أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

على منوال “حرب أكتوبر”.. مصر تلجأ لاستغلال ظاهرة طبيعية في البحر الأحمر لتعويم السفينة الجانحة

تنفس العالم الصعداء بعد أن تحركت السفينة الجانحة “إيفر غيفن” العالقة في قناة السويس من موقعها السابق في قلب المجرى الملاحي للقناة، بعدما نجحت مصر في استغلال ظاهرة طبيعية في القناة لتنفيذ عملية تعويم السفينة الجانحة.

ظاهرة طبيعية تسهم في السفينة الجانحة

وعلى خلفية تضاربت الأنباء عن نجاح عملية تعويم السفينة الجائحة، نفت هيئة قناة السويس خبراً لوكالة رويترز، نقلت فيه الأخيرة عن شاهد عيان قوله، إن السفينة عادت لوضعها السابق الذي يعرقل الملاحة جراء الرياح الشديدة قبل محاولة القطر التالية.

وفي السياق، أظهرت صور الأقمار الصناعية ومشاهد بثها التليفزيون المصري أن السفينة استقرت وسط القناة تقريباً، بمحاذاة ضفة القناة إلى حد كبير، مما أظهر أنها خرجت من الوضع الذي يعرقل الملاحة في قناة السويس، وأنه تم تخليصها من أرضية القناة التي كانت غرست بها، وهو يعني نجاح عملية تعويم السفينة الجانحة.

وبدأت عملية قطر السفينة الجانحة من قبل زوارق القطر إلى منطقة البحيرات المرة حيث ستخضع للفحص لمدة ثلاثة أيام، حسبما قال الفريق مهاب مميش مستشار الرئيس المصري لمشروعات محور قناة السويس والموانئ البحرية لقناة “سكاي نيوز عربية”.

وجاء تعويم السفينة الجانحة، بعد نحو أسبوع من الأزمة التي أثارت القلق في العالم جراء تعطل الملاحة في قناة السويس التي ينتقل عبرها نحو 13% من حجم التجارة العالمية.

ووقعت الحادثة عندما جنحت السفينة العملاقة في يوم عاصف كان معدل الرؤية فيه سيئاً، مما أدى إلى أن غاطسها ارتطم بقاع القناة، لتعلق السفينة التي يبلغ طولها 400 متر بشكل عرضي تقريباً مغلقةً ممر القناة في هذه المنطقة الذي يبلغ عرضه 250 متراً.

وركزت جهود الإنقاذ الضخمة الرامية إلى تعويم السفينة الجانحة على تجريف الرمال من أسفل مقدمة السفينة ومؤخرتها، قبل سحب السفينة باستخدام زوارق القطر.

اقرأ أيضاً: بالفيديو || مع بدء التعويم.. تصوير سريع لاستدارة السفينة الجانحة في قناة السويس

المد والجزر يقلب المعادلة

وأخفقت الجهود السابقة لتعويم السفينة العملاقة، تم تنفيذ هذه المحاولة الأخيرة أثناء ارتفاع المد حيث تكون المياه في القناة في أعلى مستوياتها.

إذ كان أحد أسباب نجاح عملية تعويم السفينة الجانحة هو الحسابات الناجحة لظاهرة المد والجذر والتيارات البحرية واستغلالها لشد السفينة، حسبما قال مميش، الذي أوضح أن الجانب المصري أجرى حسابات أظهرت أن المد البحري سيكون عالياً يوم أمس ليصل إلى نحو 80 سم.

ومن المعروف أن الجزء الجنوبي لقناة السويس يشهد مستوى مرتفعاً من المد مقارنة بالجزء الشمالي، لأن الجزء الجنوبي أقرب للبحر الأحمر وخليج السويس الذي يشهد عملية مد وجذر أكبر من البحر المتوسط المرتبط بالجزء الشمالي للقناة.

اللافت أنّ عملية عبور قناة السويس في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، تضمنت إجراء حسابات معقدة لمراعاة الفروق في المد والجزر بين شمال وجنوب القناة، كما أن الفرق الكبير بين المد والجزر بين جنوب القناة وشمالها ساهم في الكشف عن أنابيب النابالم التي أعدتها إسرائيل لإشعال القناة في حال عبور الجيش المصري، الأمر الذي مكن البحرية المصرية من تعطيلها.

وبعد استغلال المد، تمكنت القاطرات من سحب السفينة من الخلف، حسبما نقلت وكالة أسوشيتد برس، عن وكالة “ليت” وهي شركة تقدم خدمات القناة، والتي أكدت اليوم الإثنين أن السفينة قد أعيد تعويمها بالكامل وأنها تتحرك في القناة.

اقرأ أيضاً: بدء تعويم السفينة الجانحة في قناة السويس وتشغيل محركاتها استعداداً لعودتها إلى مسارها

تعقيب المسؤولين المصريين حول وضع الملاحة

ما زال هناك التباس حول عودة حركة الملاحة في القناة، ولكن لا يتوقع أن تعود بشكل كامل فجأة.

وقال الفريق مهاب مميش: “لقد بدأت بعض السفن تتحرك”، كما أقرّ بالحاجة إلى بعض التطويرات في القناة، خاصة فيما يتعلق بالحاجة لزوارق قطر أكبر وأكثر قوة من الموجودة حالياً لدى هيئة قناة السويس، لأن أحجام السفن قد كبرت حالياً.

وأوضح أن عملية التعويم شارك بها نحو 3000 إلى 3500 شخص أغلبهم من المصريين إضافة إلى عدد قليل من الخبراء الأجانب، المتمرسين.

وقال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في تعليقه على الخبر “المصريون نجحوا اليوم في إنهاء أزمة السفينة العالقة في قناة السويس”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى