حورات خاصة

بعد انقطاعٍ طويل لـ الحوار الكردي.. واشنطن تتدخل فهل تنجح مساعيها؟

بحث المبعوث الأمريكي الخاص إلى شمال وشرقي سوريا، ديفيد براونستين، مسألة استئناف الحوار الكردي، خلال زيارته مقر المجلس الوطني الكردي في مدينة القامشلي، يوم أمس الجمعة.

والتقى المبعوث الأمريكي برئاسة المجلس الوطني الكردي في مقر المجلس بحي “السياحي” بالقامشلي، وناقش المجتمعون “ضرورة إنجاح الحوار الكردي في هذه الفترة، ودور المجلس فيه”.

جهود أمريكية لتفعيل الحوار الكردي

وقال عضو اللجنة السياسية لحزب “يكيتي” الكردستاني – سوريا، إسماعيل رشيد، في حديث لوكالة “ستيب”، إن زيارة المبعوث الأمريكي تأتي في إطار الجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ فترة بين ENKS وPYNK، وكمسؤولية الطرف الأمريكي كراعي لهذه الحوارات نحو دعمها”.

وأضاف رشيد أن المبعوث الأمريكي ركز على ضرورة استئناف الحوارات، مؤكدًا موقف الإدارة الأمريكية بأنها “ستدعم الحوارات الكردية لما فيها من مصلحة للطرفين”.

بعد انقطاعٍ طويل لـ الحوار الكردي.. واشنطن تتدخل فهل تنجح مساعيها
بعد انقطاعٍ طويل لـ الحوار الكردي.. واشنطن تتدخل فهل تنجح مساعيها

اقرأ أيضاً: غموض يلف المفاوضات الكردية- الكردية.. ومراقبة تركية عن كثب تُنّذر بمصيرٍ مجهول لــ”روج آفا”

وأوضح أن وفد ENKS، أحد أحزاب المجلس الوطني الكردي، أكد على استمراره ودعمه للعملية التفاوضية، لكنه يتطلب من الطرف الآخر وقف فوري لكل انتهاكاته وممارساته التي تنسف العملية التفاوضية وبضمانة عدم تكرار ذلك.

وانطلق الحوار الكردي – الكردي مطلع شهر نيسان من العام الماضي، بين أحزاب “الوحدة الوطنية” و”المجلس الوطني الكردي” برعاية من الخارجية الأمريكية وبإشراف مباشر من مظلوم عبدي، القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)”.

إلا أن الحوار، وبعد عشرات الاجتماعات بين الأطراف الكردية، توقف بسبب عدم توافق حول بعض المطالب، من بينها اشتراط “المجلس الوطني الكردي” وقف الاستفزازات الإعلامية ضده لاستئناف الحوار مجددًا.

ولم يلتزم PYD والأحزاب المتحالفة معها بالرؤية السياسية المشتركة التي وقعت عليها الأطراف، ناهيك عن هشاشة إجراءات بناء الثقة والتي تم الاتفاق على بنائها وحسمها قبيل إطلاق الحوارات وبموافقة الراعي الأمريكي، بحسب رشيد.

وكانت المحادثات تجري في قاعدة عسكرية أمريكية مشتركة مع “قسد” بريف الحسكة، مع وجود وإشراف دائم من ممثلي الخارجية الأمريكية في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.

هل تنجح الحوارات؟

وحول التوقعات بإنجاح الحوارات مجددًا، اعتبر رشيد أن العملية التفاوضية بحد ذاتها “ثقافة لها معايير وأخلاقيات”، مشيرًا إلى أن “الوطني الكردي” دخل هذه الحوارات كخيار استراتيجي لوحدة الموقف الكردي وبالتالي لدعم موقعنا في العملية التفاوضية وهو ملتزم بها.

بينما PYNK لم يدخل هذه الحوارات بجدية حتى اللحظة ويقوم بممارسات وتصريحات لا تخدم العملية التفاوضية، ناهيك عن حرق مكاتب أحزاب المجلس الوطني واستمرار الاعتقالات والاستجوابات بحق قياديي ومؤيدي المجلس الوطني الكردي، وخطف الأطفال واستمرار التجنيد الإجباري وأدلجة العملية التربوية وعدم حسم مصير المعتقلين والمختطفين من قبل مسلحيها وهذا الملف بحد ذاته قضية أخلاقية وسياسية.

وتابع إسماعيل رشيد “من هنا فإن PYD لازال بعيدًا عن عقلية تقبل الآخر والشراكة وكل همه الوصول إلى المحافل الدولية عبر بوابة المجلس الوطني وهو خيار تكتيكي للأسف لم ولن يُكتب له النجاح”.

ونوه إلى أن “عودة الحوارات مرتبطة بمدى استعداد و مراجعة PYD والأحزاب المتحالفة معها لمجمل سياساتها الأحادية والفاشلة وممارساتها التعسفية بحق كل من يعارضها بالرأي والدخول بقناعة في الحوارات والتسلح بثقافة الحوار ومعاييرها والكف عن الخطاب التخويني بحق قيادات وكوادر المجلس الوطني الكردي وبيشمركة روج”.

وأضاف أن عودة الحوارات “مرهونة أيضًا بجدية الراعي الأمريكي عبر ممارسة الضغط الكافي على PYD والأحزاب التابعة لها وكطرف ضامن لإلزامها بالعملية التفاوضية وفق جدول زمني وعدم تكرار تصريحاتها التخوينية بحق المجلس الوطني الكردي والاعتذار عن كل تصريحاتها المسيئة والتي أثرت سلبًا على سير الحوارات”.

أما في ظل المناخات الحالية، فلا أعتقد عودة سريعة للحوارات، يقول رشيد، مشيرًا إلى أن هناك ملفات لا زالت تراوح مكانها مثل “العقد الاجتماعي والملف العسكري والإدارة والارتباط مع العمال الكردستاني”، وهذه تحتاج إلى إرادة ووقفة جادة ومسؤولة من قبل PYD للتخلص من “ثقافة الاستعلاء والهيمنة وكم الأفواه”.

وختم رشيد بالقول، إنه “بخلاف ما تم ذكره، سيبقى الحوار هدرًا للوقت وتفويت الفرصة التاريخية على حقوق شعبنا والتي قد لا تتكرر من خلال دولة عظمى كأمريكا راعية للحوارات”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى