الصاروخ الصيني يفقد ارتفاعه تدريجياً.. معلومات هامة عن كيفية سقوطه وامتداد مساره
يعدّ الصاروخ الصيني، الذي يُسمى “لونغ مارش 5بي” أكبر وأقوى الصواريخ الصينية، ويبلغ طول القطعة المتبقية منه حوالي 30 متراً وعرضها 4 أمتار، ويبلغ وزنها حوالي 21 طناً.
و أثار خروج الصاروخ الصيني عن السيطرة و دورانه حول الأرض بسرعة تقريبية تصل إلى 28 ألف كم في الساعة، اهتماماً عالمياً كبيراً وسط مخاوف من سقوطه على منطقة مأهولة بالسكان والتسبب بمخاطر كبيرة إن لم يحترق بشكلٍّ كامل في الغلاف الجوي للأرض.
متى سيسقط الصاروخ الصيني وأين وما الكوارث التي من الممكن أن يسببها؟! أسئلة كثيرة تتصدر البحث في مواقع التواصل الاجتماعي، وللإجابة على هذه الأسئلة أجرت وكالة “ستيب الإخبارية”، حواراً خاصاً مع رائد الفضاء السوري محمد فارس.
فقدان السيطرة على الصاروخ الصيني
يقول رائد الفضاء السوري، محمد فارس: “بالنسبة للصاروخ (لونغ مارش 5 بي) وظيفته ومهمته هي بناء محطة فضائية خاصّة بالصين، وهو مجموعة من الرحلات التي تقوم بها الصين لاستكمال بناء محطة خاصة بها، لأنها لا تستطيع استخدام المحطة الفضائية الدولية”.
ويُضيف: “بعد أن تمكن الصاروخ (لونغ مارش 5 بي) من وضع القطع الفضائية المطلوبة في مكانها المحدد، قرروا استعادته إلى الأرض”، مُتابعاً “طبعاً حينما تعود أي كتلة فضائية إلى الأرض وخاصةً إذا كانت ضخمة يتمّ توجيهها إلى جنوب المحيط الهادي في منطقة غير مأهولة بالسكان حتى لا تسبب أي ضرر على الأرض، يعني مثلاً المحطة الفضائية التي حلقتُ بها إلى الفضاء الخارجي بعد أن انتهى عمرها وقرروا تدميرها -طبعاً دائماً هناك اتصال من الأرض إلى الفضاء وتوجيه إلكتروني- تمّ توجيهها إلى جنوب المحيط الهادي ودُمِرَتْ فوقها”.
ويواصل فارس حديثه: “ولكن للأسف صاروخ (لونغ مارش 5 بي) الصيني تمّ فقدان السيطرة التوجيهية من الأرض عليه؛ ولذلك يمكن أن يهبط أو يسقط في منطقة مأهولة، لأنهم لم يتمكنوا من توجيهه إلى منطقة فارغة كالمحيط الهادي، ولكن مساره يمتد من نيويورك فوق المحيط الأطلسي إلى فوق إسبانيا وفوق بعض الدول العربية إلى الصين”.
الصاروخ الصيني يفقد ارتفاعه تدريجياً
رائد الفضاء السوري، يقول: “الصاروخ طبعاً لم يسقط حتى الآن، ويطير بسرعة 28 ألف كم في الساعة تقريباً ويفقد ارتفاعه تدريجياً، وحسب المخطط يمكن أن يسقط في التاسع أو العاشر من أيار، ولكن لا يمكن أن يتمّ تحديد المنطقة التي سيسقط فيها إلا قبل بضع ساعات من دخوله من الغلاف الغازي الأرضي، وأثناء دخوله في الغلاف الغازي الأرضي سوف يشتعل نتيجة الاحتكاك بالهواء و يذوب، ولكن لا نعرف مدى قدرة تحمل بعض القطع من محركات الصاروخ لأن تصل إلى الأرض دون أن تشتعل، لأننا كما نعرف بأن دخول الغلاف الغازي حسب الذائب طبعاً الحرارة من الممكن أن تصل من 2500 إلى 3000 درجة، وهذه كفيلة بإذابة الكثير من المعادن”.
“ولكن ما حصل مثلاً بساليوت 7 عندما دخلت الغلاف الغازي الأرضي سقطت في الأرجنتين على شكل كتلة بحجم غسالة في مزرعة ولم تؤدي إلى أي ضرر، بالإضافة إلى كولومبيا كما نتذكر عندما سقط مكوك كولومبيا فوق الولايات المتحدة الأمريكية نتيجة عطل وكان فيها سبعة رواد وتحطم، لم يتم تسجيل أي حوادث أو كوارث نتيجة ذلك”.
وختم فارس كلامه، قائلاً: “نتمنى أن يذوب هذا الصاروخ بشكل كامل وإن بقي به بعض القطع الصغيرة من الممكن أن تؤثر في سقوطها على مبنى مثلاً أو شخص.. إلخ، ولكن أن تحدث كارثة كما يصورها الإعلام والدعايات ووسائل التواصل لا أعتقد ذلك. كما أتمنى أن يسقط فوق المحيط الأطلسي لأن الاتصال به فقد، وتحديد المنطقة كما قلت لا يمكن أن تتم إلا قبل ساعات من دخوله إلى الغلاف الغازي الأرضي”.
حاورته: سامية لاوند