حورات خاصةسلايد رئيسي

حوار لـ”ستيب” مع الباحث خليل المقداد حول مصير إدلب في ظل التفاهمات الروسية -التركية

بدأ النظام السوري في السادس والعشرين من شهر أبريل/نيسان الماضي عقب فشل الجولة الـ12 من محادثات أستانا بحملة عسكرية برية مدعومة من الطيران الروسي بغية اقتحام ريف حماة ومحافظة إدلب، وهو الأمر الذي دفع بفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام لتوحيد الجهود لصد الهجمة البرية ووقف زحف قوات النظام، ولكن شهدنا أيضاً خلال الحملة انعكاسات واضحة لتفاهمات وخلافات بين روسيا و تركيا ظهرت بوضوع على الأرض وفي الجبهات بين النظام و المعارضة، وللوقوف على مصير إدلب وريف حماة في ظل التفاهمات بين الروس و الأتراك تواصلت وكالة “ستيب الإخبارية” مع الكاتب والباحث السياسي ،خليل المقداد، ودار بيننا الحوار التالي:

برأيك إلى متى سيستمر الوضع في ريف حماة وإدلب على هذه الحال؟ وهل من الممكن أن يعود الهدوء إلى المنطقة عما قريب ، أم أنَّ الفصائل لها ترتيبات أخرى ونوايا خارجة عن محور الدفاع عن المناطق، أو النظام لديه النية للتقدم واقتحام إدلب؟

استمرار الوضع على هذا الحال منوط بقدرة النظام وروسيا والميليشيات بالاستمرار، مع العلم أن النظام وروسيا هما من يعملان على احتلال المنطقة في محاولة من روسيا لتحييد إيران عن الساحة السورية.

ومن المستبعد عودة الهدوء النسبي للمنطقة إلا إذا تم تشتيت الجبهات بفتح جبهات جديدة من قبل فصائل المعارضة أو يأس النظام من محاولات التقدم الفاشلة، حيث لوحظ انخفاض حدة وتيرة الاقتحامات بالفترة الأخيرة وبدأ التركيز على القصف الجوي الذي بات يطال مناطق جديدة، وهذا مؤشر ربما أن النظام يريد المحاولة على محور تل السلطان وسراقب لمحاولة قطع الطريق الدولي.

ومن المعلوم منذ البداية أنّ مخطط النظام السوري كان تجميع الناس بإدلب ثم القضاء عليهم، لذا لا يوجد حل حالياً سوى فتح جبهات تجبر النظام على الرضوخ وتجبر المجتمع الدولي على إيجاد تسوية تنهي الصراع، والذي قد لا ينتهي إذا بقيت روسيا و إيران والنظام يسيرون على النهج الحالي بالهجمات المتكررة على مناطق سيطرة المعارضة.

برأيك ما مدى استقلالية الفصائل بقرارها في معارك حماة، وفي حال تخلت تركيا عن دعم الفصائل، هل ستكمل الفصائل الطريق وحدها؟

بالنسبة لاستقلالية الفصائل فهناك فصائل غير منخرطة باتفاقيات أستانا وسوتشي وجنيف، مثل جيش العزة وهيئة تحرير الشام وغيرها، وربما يكون لها تفاهمات مع تركيا لكن لايعني تحركها بأوامر تركية، بينما هناك فصائل أخرى مثل فصائل الجيش الوطني العاملة في مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات دخلت خط المعركة ربما بتعليمات تركية، إذاً فهناك فصائل قرارها مستقل أو شبه مستقل ولن تتوقف تحت أي أوامر خارجية وستقاتل حتى النهاية.

هل تعتبر تركيا أن معارك الشمال السوري هي معاركها ضد النظام وعملية توازن قوى مع باقي الأطراف التي تخوض الصراع في سوريا أم هي تدعم قرار الثوار على الأرض مهما كان ؟

إذا نظرنا إلى الوضع بنظرة شاملة، تبدو المعارك كمحاولة تركية لإثبات وجودها وقوتها على الساحة السورية، كونها مستهدفة وعليها ضغوطات غربية عن طريق وحدات الحماية الكردية، وضغط روسيا الحالي لفتح الطرق الدولية تنفيذاً للاتفاقيات، وعلى الرغم من النظر إلى تركيا و روسيا و إيران على أنهم محور، إلا أنَّ هذا المحور والحلف أثبت هشاشته وقابليته للزوال بأي وقت حسب الظروف المحيطة.

هل من الممكن أن تدعم تركيا الفصائل بمضادات طيران، وهل سيكون هذا الدعم بحال تعرضت نقاط المراقبة لغارات جوية؟ أم في حال استمرت روسيا باستفزازها لتركيا؟

تركيا لا تسطيع تزويد المعارضة بمضادات الطيران دون ضوء أخضر دولي، ولن يحدث هذا الأمر إلا إذا وصل الصدام الغربي الروسي إلى مراحل متقدمة وقطعت جسور العودة، كما حصل بأفغانستان على سبيل المثال، لذا نستطيع الجزم أنَّ تركيا وحدها لا تستطيع اتخاذ هكذا قرار.

هل يوجد حالات من الممكن أن تزج بها تركيا بقواتها إلى جانب الفصائل كما فعلت بمعارك درع الفرات و غصن الزيتون؟

أستبعد أن تزج تركيا بقواتها في المعارك على المدى المنظور، فهي تقاتل حالياً ضد ميليشيا “قسد”، وهذا أمر مختلف ونتيجة تفاهمات دولية سواء مع روسيا أو مع أميركا، والحالة الوحيدة التي ممكن أن تزج بها تركيا بقواتها هي تصاعد الخلاف مع نظام الأسد أو روسيا، و هنا يجب التنويه إلى قراءات تدل على محاولة الغرب توريط تركيا وروسيا، ويتضح الأمر من خلال قيام بعض الدول باستقطاب العشائر العربية والتقرب منها وتجنيد أفرادها في محاولة لطرد ميليشيا “قسد” من الشرق إلى الشمال.

شهدنا سابقاً تهجير مقاتلي الغوطة ودرعا وريف دمشق وغيرها إلى إدلب.. في حال رجحت كفة النظام ورسيا في إدلب أين ستكون وجهة مقاتليها؟

لم يعد هناك الكثير من المناطق التي يمكن اللجوء إليها، مع الأخذ بعين الاعتبار أن منطقة حماة وإدلب باتت تضم حوالي أربع ملايين نسمة، وأي عملية تهجير جديدة ستشكل ضغط هائل على تركيا ومن خلفها على المجتمع الدولي، لذا فالوضع الحالي بات خطير جداً، وخاصة في ظل إصرار النظام على تركيع ما تبقى من مناطق محررة، وبموافقة روسية وحتى غربية وأمريكية.

برأيك ما هدف روسيا من دعوتها لبنان لأستانا؟ وهل سيكون لها دور فاعل وضمن أي مجال بالتحديد؟

لبنان حضرت الكثير من الإجتماعات كممثل، وجاءت دعوة روسيا للبنان لحضور أستانا ربما بسبب اللاجئين وتدخل حزب الله في سوريا، إلا أنه لا يمكن فرض سحب حزب الله من سوريا، وخصوصاً ضمن مباحثات برعاية روسية، لأن روسيا تحتاج مثل هذه الأدوات وهي تحتاج إيران ومليشياتها أيضاً، لذا أظن أن علاقة لبنان بأستانا تتمحور حول وضع اللاجئين وخصيصاً بعد الدعوات المتصاعدة لطرد اللاجئين بشكل لا أخلاقي ينم عن عنصرية وطائفية وبعيد كل البعد عن الإنسانية والأعراف والمواثيق الدولية ، ونحن نذكر عند تهجير اللبنانين من قبل إسرائيل في 2006 كيف استقبلهم السوريين، بينما اليوم هناك عنصريون طائفيون يسعون بكل الوسائل لطرد اللاجئين السوريين حتى من خيمهم المتهالكة.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى