حورات خاصة

لماذا تكثّف جماعة الحوثي هجماتها على الأهداف السعودية وما الرسائل التي تريد إيصالها

صعّدت جماعة الحوثي التي رفعتها واشنطن من قائمة الإرهاب، خلال الأيّام الأخيرة، من هجماتها على أهدافٍ استراتيجية داخل أراضي المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى استمرارها في التصعيد العسكري داخل الأراضي اليمنية نفسها.

ذهب الكثير من المحللين إلى اعتبار إزالة جماعة الحوثي من قوائم الإرهاب، بدت وكأنها ضوء أخضر للميليشيا المدعومة إيرانياً لتكثّيف هجماتها العسكرية، على الرغم من إعلان واشنطن التزامها بحماية حليفتها -السعودية- من تلك الهجمات.

الرسائل التي تريد جماعة الحوثي إيصالها وتأثير قرار واشنطن على السعودية من جهة واليمن من جهةٍ أخرى، أبرز الجبهات اليمنية التي تشهد تصعيداً، من يدعم الحوثيين عدا طهران والحل النهائي لليمن واليمنيين، للوقوف على كلّ هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الخبير العسكري اليمني العميد الركن، ثابت حسين.

لماذا تكثّف جماعة الحوثي هجماتها على الأهداف السعودية وما الرسائل التي تريد إيصالها
لماذا تكثّف جماعة الحوثي هجماتها على الأهداف السعودية وما الرسائل التي تريد إيصالها

4 رسائل تريد جماعة الحوثي إيصالها من خلال تكثّيف هجماتها

يقول العميد الركن: “تريد جماعة الحوثيين من خلال تصعيدها الأخير باستهداف المطارات المدنية والمنشآت النفطية السعودية، إرسال رسائل تهديد إلحاق أضرار جسيمة بالاقتصاد السعودي وبمعنويات المواطنين السعوديين وإشغال المملكة عن دعم الشعب اليمني والقوى المعارضة والمقاومة للحوثيين”.

ويُضيف: “وفي نفس الوقت تستهدف هذه الرسائل رفع معنويات أنصارهم في الداخل والخارج، وخاصةً في إيران التي تعاني من وضعٍ اقتصادي وسياسي متأزم وعزلة دولية وفي لبنان وسوريا والعراق”.

واشنطن غير جادة في ممارسة الضغط على إيران

وفيما يتعلق بالقرارين اللذين اتخذتهما إدارة بايدن حول رفع جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب ومنع صفقات بيع الأسلحة للسعودية، قال الخبير العسكري: “أساساً القرار الأمريكي الخاص بإدراج جماعة الحوثيين في قوائم الإرهاب اتُخِذَ في اللحظات الأخيرة من مغادرة ترامب البيت الأبيض، كما أن اتخاذ قرار إلغاء ذلك القرار، جاء في اللحظات الأولى من استلام بايدن مقاليد الرئاسة الأمريكية”.

ويتابع القول: “هذا يعني عدم جدية الولايات المتحدة الأمريكية في ممارسة ضغطٍ واضحٍ وفعال على إيران وعلى الحوثيين وبشكل عام لاتخاذ إجراءات عملية من شأنها إنهاء انقلاب الحوثيين في صنعاء والوصول إلى حلٍّ سياسي جذري وشامل يُنهي الأزمة والحرب، وفي المقدمة أزمة الوحدة بين الجنوب الرافض لها والشمال المصرّ على فرضها على الجنوب بالقوة. التخبط وعدم الجدية يضع سمعة الولايات المتحدة على المحك”.

جماعة الحوثي
الخبير العسكري اليمني العميد الركن ثابت حسين

الجبهات الساخنة في اليمن

العميد الركن يؤكد أن “الحرب في اليمن مستمرة منذ أواخر عام 2014 وبداية 2015، بل أنها مستمرة منذ حرب 1994م، التي شنّها تحالف الرئيس الراحل، علي عبدالله صالح، مع حزب الإخوان المسلمين والجهاديين الأفغان لفرض صيغة ونظام الوحدة على الجنوب بالقوة؛ لذلك يرى الجنوبيون أن الحرب الحالية هي استمرار لتلك الحرب والهدف منها قمع ثورة الجنوب ودفن قضيته وحقه في فك ارتباطه بوحدة الضم والإلحاق واستعادة دولته المستقلة وعاصمتها الأبدية عدن”.

ويُضيف: “يصور إعلام سلطة الشرعية وإعلام التحالف هذه الحرب وكأنها حرباً لاستعادة الشرعية في صنعاء، لكن الحرب في الحقيقة كان مسرحها الرئيس ومازال الجنوب سواء بين الحوثيين و الجنوبيين أو بين الجنوبيين وحزب الإصلاح (إخوان اليمن) الذي لم يحارب لتحرير صنعاء من الانقلابيين الحوثيين، بل حارب وما زال يحارب الجنوبيين على أرضهم وخدمةً للمشروع التركي الإيراني”.

ويتابع: “جبهتا الحرب الوحيدتان اللتان لم يستطع الحوثيون اقتحامهما وظلّتا مشتعلتين منذ عام 2015، هما الضالع الجنوبية ومأرب الشمالية ثمّ جبهة الساحل الغربي الممتدة من باب المندب وحتى الحديدة التي سيطرت عليها القوات الجنوبية بالتعاون مع حراس الجمهورية (جناح الرئيس السابق صالح) والمقاومة التهامية”.

ويواصل حديثه: “عدا هذه الجبهات، فقد سيطر الحوثيون على كلّ الشمال تقريباً بينما تنازع سلطة الشرعية المجلس الانتقالي الجنوبي السيطرة على الجنوب المحرر عسكرياً من الحوثيين، والذي يواجه حروباً أخرى كحروب الإرهاب والخدمات والمرتبات والفوضى والفساد التي تغذيها وترعاها سلطة الشرعية وقوى إقليمية أخرى”.

جماعة الحوثي لا تحترم العهود

وحول عدم عودة جماعة الحوثي إلى الاتفاقيات، قال الخبير العسكري اليمني، إنَّ: “الحوثيون مثلهم مثل بقية مراكز النفوذ في الشمال لا يحترمون العهود ولا يلتزمون بالمواثيق، بل يعتبرونها مجرد محطة لالتقاط الأنفاس وإعادة ترتيب لمرحلة جديدة من الحرب ضد خصومهم”.

ويتابع: “قبل سيطرتهم على صنعاء كانوا يقرّون بحق الجنوبيين في تقرير مصيرهم، وما أن سيطروا على صنعاء حتى تحركوا للسيطرة على عدن، وهكذا تعاملوا مع اتفاق استوكهولم وغيره تماماً كما تفعل أمهم وراعيتهم الأكبر إيران”.

الحل في اليمن

يرى العميد ثابت حسين، أن “بعد عشرات السنين من الصراعات والحروب بما فيها هذه الحرب التي دخلت عامها السابع دون أي حسمٍ عسكري أو إسقاط انقلاب الحوثيين، فإن الحل الجذري والنهائي لمشاكل اليمن والمنطقة كلها بما في ذلك أمن الخليج والملاحة الدولية هو عودة الدولتين اليمنيتين في كل من الشمال والجنوب إلى حدود ما قبل وحدة 22مايو 1990. دولتان متعايشتان فيما بينهما ومع محيطهما الإقليمي والدولي ومتصالحتان مع الداخل وبحكم مدني ورشيد”.

ويُضيف: “غير ذلك فإن الحلول المجربة والمطروحة ماهي إلا محاولات لترقيع المرقع وتجريب المجرب، و ستؤدي إلى إطالة أمد الأزمة والحرب ومعاناة البلاد والعباد”.

6 جهات تدعم جماعة الحوثي

ختم الخبير العسكري العميد الركن، ثابت حسين، حديثه لوكالة ستيب الإخبارية، قائلاً: “الداعم الرئيس للحوثيين هو إيران وحزب الله والجماعات الشيعية في المنطقة والتحالفات الخفية لتنظيم الإخوان وتركيا وقطر والتخاذل الدولي”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى