علوم وتكنلوجيا

طائرة حلوان 300.. النسر المصري الذي طارده الموساد

تعدّ طائرة حلوان 300، طائرةً مقاتلةً مصرية 100%، إذ صُنّعت وتمّ تطويرها في جمهورية مصر العربية في ستينيات القرن الماضي، حيث قام المصمم الألماني “ويلي ماسرشميت”، وشركة “هيسبانو أبياثيون” في البداية بتصميمها كطائرةٍ اعتراضية للقوات الجوية الإسبانية، ولكن تم رفع الدعم عن المشروع وإلغاءه لاحقاً، إلا أنّ مصر طلبت تنفيذ المشروع وتقديم الدعم.

طائرة حلوان 300.. طائرة مقاتلة مصرية 100%

بعد العدوان الثلاثي، أدركت مصر أن عدداً من الطائرات البريطانية الصنع باتت غير صالحة للاستعمال بسبب قطع العلاقات حينها بينها وبين بريطانيا، ومنع وصول قطع الغيار، الأمر الذي عطّل عملها، وهذا ما دفع مصر للرغبة في الاعتماد على نفسها وتطوير المعدات الخاصة بها بشكلٍ ذاتي، لذلك قررت القيادة المصرية حينها شراء طائراتها القتالية الخاصة بها.

في نوفمبر 1959، قدم مجموعة خبراء دوليين إلى مصر بهدف إطلاق مشروع كبير، وبحثوا عن طرف يبيعهم طائرات وتطويرها، وفي نفس الوقت بدأ مشروع “طائرة مقاتلة” جديد في الظهور في إسبانيا، كانت عبارةً عن طائرة مقاتلة خفيفة جداً وقوية جداً وسريعة جداً، إلا أنّ الحكومة الإسبانية حينها أخفقت في وضع الميزانية، والترويج للمشروع بشكل صحيح، فلم ينتبه للطائرة الحديثة الخبراء المختصون في العالم، كان المشروع يفوق قدرة الحكومة الإسبانية، التي كانت لا تزال تتعافى من جروح الحرب العالمية، فانتهى بها المطاف إلى بيع المشروع لمصر.

بالفيديو|| مصر تحصل على منظومة صواريخ توازي “القبة الحديدية” والسيسي يصدر تعليمات “غير مسبوقة” لـ الجيش المصري.

تقرير عبري يكشف مطاردة الموساد لـ طائرة “حلوان 300”

وفي شهر يونيو من عام 2020، نشر موقع “كالكاليست” العبري تقريراً كشف من خلاله عن تحركات إسرائيلية في الخمسينيات، أثناء تسليح الجيش المصري عقب العدوان الثلاثي الذي شاركت فيه على مصر عام 1956 م.

وذكر العبري، أنّ  مصر أدركت في الخمسينيات أن هزيمة إسرائيل بحاجة إلى أكثر من مجرد قوة عسكرية، إذ يجب أن تتحرر القاهرة من أيّ اعتماد خارجي في التسلح، لذلك فهي بحاجة إلى طائرة مقاتلة وتطويرها بشكلٍ ذاتي.

المهندسون الألمان عرّابو المشروع 

كان هناك عمل حيوي في مصر حول الطائرة المُراد تصنيعها، وانتقلت شركة Messerschmitt الإسبانية ومجموعة من المهندسين الألمان (خبراء الدفع)، إلى مصر في عام 1960 وهناك واصلوا العمل في المشروع في مصانع حلوان تحت الاسم الجديد HA300، أي “حلوان 300”.

بدأ العمل في المشروع من قبل مجموعة من الخبراء الألمان، الذين كان من بينهم اثنين من النازيين السابقين الذين كانوا يُعتبرون من ألمع العقول في عالم الطيران، في ذلك الوقت.

إلا أنّه وفي وقتٍ لاحق، أدت الضغوطات الأمنية الإسرائيلية المُمارسة إلى تعطيل المشروع، حيث تمّ إرسال رسائل تهديد للمهندسين الألمان والنمساويين المشاركين في مشروع الطائرة، بالإضافة إلى المهندسين المصريين، وذلك عبر لجوء الموساد لإرسال طرودٍ مفخخة لهؤلاء المهندسين لتخويفهم وإجبارهم على مغادرة مصر، وبالفعل توفي بعضهم وجرح بعضهم، مما ساهم في نجاح الجهود الإسرائيلية بشكلٍ كبير.

أول مرة أقلعت فيها طائرة حلوان 300

وأصبحت طائرة حلوان 300 التي أقلعت لأول مرة عام 1991 مشروعاً جديداً في مجاله عمّا سبق من مشاريع الهيئة العربية للتصنيع (التي تأسست عام 1975بمشاركة مصر والسعودية والإمارات وقطر)، إذ أنّها ليست طائرة تدريب أو قتال مثل سابقتها في الهيئة، ولكنها طائرة صغيرة الحجم يتكوّن طاقمها من طيار ومرافق واحد فقط، ولا يتجاوز وزنها الأقصى 780 كغ، وأقصى سرعة لها 250 كم /ساعة التي تتناسب مع قدرة المحرك الذي تبلغ قوته 150 حصاناً.

ميزات الطائرة :

1-      مصرية 100%.

2-      تكاليف تشغيل صغيره جداً.

3-      لا تحتاج ممرات طويلة أو ممهدة.

4-      يمكن تطويرها بتقنيات 2017 بسهولة.

5-      تصلح لاستخدامات عسكرية ومدنية.

6-      تكاليف صيانة محدودة.

7-      سهوله النشر في مناطق نائية لأعمال مكافحة الإرهاب.

8-      مدى طيران واسع.

التكلفة المادية التي دفعتها الحكومة المصرية

يُشار إلى أنّ هذا المشروع قد كلّف الحكومة المصرية أكثر من 135 مليون جنيه مصري حينها، أي ما يعادل 14 مليار جنيه بالوقت الحالي أي (2.3 مليار دولار أمريكي)، وفي وقتٍ لاحق تمّ استخدام محرك E-300 في مقاتلات HF-24 Marut الهندية.

طائرة حلوان 300.. النسر المصري الذي طارده الموساد
طائرة حلوان 300.. النسر المصري الذي طارده الموساد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى