صحيفة تكشف تفاصيل محاولة اغتيال عميل منشق عن روسيا في أمريكا
ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلًا عن مصادر أمنية أمريكية أن روسيا حاولت اغتيال عميل منشق عن الأجهزة الأمنية الروسية يعيش في أمريكا تحت حماية برنامج شهود الإثبات.
محاولة اغتيال عميل منشق عن روسيا
وقالت الصحيفة إن العميل، الذي لم تذكر اسمه، كان يعمل في مجال مكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة في روسيا قبل أن يفضح فسادًا واسعًا في صفوف زملائه ويهرب إلى أمريكا عام 2017.
ووفقًا للصحيفة، فإن العميل كان يتعاون مع وكالات أمنية أمريكية في تقديم معلومات حساسة عن نشاطات روسيا في أوروبا والشرق الأوسط، وخصوصًا في سوريا وإيران.
وأضافت أنه كان يخضع لبرنامج حماية الشهود ويعيش تحت هوية مزيفة في ولاية فلوريدا.
وقال مارك بوليميروبولوس، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية الأميركية وأشرف على عمليات في أوروبا وروسيا “لقد اختفت الخطوط الحمراء منذ فترة طويلة بالنسبة لبوتين، يريد كل هؤلاء موتى”.
وكان هدف العملية السرية، ألكسندر بوتييف، وهو ضابط مخابرات روسي سابق كشف عن معلومات هامة لمكتب التحقيقات الفيدرالي على مدى سنوات، ويعيش في مدينة ميامي بولاية فلوريدا.
وبحسب الصحيفة، فإن روسيا علمت بمكان إقامة العميل المنشق بعد أن تتبعت نشاطاته على وسائل التواصل الاجتماعي، وأرسلت فريقًا من عملاء المخابرات المدربين لاغتياله.
وقالت إن الفريق استخدم سلاحًا خفيًا يطلق رصاصات سامة تحتوي على مادة “البولونيوم 210″، نفس المادة التي استخدمت لاغتيال العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفيننكو في بريطانيا عام 2006.
وساعدت المعلومات التي قدمها لمكتب التحقيقات الفيدرالي في الكشف عن 11 جاسوسا روسيا يعيشون تحت غطاء عميق في الضواحي والمدن على طول الساحل الشرقي في عام 2010.
وفشلت محاولة الاغتيال، لكن تداعياتها تحولت إلى إجراءات متبادلة من قبل الولايات المتحدة وروسيا، وفقا لما نقلته “نيويورك تايمز” عن ثلاثة مسؤولين أميركيين كبار سابقين تحدثوا شريطة عدم الكشف عن هويتهم.
ردود فعل دولية
أثار خبر محاولة اغتيال عميل منشق ردود فعل دولية حادة، حيث استدعت أمريكا سفيرها في موسكو للتشاور، وطالبت روسيا بإجابات وإثباتات عن تورطها في العملية حينها.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن في بيان سابق إنه “لا يمكن التسامح مع مثل هذه الأعمال الإرهابية على أرض أمريكية” وأنه “سيتخذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين الأمريكيين والحلفاء من التهديدات الروسية”.
ومن جانبها، نفت روسيا أي علاقة لها بالمحاولة، واعتبرتها “مزاعم كاذبة ومفبركة” وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن روسيا “لا تقوم بعمليات اغتيال خارج حدودها” وأنه “لا يوجد أي دليل على تورط روسيا في هذه القضية”.
