق أو التعتيم، والذي يتداوله بشكل واسع نشطاء على موقع التواصل “تيك توك”.

 

– حكم المشاركة بتحدي الوشاح الأزرق

 

حذر الأزهر الشريف في منشورٍ له على موقع “فيس بوك” من المشاركة في تحدي الوشاح الأزرق ، واصفاً إياه بــ “لعبة موت جديدة”.

وقال الأزهر في فتواه: “لا يكاد يخلو بيت الآن من تطبيقات الهواتف الذكية وألعابها الإلكترونية، ولم يكد المجتمع أن يودع لها إصداراً يحتوي على ضرر أو يدعم الكراهية حتى يستقبل إصداراً جديداً أكثر خطراً وأشد ضرراً”.

 

وأكمل قائلاً: “أضرار كثير من هذه الألعاب والتطبيقات لم تتوقف عند العبث بالمعتقدات، ومحاولة هدم العديد من القيم والأخلاقيات، وإفساد الأسر والمجتمعات، وإنما امتدت لتشمل إهلاك النفس والدعوة إلى الموت وإزهاق الروح”.

اقرأ أيضاً: فتاة إيطالية مراهقة لقت حتفها بلعبة على تطبيق تيك توك.. السلطات تتخذ إجراءات والشركة تعلّق

وأضاف بأنه “استمراراً لجهود مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في التصدي لهذا النوع من الألعاب والتحديات الخطيرة -والتي سبق أن حذَّر منها مراراً- يحذر المركز من تحدي (الوشاح الأزرق) أو (التعتيم) على تطبيق الفيديوهات (تيك توك) والذي يدعو مستخدميه إلى القيام بتجربة فريدة ومختلفة -على حدّ تعبيره- من خلال تصوير أنفسهم وهم تحت تأثير الاختناق بعد تعتيم الغرفة”.

وأوضح الأزهر الشريف أنه: “وبالفعل شارك العديد من الأشخاص فيديوهات لأنفسهم بعد أن كتموا أنفاسهم وعرَّضوا أنفسهم للموت المُحقَّق، بينما تحوَّل لعب بعض المستخدمين إلى حقيقة مُعاشة، وأدى كتم تنفّسهم المُتعمَّد إلى اختناقهم وموتهم”.

وشدد على أنّه و بمجرد شرح جوهر هذا التَّحدي فإنه يخالف الدين والفطرة السليمة، وحتى في حال لم يؤدي إلى الموت فإنه سيؤدي إلى ضرر في الفكرر وتفكك فيه، بحسب علماء الأزهر.

كما ويؤكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية وجود خطورة وحرمة في هذا التطبيق أو اللعبة وأمثاله من الألعاب والتحديات، مستشهدين بآية القران الكريم: {وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}. [البقرة: 195].

وكذلك قول سيدنا رَسُولُ الله ﷺ: «لاَ يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ» قَالُوا: وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ؟ قَالَ: «يَتَعَرَّضُ مِنَ البَلاَءِ لِمَا لاَ يُطِيقُ». [أخرجه الترمذي]

اقرأ أيضاً: فيديو يرعب مستخدمي تيك توك.. والشركة تفشل في حذفه وحظره

كما وبيّن الأزهر الشريف، قسم الفتوى الإلكترونية حكم هذا النوع من الألعاب، وحمّل أولياء الأمور والجهات التَّثقيفية والتَّعليمية والإعلامية المسؤولية بانتشاره، مبيناً خطر أمثال هذه الألعاب والتطبيق، وضررها البدني والنفسي والسّلوكي والاجتماعي.

ونشر الأزهر العالمي للفتوى نصائح للأهالي وأولياء الأمور وجميع الجهات الثقافية والفكرية والإعلامية جاء فيها:

1) وجوب مُتابعة الأبناء بصفةٍ مُستمرة غير منقطعة.

2) ضرورة مُتابعة تطبيقات هواتف الأبناء، وعدم تركها بين أيديهم لفترات غير قصيرة.

3) ملء أوقات فراغ الأبناء بما ينفعهم من تحصيل العلوم النّافعة، والأنشطة الرّياضية المُختلفة.

4) التأكيد على أهمية استثمار وقت الشاب وعمره في بناء الذات، وتحقيق الطموحات.

5) مشاركة الأبناء جميع عاداتهم الحياتية، مع توجيه النّصح، وتقديم القدوة الصالحة لهم.

6) تثقيل مهارات الأبناء، وتسخيرها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم، والاستفادة من ذلك.

7) تشجيع الأبناء على الأعمال إيجابية ولو كانت بسيطة من وجهة نظر الآباء.

8) منح الأبناء مساحة لتحقيق الذات، وتعزيز القدرات، وكسب الثقة.

9) تدريب الأبناء على تحديد أهدافهم، وتحمل مسؤولياتهم، واختيار الأفضل لرسم مستقبلهم، والحث على المشاركة الفاعلة والواقعية فى محيط الأسرة والمجتمع.

10) اختيار الصحبة المناسبة للأبناء، ومتابعتهم فى الدراسة من خلال التواصل المُستمر مع معلميهم.

11) وجوب المراقبة والتنبيه على مخاطر استخدام الآلات الحادَّة الجارحة، التي يمكن أن تصيب الآخرين بأضرار جسدية أو غيرها.

وأخيراً ختم مركز الفتوى منشوره، بإسداد النصيحة لكامل الأهالي ومكونات الأسرة الإسلامية، وتنكية الصغار على التسامح والتحلي بالأخلاق الإسلامية، ورفض جميع الأفكار الهدَّامة والدَّخيلة على المجتمع العربي عبر بوابات الشَّبكة العنكبوتية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى