حورات خاصة

شرط واحد لفصائل المقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل

يجري وفد مصري جولات مكوكية بين فلسطين وإسرائيل لصياغة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تزامناً مع اتصالات أمريكية وأوروبية مكثّفة للضغط من أجل إنهاء الصراع.

وبالوقت الذي تحاول إسرائيل فرض اتفاق وقف إطلاق النار بشكل طويل الأمد تريد الفصائل الفلسطينية في غزة فرض معادلة جديدة على ميزان التفاوض لا سيما بعد إظهار قدرات عسكرية وصاروخية غير مسبوقة.

وللحديث حول تفاصيل المفاوضات الجارية بين الوفود بين الطرفين التقت “وكالة ستيب الإخبارية”، الدكتور بالعلاقات الدولية الفلسطيني، خالد هنية.

 

شرط واحد للفصائل في ملف وقف إطلاق النار

على الطرف المقابل تعتبر الفصائل الفلسطينية أنها فرضت معادلة جديدة، وغيرت الصورة التقليدية لميزان القوة على الأرض بعد أن كشفت عن صواريخ مطورة عن سابقاتها واستهدفت مناطق لم يسبق أن تعرضت لتهديد أمني داخل إسرائيل.

يقول الدكتور الفلسطيني المتخصص بالعلاقات الدولية، خالد هنية: بات واضحاً أن فصائل المقاومة الفلسطينية تركز على بند واحد في ملف وقف إطلاق النار وشرط وحيد هو كف العدوان على القدس والاعتداء على المقدسات، إضافة لوقف التهجير من حي الشيخ جراح.

ويضيف: هناك عدة أطراف تلعب للوساطة بملف مفاوضات وقف إطلاق النار وهي أمريكا وأوروبا ومصر وقطر وتركيا، إلا أنّ الفاعل الرئيسي هم مصر وقطر ربما بتحفيز من الإدارة الأمريكية، وتحاول بعض الأطراف صياغة مسودة من أجل اتفاق وقف إطلاق النار طويل الأمد بضغط أمريكي، إلا أنّ المبدأ لا زال مرفوض لأن إسرائيل لا تريد أن تخرج باتفاق يهشّم صورتها الاستراتيجية.

 

من الخاسر ومن المنتصر؟

في الحروب عادةً لابد من وجود خاسر ومنتصر، لكن مواجهات فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل كانت دائماً تأخذ أبعاداً مختلفة، ففي كل مرّة يؤكد الفصائل انتصارها عند توقيع وفرض إيقاف إطلاق النار، بينما ترى إسرائيل كذلك أنها منتصرة بإيقاع خسائر عسكرية وبشرية.

يقول الدكتور خالد هنية: الخاسر الأكبر من هذه المعركة هي إسرائيل على مستوى قيمتها الاستراتيجية وقوة الردع، بينما الشعب الفلسطيني يقع عليه ضرر هدم البيوت وقتل الأطفال وهذا منهج الاحتلال منذ عام 1948م، وفي كل مرة الفلسطيني يذهل العالم بصموده، ومن مشاهد خسارة الاحتلال هو تكاتف المجتمع الفلسطيني حتى داخل الأراضي المحتلة وسقوط حلم أن يصبح الفلسطيني متعايشاً مع الأمر الواقع الذي تفرضه إسرائيل.

ويضيف: الفصائل الفلسطينية فاجأت الجيش الإسرائيلي بكثافة النيران العالية رغم تقديرهم لإمكانات تلك الفصائل، ولا تزال الفصائل تحتفظ بعنصر المفاجأة وفقاً لتصريحات متعددة من قادة المقاومة، لا سيما بعد أن أوقفت الحركة في تل أبيب وحركة الملاحة الجوية وانزلوا المواطنين للملاجئ وهي باتت فرض لمعادلة جديدة.

ويتابع: إضافة لخفض “القيمة الاستراتيجية لإسرائيل”، أي أن الصورة الذهنية عن إسرائيل في محيطها سواء لدى الحلفاء التقليديين أو الجدد ستتغير، لا سيما بعد أن كان نتنياهو يتحرك في المنطقة وكأنه عرّاب الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط.

ويؤكد “هنية” أن قدرة حماس والجهاد الإسلامي تطورت، وكان لإيران دور بارز بالدعم التقني والعسكري اللامحدود، إضافة لدور من دول أخرى بتقديم الدعم المالي لخدمة مناح الحياة في قطاع غزة، وهذه الجولة رممت صورة المقاومة لدى الناس، وصورة حماس الحاكمة لقطاع غزة، على الرغم من مراهنة إسرائيل على الأزمات الاجتماعية بسبب الحصار في غزة الذي أثقل كاهل الناس

 

تثبيت قاعدة الاشتباك على القدس

جاءت العديد من الدعوات الدولية بالتزامن مع الجولات الأمريكية والمصرية من أجل توقيع وقف إطلاق النار، بهدف عقد جلسات تفاوض لإيجاد حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويرى الدكتور خالد حول دعوات روسيا وأوروبا لعقد لقاءات تفاوضية، بأن روسيا وأوروبا متضررين أمنياً واستراتيجياً من الصراع في الشرق الأوسط لا سيما في فلسطين، وبالتالي فإن سيناريو طرح هدنة طويلة وارد أن تضغط القوى باتجاهه.

ويقول: شرارة المعركة انطلقت من القدس، والمتغير الجديد كان تثبيت قاعدة الاشتباك على القدس، وغالباً ولفترة قادمة لن يكون هناك أنشطة دينية يهودية او المستوطنين في القدس، أما الصراع في القدس فسيتطور بعده الإيديولوجي لا سيما أن عملية بناء الهيكل المزعوم في مرحلته الأخيرة.

ويضيف: إضافة إلى اليمين المتطرف الإسرائيلي والحاخامات يذهبون إلى التشدد لرفض منعهم من أداء الطقوس الدينية، لذلك ستعمل إسرائيل على تخفيف من الإشكالات والاعتداءات في القدس لكنها لن تختفي، مما قد يعيد موجات المواجهة العسكرية من جديد، نتيجة المعادلة الجديدة التي وضعتها المقاومة الفلسطينية.

ويشير إلى أن هناك أدوار ريادية لكثير من الدول الإقليمية بهذه الحرب، والدور المصري طالما كان فاعلاً إلا أنّ هذه المرة كان فاعلاً إيجابياً ومتوازناً وحتى ميّال للطرف الفلسطيني، وكان هذا الدور نابع من تقدير صحيح، متوقعاً أن يعيد مجلس الأمن القومي المصري ترتيب أولوياته قريباً لا سيما حول القضية الفلسطينية.

ويتابع: في حسابات السياسية فشلت أي تجربة يمكن من خلالها استئصال المقاومة الفلسطينية، وعلى اعتبار أن القوى الإقليمية لا تريد لأي نموذج للإسلام السياسي النجاح، فقد أثبتت المقاومة الفلسطينية لا سيما حركة حماس ذات المرجعية الإسلامية أنها مقاومة فلسطينية بحتة، تدافع عن الحقوق الفلسطينية، وهذه أجندتها الفاعلة. 

.

 

وإلى حين تثبيت قواعد الاشتباك الجديدة سياسياً وعسكرياً فإن كل طرف داخلي أو إقليمي سيعمل على ترطيب الأجواء منعاً للتصعيد، لا سيما أن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي جاء بوقت تتجه فيه الدول الإقليمية لتقاربات جديدة والابتعاد عن الملفات الحساسة التي تثير موجات جدل وعنف أخرى بعد 10 سنوات من الصراعات التي اجتاحت المنطقة.

شرط واحد لفصائل المقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل
شرط واحد لفصائل المقاومة الفلسطينية من أجل وقف إطلاق النار مع إسرائيل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى