حورات خاصة

ومضة فيلم وثائقي قصير وشهادات حيّة لما حصل لسوريين في لبنان

سُجّلت عشرات حالات انتهاك حقوق الإنسان بحق السوريين في بلدان اللجوء التي وصلوا إليها، إلا أن أبرزها تلك التي وقعت في لبنان من جهات رسمية وغير رسمية.

ولعل تذرع السُلطات في لبنان من رأس هرمها لأدنى موظف حكومي بمشكلة اللاجئين كما يسمونها، وجعلها “شمّاعة” يعلّق عليها الفشل الحكومي في إدارة ملفات لبنان وأزماتها الاقتصادية والسياسية، خلقت تلك الفجوة بين السوريين اللاجئين في لبنان واللبنانيين أنفسهم، حتى أصبح اللاجئ السوري يشعر بأنه أقل من اللبناني اجتماعياً وثقافياً، حتى كاد أن يعيد للأذهان مشاهد “العبودية والمماليك” المندثرة.

ولتسليط الضوء على تلك الانتهاكات، شرع فريق مركز وصول لحقوق الإنسان بإعداد فيلم وثائقي قصير تحت عنوان “ومضة”، يحمل شهادات حيّة من عدد من الصحفيين والناشطين الحقوقيين الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان خلال لجوئهم إلى لبنان.

ومضة فيلم وثائقي قصير وشهادات حيّة لما حصل لسوريين في لبنان
ومضة فيلم وثائقي قصير وشهادات حيّة لما حصل لسوريين في لبنان

فيلم ومضة وتسليط الضوء على قصص حيّة

وفي حديث لوكالة ستيب الإخبارية مع المدير التنفيذي لمركز وصول لحقوق الإنسان، محمد حسن، حول فيلم ومضة، أكد أنه تم إنتاج هذا الفيلم من قبل فريق عمل مركز وصول لحقوق الإنسان – ACHR بمساهمة مجموعة من المدافعات والمدافعين عن حقوق الإنسان ممن شاركوا بورشة عمل نظمها “وصول” خلال العام 2020 حول “آليات الحماية والمناصرة للمدافعين عن حقوق الإنسان في لبنان”.

ويقول “حسن”: “يهدف فيلم ومضة إلى تسليط الضوء على قضايا انتهاكات حقوق الإنسان عموماً، سيما اللاجئين المدافعين عن حقوق الإنسان منهم، والصعوبات التي يعانون منها”.

ويضيف: “إن الانتهاكات التي يتعرّض لها اللاجئون المدافعون عن حقوق الإنسان لم تكن من القضايا البارزة للحديث عنها في لبنان، وهذا الفيلم لإيصال عدّة رسائل، أهمّها الخوف الذي يسيطر على الصحفيين والمدافعين اللاجئين منهم، إذ أننا استعنّا بممثلين لروي القصص خوفًا من تعرّض أصحاب القصص الحقيقية للملاحقة من قبل السلطات، وثانيها غياب آليات الحماية للمدافعين، وتسلّط السلطات اللبنانية على نشاطهم الحقوقي”.

 

ويوضح بأن الفيلم الوثائقي القصير يروي قصص وثّقها مركز وصول لحقوق الإنسان تعرّض أصحابها للاعتقال والاحتجاز التعسفي، وإساءة معاملة، والتعذيب، والتمييز بناء على الجنسية، وقمع حرية تعبير وحرية الانتماء إلى التجمعات السلمية والجمعيات.

 

تعذيب نفسي وجسدي وغياب للأمم المتحدة

وتناول الفيلم عدّة شخصيات بينهم صحفيون وحقوقيون سوريون وصلوا لبنان بطرق غير شرعية هرباً من الحرب، وحصل بعضهم على إقامات نظامية في لبنان وفشل آخرون بذلك، إلا أن الانتهاكات بحقّهم كانت العامل المشترك.

وتحدثت إحدى شخصيات الفيلم عن دور الأمم المتحدة الغير مبالي لما يجري باللاجئين، حتى تمّ اعتقاله أمام مبنى المفوضية التابعة للأمم المتحدة بسبب مشاركته في اعتصام ومطالبة بأبسط الحقوق.

ومعظم الشهود في الفيلم أكدوا انتهاك خصوصياتهم خلال عملية التحقيق معهم من قبل الأمن العام اللبناني، إضافة للمعاملة “الدونية” والإهانات النفسية والجسدية التي تعرضوا لها جميعاً.

وختم الفيلم بالتساؤل حول من يمكن أن يحمي الصحفيين والمدافعين عن حقوق الإنسان إذا كانت السُلطات نفسها التي يجب أن تحميهم هي التي انتهكت حقوقهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى