وثائقي “المجاهد”.. الجولاني يسعى لتلميع صورته أمام الغرب ويحدد من هم أعدائه
نشرت مجلة “فرونت لاين” مقطعاً ترويجياً لفيلم وثائقي تناول حياة أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، التي تهيمن على جزء واسع من الأراضي السورية الواقعة تحت سيطرة المعارضة.
أول مقابلة مع الجولاني
وكان الصحفي الأمريكي مارتن سميث قد سافر إلى إدلب للتحقيق فيما إذا كان من الممكن الوثوق بالجولاني، ليصبح أول صحفي غربي يجري معه مقابلة، كما قابل سميث منتقدي الجولاني وضحاياه.
وقال سميث حينها، “جئت إلى هنا مدركاً تماماً للجدل الذي سيتولد من القصة، وسوف أتحدث إلى إرهابي مصنف”.
وفي أول مقابلة، قال الجولاني لمراسل فرونت لاين، مارتن سميث، إن دوره في محاربة الأسد وداعش وفي السيطرة على منطقة تضم ملايين السوريين النازحين الذين يمكن أن يصبحوا لاجئين، يعكس المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة والغرب.
وأضاف الجولاني لسميث، أن جماعته “هيئة تحرير الشام”، لا تشكل أي تهديد للولايات المتحدة، وعلى الحكومة أن ترفعه من قائمة الإرهابيين المصنفين.
ووصف الجولاني تصنيفه الإرهابي بأنه “غير عادل” و”سياسي” قائلاً إنه “كان ينتقد السياسات الغربية تجاه الشرق الأوسط” ولم يقل “إننا نريد القتال”، بحسب المجلة.
وتابع أن تورطه مع تنظيم القاعدة “انتهى”، وحتى في الماضي كانت جماعته “ضد تنفيذ عمليات خارج سوريا”.
وجرت المقابلة مع الجولاني في محافظة إدلب، حيث عملت تحرير الشام على إنشاء سلطة مدنية من خلال ما يسمى بـ “حكومة الإنقاذ”، وأصبحت إدلب، وهي واحدة من آخر جيوب المعارضة المتبقية للنظام السوري، موطناً لحوالي 3 ملايين مدني، فر العديد منهم إلى أجزاء أخرى من سوريا.
وفي كانون الأول/ديسمبر 2012، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية جماعة الجولاني، المعروفة آنذاك باسم “جبهة النصرة” كمنظمة إرهابية، وقد صنف الجولاني إرهابياً عالمياً بشكل خاص في أيار/مايو 2013.
وبعد ثلاث سنوات، سعى الجولاني إلى إبعاد جماعته علناً عن تنظيم “القاعدة” وأعاد تسميتها باسم “هيئة تحرير الشام”.
وقال جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، لسميث، إن تنظيم الجولاني كان “رصيداً” للاستراتيجية الأمريكية في إدلب.
وأضاف جيفري في مقابلة، “إنهم الخيار الأقل سوءاً بين الخيارات المختلفة بشأن إدلب، وإدلب هي واحدة من أهم الأماكن في سوريا، التي تعد واحدة من أهم الأماكن في الشرق الأوسط حالياً”.
مواضيع ذات صِلة : بعد محاولة “تبييض صورتها”.. هيئة تحرير الشام تقتاد إعلامي جديد إلى جهة مجهولة
وفي الفيلم الذي عنون باسم “المجاهد”، يبحث سميث في المعركة حول مستقبل إدلب، وظهور الجولاني كمناضل إسلامي بارز، وجهوده، على الرغم من تاريخه مع تنظيم القاعدة ومزاعم انتهاكات حقوق الإنسان، لتغيير صورته إلى صورة زعيم قابل للحياة لا يشكل خطراً على الولايات المتحدة وأوروبا.
ويشكك المنتقدون في جهود الجولاني الرامية إلى تلميع صورته، حيث لا تزال الادعاءات والأدلة مستمرة بأنه يسجن ويعذب معارضيه، وهي اتهامات ينكرها.