حورات خاصة

أسباب إغلاق النظام السوري معابره مع الإدارة الذاتية وعلاقته باجتماع الدوحة وتسليم بلدة عين عيسى

وضع النظام السوري منذ 21 مارس/آذار الجاري، قيوداً على حركة المدنيين والتجارة في ثلاثة معابر رئيسية تربط مناطق سيطرته مع مناطق سيطرة الإدارة الذاتية الكوردية.

أسباب إغلاق النظام السوري معابره مع الإدارة الذاتية

وحول سبب إغلاق النظام السوري لهذه المعابر وعلاقة ذلك بالاتفاق الروسي التركي الأخير؛ وكذلك الدور الروسي فيه وأبرز الرسائل التي يحملها هذا القرار، أجرت وكالة “ستيب الإخبارية” حواراً خاصاً مع المتحدث الرسمي باسم الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، لقمان أحمي.

قال أحمي: “نعتقد بأن هناك صراع داخلي في مناطق سيطرة النظام بين الإيرانيين والروس وكذلك الحكومة السورية نفسها، وهو ما يؤدي إلى إرباكات في المعابر بين الفينة والأخرى”.

أسباب إغلاق النظام السوري معابره مع الإدارة الذاتية وعلاقته باجتماع الدوحة وتسليم بلدة عين عيسى
أسباب إغلاق النظام السوري معابره مع الإدارة الذاتية وعلاقته باجتماع الدوحة وتسليم بلدة عين عيسى

الدور الروسي في إغلاق المعابر

المتحدث الرسمي باسم الإدارة الذاتية، أكّد خلال حديثه أن “الروس لا يخفون دورهم السلبي تجاه الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. وهم يعملون بكل الوسائل للضغط على الإدارة من أجل الرضوخ للشروط الروسية، كون الإدارة ليست في معسكر النظام التركي والمجموعات الإرهابية المرتبطة به، كما أنها ليست في معسكر النظام السوري والدول الداعمة له ك روسيا وإيران؛ لذلك دائماً يكون هناك ضغط على الإدارة الذاتية من هذين المعسكرين، لكي يستطيعوا أخذ تنازلات من الإدارة في مواضيع مختلفة سواءً أكانت اقتصادية أو سيطرة عسكرية وما إلى ذلك من المواضيع والمجالات التي يريدون أن تقدم فيها الإدارة لهم تنازلات”.

وتابع القول: “ولكن الإدارة لديها مشروع مختلف عن مشروعي النظام والمعارضة التابعة لتركيا ألا وهو مشروع مرتبط مع مصالح الشعب في شمال وشرق سوريا وعموم سوريا”.

وبحسب أحمي “ليست للحكومة السورية في دمشق أي إرادة في إغلاق هذه المعابر، ولكن القرار هو بيد الروس سواءً بفتح أو إغلاق المعابر. وروسيا في هذا المجال وفي لقائهم الأخير في قطر (الاجتماع الذي جمع تركيا وقطر وروسيا) يكونون قد توصلوا إلى بعض التفاهمات بخصوص فتح معابر في حلب و إدلب”.

وأكمل حديثه: “ولكن أعتقد أن فتح معابر في تلك المناطق هي ليست تابعة للإرادة التركية أيضاً، ولكن لا بدَّ أن تكون هناك إرادة دولية لفتح مثل هذه المعابر وبالأخص موافقة أمريكية، كون سوريا تخضع لعقوبات حسب قانون قيصر الذي أصدرته واشنطن”.

قرار تسليم عين عيسى تمَّ حسمه

وحول وجود علاقة بين إغلاق المعابر وتسليم بلدة عين عيسى الاستراتيجية، قال أحمي إنَّ “قرار تسليم عين عيسى من عدمه قد تمّ حسمه ألا وهو أننا لا نسلم أي منطقة هي تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد) وتديرها الإدارة الذاتية”.

وواصل قوله: “وما تمَّ من تفاهمات أثناء العدوان التركي على منطقتي سري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض) هو أن تتواجد وحدات من الجيش السوري على الحدود السورية التركية؛ وكذلك في المناطق الساخنة لكي تصدّ العدوان التركي، ولكن للأسف إلى الآن لم يقوم النظام السوري ولا روسيا بما تمَّ التفاهم حوله في تلك النقطة، والتي كانت خاصّة بالمجال العسكري بما أن روسيا طرحت بأن تكون الضامن بحدوث مفاوضات أو حوار بين النظام السوري والإدارة الذاتية في مجالات أخرى ولكن إلى الآن لم تلتزم بهذا التعهد؛ وكذلك لم تلجم الدولة التركية من استمرارها بالعدوان على مناطق الجبهة”.

وأضاف: “لذلك نعتقد بأن روسيا غير صادقة بوعودها وإنما تريد أن تكسب الوقت، ولا يخفى على أحد بأن هناك سياسة روسية قديمة وهي ليست سرّاً ألا وهي الحصول على المناطق أو المكتسبات خطوة خطوة أو قطعة قطعة، لكي تأتي في الأخير وتجمع كل هذه المكتسبات المتفرقة وتجعل منها مكتسباً كبيراً تبني عليه، لذلك هذه السياسة واضحة للجميع وهي لن تفيد في السير عليها مع الإدارة الذاتية”.

بدائل معابر النظام السوري

المتحدث باسم الإدارة الذاتية، بيّن أن “الإدارة الذاتية منذ تشكلها وهي تتعرض إلى إغلاقات متكررة من جوانب متعددة؛ وبأن الإغلاق الأخير (إغلاق معبر تل كوجر، ثاني أكبر المعابر الحدودية بين سوريا والعراق) كان نتيجة الفيتو الروسي الصيني، وكان أيضاً بمثابة ضغط على الإدارة. حيث كان يأتي من معبر تل كوجر (اليعربية) بعض المساعدات الإنسانية؛ وكذلك الأدوية اللازمة لمناطق شمال وشرق سوريا”.

النظام السوري
صورة متداولة لمعبر اليعربية “تل كوجر”.. وهو ثاني أكبر المعابر الحدودية بين سوريا والعراق

وتابع القول: “أي أننا اعتدنا على مثل هذه الإغلاقات و مصدرنا في المواد القادمة إلى شمال وشرق سوريا هو ليس فقط من مناطق النظام إنما توجد معابر أخرى، وأيضاً نعتمد على المنتج المحلي الذي تنتجه مناطق الإدارة”.

الصراع الروسي الإيراني في سوريا

وفيما يتعلق بنصب الميليشيات الإيرانية حواجزاً لها على ضفاف نهر الفرات، قال أحمي إنَّ هذه المسألة “متعلقة بالصراع الروسي الإيراني على مناطق النفوذ بمناطق سيطرة النظام السوري، وهو متعلق أيضاً بالاجتماع الأخير في الدوحة، الذي ضمَّ الطرف التركي والروسي والقطري، حيث استبعدت إيران من تلك المحادثات”.

وأكّد أن “هذا اللقاء قد فتح بعض الصراع أو الصراع الذي كان مخفياً قد ظهر للعيان، حيث تحس إيران أنها أصبحت معزولة لذلك تتخذ بعض الإجراءات التي تراها مناسبة وتخدم أجنداتها في سوريا”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى