حورات خاصة

العميد أحمد رحال يكشف عن محورين يدفعانه لمجابهة “أبو عمشة” ويتحدث عمّا سيفعله إذا طلبته تركيا

أعلن يوم أمس الجمعة، عدد من الضبّاط والقضاة والقياديين في ما يسمى “الجيش الوطني”- فصائل المعارضة المدعومة تركياً- حكمهم على العميد المنشق عن النظام السوري والمقيم في تركيا أحمد رحال، بذريعة مهاجمة الفصائل على القنوات التلفزيونية.

وصدر بيان بثّته حسابات الفصائل ومحكمة اعزاز يقضي بالحكم سجناً 3 سنوات على العميد أحمد رحال، ومطالبة الحكومة التركية بتسليمه لها لتنفيذ الحكم الغيابي بحقه.

وللحديث عن أسباب الحكم الصادر عمّا يسمى “الجيش الوطني” وتداعيات الأمر على العميد المنشق، التقت وكالة ستيب الإخبارية بالعميد أحمد رحال الذي تحدث عن الأمر.

 

أحمد رحال يوضح موقف تركيا من الأمر

توجه بيان محكمة اعزاز ومن خلفها فصائل المعارضة إلى الحكومة التركية من أجل تسليم العميد رحال ومحاكمته في مناطق سيطرتهم شمال سوريا، فهل ستستجيب تركيا للأمر؟

يقول العميد أحمد رحال: لا اعتقد أن تستجيب الحكومة التركية لطلب الفصيل التابع لـ”الجيش الوطني” بتسليمي لهم، لأنهم ليسوا حكومة أو دولة أو مؤسسة رسمية، وعلى الرغم من أن تركيا تعتبرهم حلفاء فأنا اعتبرهم “مافيا”، ولا أرى بأن دولة مؤسسات مثل تركيا قد تستجيب لهم.

ويوضّح بأن هناك ثلاث مؤسسات في مناطق سيطرة المعارضة السورية شمال سوريا (مؤسسة القضاء ومؤسسة الأمن ومؤسسة الجيش الوطني)، ويعتقد وفق وجهة نظره بأنه في كل جزء من هذه المؤسسات هناك أطراف سيئة وأطراف “نظيفة”، حسب وصفه.

ويضيف: أؤكد أن من يدعى “أبو عمشة” والقاضي التابع له من الجزء الأول، على الرغم من ذلك ليس السواد الأعظم في هذه المؤسسات، واعتقد أن هناك أخطاء ترتكب بشكل كبير جداً من قبلهم.

 

محورين تدفعان رحّال لمجابهة أبو عمشة

يعتبر العميد رحّال بأن فضح الجرائم ومرتكبيها أمر لا بد منه وهو حماية للثورة السورية وللمدنيين، كما أنه في صالح الحكومة التركية “الحليفة لهم.

ويقول: نحن دائماً نسعى لإيصال رسالة للأتراك قبل السوريين بأن الأخطاء التي ترتكب من قبل “أبو عمشة” وأمثاله ممن تسمى فصائل جيش وطني وهي بعيدة عن هذا المسمى، هي جرائم ضد الإنسانية، مثل تعذيب للناس والتسلط عليهم واعتقالهم ونشر حواجز السلب والسرقة والسيطرة على الأملاك.

ويضيف: غايتي أنا ومن يعمل على فضح هذه الجرائم تتلخص بمحورين، الأول حماية الناس السوريين من هؤلاء، والثاني حماية تركيا نفسها لأن هؤلاء قد يتسببون بتوريط الأتراك وسحبهم للقضاء في محكمة الجنايات الدولية، لأن الجرائم ضد الإنسانية لا تموت بالتقادم.

ويتابع: لا أعلم ماهي طريقة التعامل بين تركيا وما يسمى الجيش الوطني، إلا أنّ الأخطاء التي يرتكبها الجيش الوطني لا تعفي تركيا من مسؤوليتها، رغم أننا ننظر إلى تركيا نظرة الحليف التي قدمت للسوريين الكثير ولنحميها ونقدم واجبنا يجب عليهم محاسبة هؤلاء المجرمين وإيقافهم عند حدّهم.

ويؤكد رحال بأن على تركيا مراقبة كل صغيرة وكبيرة لأنها ستتحمل في المستقبل مسؤولية أخطاء هؤلاء.

 

لا يوجد مناطق محررة في سوريا

سبق وأن اعتقلت السلطات التركية العميد أحمد رحال في شهر آب من العام الفائت واستمر اعتقاله لمدة شهرين، وهدد خلالها بالترحيل عن الأراضي التركية، وبحسب نشطاء حقوقيون حينها فإن اعتقال رحال كان لدوافع أمنية بعد تقارير عن جرأه بالحديث وتعرية جرائم فصائل المعارضة المدعومة تركياً، ويتخوف البعض من تكرار الأمر مع العميد رحال بعد بيان محمة اعزاز الأخير.

يقول العميد رحال: يخطرلي المثل القائل “لو نخاف الأرانب لما زرعنا جزر”، نحن لم نخف من الأسد وبطشه حتى نخاف من “أبو عمشة” وأتباعه، ولم نخف من أمن الأسد فكيف نخاف من مرتزقة أبو عمشة وقضاته، ولو طلبت للتحقيق في تركيا لن أخاف وسأذهب مرفوع الرأس فأنا لم ارتكب خطأ لا بحق تركيا ولا بحق ثورتنا، وكل ما فعلته هو فضح التجاوزات الغير مقبولة.

ويشدد رحال على أن كلمة “محرر” تعني حرية الرأي والتعبير والانتقاد والعمل والتنقل، واليوم لا يعتقد بحسب وجهة نظره بأن في سوريا قاطبةً من شمالها لجنوبها هناك شيء اسمه منطقة محررة.

لا يوجد في سوريا قاطبةً شيء اسمه مناطق محررة، وكلها تقع تحت احتلالات مختلفة العميد أحمد رحال

 

ويضيف: هناك مناطق تحت الاحتلال الأسدي أو الإيراني أو حزب الله أو بي كي كي أو جبهة النصرة أو داعش أو “الشبيحة” من اتباع أبو عمشة وأمثاله، وللأسف هذه حال سوريا وبعض الأشخاص “النظيفين” بين هؤلاء ليس لديهم قدرة للتغيير مطلقاً.

 

يذكر أن العميد الركن “أحمد رحال” من أوائل الضباط المنشقين عن النظام السوري، وعمل في القوات البحرية ومدرّساً في الأكاديمية العليا للعلوم العسكرية السورية، وانشق عن النظام السوري في شهر تشرين الأول/أكتوبر من سنة 2012، وانخرط في العمل العسكري عند انشقاقه، كما عمل محللاً عسكرياً دائم الحضور على القنوات الإعلامية العربية والدولية.

العميد أحمد رحال يكشف عن محورين يدفعانه لمجابهة "أبو عمشة" ويتحدث عمّا سيفعله إذا طلبته تركيا
العميد أحمد رحال يكشف عن محورين يدفعانه لمجابهة “أبو عمشة” ويتحدث عمّا سيفعله إذا طلبته تركيا

حاوره: جهاد عبد الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى