الشأن السوري

معركة حلب .. سيرها ونتائجها وموقف الدول الداعمة من تقدم الثوار

في خضم التطورات العسكرية التي تشهدها كافة جبهات حلب مدينة و ريف وتمكن الثوار من قطع شوط كبير و تحقيق انتصارات عظيمة أثلجت صدور جميع السوريين.

أجرت ” وكالة خطوة الإخبارية ”  اليوم الاثنين الثامن من الشهر الجاري لقاءاً مع عدد من القيادات العسكرية التابعة للجيش السوري الحر المتواجد في مدينة حلب ودار محور الحديث حول انتصارات حلب و كيفية فك الحصار و ماذا بعده من معارك مستمرة .

وفي حديثنا حول الوضع العام لجبهات حلب قال ” أبو يوسف المهاجر ” الناطق العسكري لحركة أحرار الشام الإسلامية إن ما تم تحريره الآن يشهد عاصفة حقيقة من القصف من قبل طيران السوري حيث وصلنا إلى فتح الطريق لكنّه إلى الآن غير آمن بالنسبة للمدنيين فما زال طريقاً عسكرياً كما أننا وصلنا إلى حدود مشروع 3000 شقة و إلى الحمدانية و معمل الإسمنت و مجبل حريبل و تمكنا من السيطرة على الراموسة بالكامل .

من جهته قال النقيب ” عبدالسلام عبد الرزاق ” المتحدث العسكري لحركة نور الدين الزنكي في حديثنا معه إنّ الوضع جيد على محاور المعارك في حلب ويحاول النظام تجميع قواته وإعادة الهجوم لكسب نصر ولو صغير ومعنوي يرفع من معنويات ميليشياته المنهارة لكن حتى الآن يتم التصدي له وفق خطط دفاعية مدروسة ومحكمة من الثوار ، و نحن الآن على أبواب أو دخلنا معاقل حاضنة النظام في حلب و تعتبر الحمدانية مركز انطلاق قوات النظام منطقة عسكرية ومنطقة استهداف .

و عند سؤالنا عن عملية فك الحصار و آلية التكتيك العسكري لها أوضح ” أبو يوسف ” أنّ موضوع فك الحصار خلال أسبوع هو توفيق من الله و استهلك التحضير للمعركة حوالي عشرين يوماً وهي نسبة ليست بالقليلة كفصائل كبرى كأحرار الشام وفتح الشام فتم التحضير بشكل ممتاز وتم الدخول بقوة مما ساهم بانهيار النظام بشكل سريع و ثم انتقلنا لمراحل جديدة مشيراً إلى أن التكتيك العسكري المتبع لدينا حقيقة هو التمهيد الكثيف ومن ثم انطلاق طلائع الانغامسيين نحو العمل المرجو .

فيما قال العقيد ” محمد الأحمد ” المتحدث العسكري للجبهة الشامية لوكالة خطوة إنّ عملية فك الحصار هي عملية مفاجئة بالنسبة للنظام فهو حاصرها من طريق الكاستلو فهو توقع الهجوم من الشمال لكن الثوار هجموا من المحاور الجنوبية والغربية و من داخل المدينة باتجاه الراموسة و العامرية و تم فكه رغم كل تحصينات النظام القوية، و التكتيك كان تقسيم الفصائل لمجموعات صغيرة انغماسية كانت تقتحم بكل جرأة وقوة وارادة وتصميم لتحرير الارض بينما الطرف الآخر كان منهزم رغم كل قوته لأن الأساس في المعارك هو الجندي على الأرض فالطيران لا يستطيع أن يحسم معركة .

كما أكد ذلك العقيد ” أحمد حمادة ” الناطق الرسمي باسم الفرقة الشمالية لوكالة خطوة أن الوضع العام جيد بعد كسر الحصار عن 400000 محاصر و أهم شيء في المعركة بعد التوكل على الله هو الإنسان، فهو القوة الخارقة التي حطمت غرور المعتدين، والسبب الآخر الروح المعنوية المتدهورة للطرف الآخر رغم الطيران الذي لم يفارق سماء المعركة .

من جهته أفاد النقيب عبدالسلام أنّه كان للمعركة الإعلامية والحرب النفسية دور في انهيار قوات النظام وسقوط معاقل أساسية له بأقل من ساعة وهذا غير منطقي بالعلم العسكري ولكن هو يملك التحصين والإمكانيات مع مقاتلين مهزوزين غير مؤمنون بما يقاتلون لأجله لذلك كانت المعارك كوقت وجهد وخسارة أقل من ما هو مخطط لها بكثير ، والتنسيق العالي واتجاه الضربة الرئيسية من المحور الجنوبي لحلب كان عنصر مفاجأة لم يستطع استيعابه النظام إلا بعد أن فات الأوان طبعاً كان التقدم بخطط عسكرية مدروسة وبخبرات ثوارنا الأبطال .

وفي حوار حديثنا عن تحرير كامل حلب قال ” أبو يوسف ” المعارك ستصل إلى تحرير حلب بعون الله و المعطيات التي بين أيدينا بإذن الله قادرين على فك الحصار عن حلب والاستمرار لتحرير حلب كاملة نحتاج بعض الإمكانيات العسكرية و التي قد غنمنا عدداً منها من النظام وبهذا سننطلق .

وقال العقيد الأحمد لا يمكن توقع زمن لانتهاء المعركة فقد تطول أو تقصر لتحرير كامل حلب باعتبار انتهاء الحصار فأصبح طريق الإمداد ممكن لفصائل الداخل والخارج من الجهة الغربية و ربما اتجاهات أخرى و التعاون بينهم مهم جداً , من جهته أكد العقيد حمادة أن المعارك ستشمل كل الجبهات… و مواقع العدو وتوسيع نطاق الخرق .

و هذا ما أكده النقيب عبدالسلام بأن المعارك مستمرة وهي لتأمين الطرق والممرات وعدم إعطاء فرصة للنظام لإعادة تجميع قواته ونحن بعد هذه الملاحم وسحق معاقل النظام الأساسية بوقت قياسي لابد أننا قادرين على تحرير حلب لكن ليس هناك وقت معين وربما يكون غير متوقع موضحاً أنّ معنويات الثوار ارتفعت للسماء بعد بطولاتهم في كسر الحصار الذي كان وبالا على النظام فالملاح في الريف الشمالي كانت لشهور مقتل النظام وبعد أن تقدم فيها ودمرها تماما أصبحت وبالا عليه بخسائره المدوية وخسارة معاقله في الشمال.

و عند سؤالنا عن الدعم لمعركة حلب أفاد أبو يوسف لم يقدم لمعركة حلب أي دعم أبداً باستثناء بعض الفصائل المشاركة في المعركة ولديها دعم سابق بشكل دوري وهذا ما أكده الأحمد ، فيما قال عبد السلام هناك دول تدعم الثورة لكنها لا تتدخل بمعركة بعينها فرجال الثورة على الأرض هو من يقرر متى وأين وكيف تتحرر سوريا من العصابة من جهته قال حمادة أن الدعم الأساسي هو ما نغتنمه من العدو وهناك دعم من الأشقاء.

و أما بالنسبة للضغوطات الدولية أو إبرام هدنة لإيقاف العمل أكد ” أبو يوسف ” في حديثه لوكالة خطوة أنها غير موجودة على أرض الواقع وغير مطروحة حالياً على العكس فشهدنا دفعاً على إنهاء فك الحصار وليس لتثبيت النظام فحلب أصبحت قضية عالمية و دولية .

من جهته قال ” الأحمد ” حتى لو كان هناك ضغوطات دولية أو اتفاقيات لكنها لا تهم المقاتل على الأرض ومهما عمدت الدول الداعمة للأسد من عقد اجتماعات أو هدن فالكلمة الفصل للمقاتل على الأرض .

فيما أوضح ” حمادة ” لم نلتفت للضغوط أو الهدنة التي لم تستطع فتح معبر إنساني فنحن نتوق لانتهاء المعارك ولكن بتحقيق أهداف الشعب الذي ضحى بالكثير .

و قال ” عبد السلام ” لم أسمع بضغوط على الفصائل إلا في وسائل التواصل وأظن أن النظام من يسوق لهكذا أمر ليقول أن المعركة ضده ليست من ثوار إنما تقودها دول وهذا ما بثه وكذب به منذ مطلع الثورة بالنهاية لا أحد يستطيع إيقاف إرادة الشعب حتى كان هناك ضغوط أو لا فالثورة منتصرة لأنها تمثل الحق وتدفع الظلم وتقاوم الاحتلال .

و أخيراً تطرقنا للحديث عن معنويات النظام حيث قال ” أبو يوسف ” النظام في حالة انهيار مع خساراته الكبيرة فهناك حرب حقيقة جرت في الحمدانية سمعنا اطلاق أصوات الرصاص فيما بينهم نتيجة تخبط كبير جداً .

و أضاف ” الأحمد ” حالة النظام و ميليشياته المنهارة التي وضحت من خلال وسائل الإعلام سببها هو كذب إعلامه بترويجه بأن المناطق لا زالت بيده و أنه قتل عدد كبير من الإرهابيين حتى الموالون له قاموا بنقده ولم ينطلي عليهم و أن عناصر النظام كانت تنتظر مؤازرات من الميليشيات المساندة لهم بل وحصلت اشتباكات فيما بينهم وهذا يعطي الثوار دافعاً لاستكمال ما بدأه وعدم إعطاء النظام أي فرصة لإعادة تجميع قواه أو المبادرة .

فيما أفاد ” حمادة ” أنّ لم يعد هناك نظام ..بل هناك قوى محتلة وعصابات حشد شيعي جاؤوا لقتل شعبنا ووأد ثورته الذين خرجوا ضد جمهورية الرعب التي يقودها الـ الأسد وعصابات فالحالة سيئة جداً وهم يستنجدون بإيران وحزب الله وروسيا … الشعوب هي صاحبة الحق وهي المنتصرة .

و نوه ” عبد السلام ” إلى أنّ النظام وميليشياته نتائج المعارك و وقتها القياسي هي من يصف حالته المعنوية و التنظيمية وفقدان القيادة والسيطرة على كافة الجهات ودخول المجرمين في فوضى تحت ضربات الثوار أدت لمقتلهم أو أسرهم أو هروبهم وترك مواقعهم .

الاصدقاء المعتدلين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى