الشأن السوري

عدنان الجاسم تاريخ رياضي حافل ومعاناة كبيرة خلال الثورة

عدنان الجاسم أو ابو الدولة كما اعتادت جماهير نادي الفتوة في دير الزور على تسميته, شخص غني عن التعريف بتاريخ كرة القدم السورية حيث لعب لنادي الفتوة وشارك بعدة بطولات خارجية مع ناديه في قطر والسعودية وليبيا وايران ولبنان واستدعي عام 1989 لصفوف منتخب سوريا وتميز حينها عدنان الجاسم برأسه الذهبية فقد كانت أغلب اهدافه بضربات رأسية , لاعب اخلص لناديه لعقدين في زمن كانت في الرياضة هواية دون أي مجال للاحتراف
مع بداية الثورة السورية وانطلاق المظاهرات في محافظة دير الزور بدأ النظام محاولة تهدئة الشارع الديري من خلال اعتماده على اسماء معروفة ومحببة لدى سكان المحافظة , حيث استدعى امين فرع الحزب والمحافظ حينها لاعبين نادي الفتوة واقام لهم حفل استقبال وقدم لهم هدايا وشرح لهم ما تمر به البلاد من “مؤامرة” الا ان العديد من أعضاء نادي الفتوة اختاروا الوقوف الى جانب الشعب وليس النظام ومنهم عدنان الجاسم الذي بقي في مدينة دير الزور الى ان دخلها جيش النظام في منتصف عام 2012 حيث نزح الجاسم مع عائلته الى دمشق تاركا ورائه ابنه مهند الذي اختار البقاء مع رفاقه الثوار في حي الشيخ ياسين.
بعد أشهر قليلة اعتقلت قوات النظام مهند الجاسم مما زاد في إصرار والده على متابعة عمله الثوري من المساعدة في تأمين المنشقين واستضافتهم في منزله في أيام كان النظام يشدد ويضرب بقوة كل من يقف الى جانب ضابط منشق.

IMG-20151107-WA0032

أصيب عدنان الجاسم في قصف على دمشق واعتقله النظام بعدها مع ابنه الاخر لمدة عشرين يوم تعرض خلالها للتعذيب والاهانة في اقبية الافرع الأمنية وبعد خروجه بمدة وجيزة أخبره النظام ان ابنه مهند توفي تحت التعذيب في السجن مما جعل ” أبو الدولة ” يترك دمشق عائدا الى مدينة ” موحسن ” في ريف دير الزور الشرقي وبقي فيها الى ان اعتقله النظام مرة أخرى في مدينة دير الزور في بدايات عام 2014 من قبل عناصر فرع الامن العسكري في حي الجورة وبقي في سجون النظام للمرة الثانية لمدة شهرين عانى خلالهما الكثير
بعد إطلاق سراحه عاد عدنان الجاسم من جديد الى عائلته في مدينة موحسن وبقي فيها لمدة قليلة بعد ان يقرر ترك سوريا وبدء رحلة نزوح جديدة نحو تركيا رافضا بعض عروض النظام بالعودة للعمل مع نادي الفتوة
ترك الجاسم في سوريا ذكرياته وأنين ابنه الشهيد وكل ما يملك وانتهى به الحال في مخيمات اللجوء في بلدة تل ابيض التركية مع الاف العائلات القادمة من المنطقة الشرقية هربا من بطش النظام وتشدد تنظيم الدولة
لم يقبل عدنان الجاسم ” أبو الدولة ” ان يجلس في المخيم متابعا ومنتظرا العودة بل صمم ان يكون له بصمة بين شباب المخيم من خلال تنظيم بطولات رياضية تحت اشراف إدارة المخيم محاولا اخراج اللاجئين من أجواء الاكتئاب التي ترخي بثقلها على المخيمات وتحويل الوقت الى متعة وفائدة.

IMG-20151107-WA0034

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى