تحقيقات ستيب

فيديو|| الكبتاغون رحلة ثراءٍ خطيرة.. كيف وصلت لسوريا وما دور الثالوث المافياوي الداعم للأسد فيها!؟

زادت أنشطة إنتاج حبوب الكبتاغون (وهي من أشهر أنواع المخدرات في الأراضي السورية)، خلال السنوات الثلاث الفائتة، فضلاً عن تهريبها في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيّما الخاضعة لسيطرة النظام السوري.

ويعود السبب وراء انتشار هذا النوع من المخدرات إلى زيادة عدد معامل ومعدات تصنيعها، والتي لا تحتاج إلى بنية متطورة، بل تجرى أحياناً داخل المنازل بسهولة.

رحلة البحث في موضوع المخدرات والوصول إلى مروجيها ومهربيها وتجارها صعبة وخطرة للغاية، ولكن مراسل وكالة “ستيب الإخبارية”، أحمد الأحمد، تمكن من الوصول إلى البعض من هؤلاء في البادية السورية وغرب الفرات، لإعداد تحقيق مستند على أدّلة مصورة توثّق طريقة دخول الكبتاغون للأراضي السورية وكيفية ترويجها، بالإضافة إلى نقاط هامة تتعلق بهذه التجارة الخطيرة.

¶ ما هو الكبتاغون؟

الكبتاغون، هو أحد الأسماء التجارية لعقار يصنع من مادة حمض “الفينيثيلين”، الذي ينتمي كيميائياً لعائلة “الأمفيتامينات” المحفّزة للجهاز العصبي، وأنتج كدواء لعلاج حالات الاكتئاب النفسي والميل إلى النوم وحالات الكرب الحاد.

وتعتبر سوريا والسعودية والأردن من أكثر الدول المستخدمة لهذا العقار، الذي ارتبط انتشاره في مناطق الحروب والنزاعات المسلحة في العالم خلال العقود الخمسة الماضية.

الكبتاغون
فيديو|| الكبتاغون رحلة ثراءٍ خطيرة.. كيف وصلت لسوريا وما دور الثالوث المافياوي الداعم للأسد فيها!؟

¶ كيف يدخل الكبتاغون الأراضي السورية؟

يقول الأحمد، إنَّ ظاهرة انتشار وتعاطي الحبوب المخدرة بمناطق سيطرة قوات النظام السوري، ازدادت بشكلٍّ عام، حيث يتمّ استقدامها بكميات كبيرة من الأراضي اللبنانية وبيعها في سوريا، لا سيّما منطقة غرب الفرات والبادية، بأسعارٍ زهيدة مقارنةً بباقي المناطق الخارجة عن سيطرة قوات النظام.

ويتمّ جلب مادة الكبتاغون من الأراضي اللبنانية عبر الحدود من جهة محافظة حمص، ويتمّ إدخالها إلى مدينة تدمر في البادية السورية وتجهيزها ومن ثم البدء بإرسالها على شكل كميات و دفعات إلى المدن السورية.

فرضت تجارة مخدر الكبتاغون العابرة للحدود، نفسها على المنطقة بعد تصاعد اعتماد ميليشيا حزب الله عليها كمصدرٍ أساسي لتمويل أنشطتها.

¶ رحلة دخول الكبتاغون عبر الحدود

بدأت ميليشيا حزب الله اللبناني، منذ مطلع العام الجاري بإدخال المخدرات من الحدود الواصلة بين محافظة حمص و الأراضي اللبنانية بشكل رئيسي بعد تشديد ومراقبة أمنية من جهة حدود ريف دمشق.

التقى معد التحقيق، بهمام الحسين وهو مهرب سوري يعمل بين الحدود السورية اللبنانية.

يقول الحسين إنهم يقومون بثلاث عمليات نقل في الشهر الواحد، تتضمن مواد مخدرة منوعة، تتصدرها مادتان أساسيتان، وهما: حبوب الكبتاغون والحشيش.

وبحسب المهرب السوري، فإن عملية التهريب تتمّ من جهة القصير ومن ثم تتجه نحو مدينة تدمر، حيث توضع هناك بمستودعات يُشرف عليها المهربون أنفسهم، وبعد ذلك يتم تجهيزها ونقلها بين المدن السورية من قبل مهربين محليين يعملون بالنقل بين هذه المدن.

وأشار الحسين إلى أن هناك أشخاص يعملون بتهريب وبيع المخدرات بشكل خاص لما لها من أرباح، ولكن الفئة الأساسية والرئيسية تعمل تحت مظلة حزب الله اللبناني.

¶ عملية تجهيز الحبوب المخدرة قبل النقل

الأحمد، مراسل وكالة “ستيب”، يوضح أنه وبعد إدخال المواد من الجانب اللبناني إلى الجانب السوري، يتمّ تجهيز الحبوب المخدرة داخل منازل ومزارع تعود ملكيتها للتجار المحليين، وغالباً تكون في البلدات والقرى والمدن الريفية بعيداً عن مراكز المحافظات.

ونقل الأحمد عن مصطفى العصمان، وهو شاب يعمل لدى تاجر مخدرات بمدينة تدمر، قوله: “نقوم بتجهيز الكميات على شكل أكياس تحتوي الواحدة منها على 1000 حبة، كما يوضع 1 كغ من مادة الحشيش في كل حزام”.

وأكد العصمان أنه يقوم برفقة أربعة شبّان بعملية تجهيز الحبوب، التي تستغرق منهم يومين إلى ثلاثة أيام للشحنة الواحدة بعد وصولها لهم عن طريق المهربين، لافتاً إلى أن العملية تستغرق كل هذا الوقت لأنهم يعملون خلال فترة المساء فقط، بناءً على طلب التاجر.

وأشار إلى أن كل فرد منهم يتقاضى على تجهيز الشحنة الواحدة من المخدرات بين 150 إلى 200 ألف ليرة سورية، يتم تسليمها لهم من قبل التاجر بعد الانتهاء من تجهيزها، لافتاً إلى أن بعض العاملين برفقته يتقاضون نسبة أكبر بسبب عملهم بترويج المخدرات محلياً ضمن مدينة تدمر وريفها.

¶ النقل عبر المدن السورية

تبدأ عملية النقل نحو المدن والبلدات السورية فور الانتهاء من عمليات تجهيز المواد المخدرة في معقلها بمدينة تدمر تحت إشراف مهربي الداخل السوري و بحماية من الفصائل التابعة للحرس الثوري الإيراني، يقولها معد التحقيق.

عبدالله الخضر، وهو شاب مقرب من المهرب ياسين الحاج، الذي يقوم بعملية النقل بين المدن السورية، يقول إنَّ عملية النقل تتم عبر سيارات تحمل مهام عسكرية مدتها 24 ساعة، والبعض الآخر يتم نقله عبر سيارات مواد طبية وغذائية.

ووفق الخضر، فإن المهرب المدعو ياسين الحاج، يعدّ من المقربين لقيادات لواء فاطميون وحزب الله الميدانيين في البادية السورية وريف الرقة ودير الزور؛ وذلك لأن جميع أقاربه ضمن صفوف المذكورين.

وذكر كذلك، أن عملية النقل نحو ريف الرقة ودير الزور الخاضعتان لسيطرة قوات النظام السوري، تأتي في المرتبة الأولى وباقي المدن السورية تأتي في المرتبة الثانية؛ وذلك لأن أرياف الرقة ودير الزور يتم إرسال بعض البضائع منها نحو منطقة شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد”.

¶ الترويج المحلي غرب الفرات

معد التحقيق، يقول إنَّ مرحلة الترويج للحبوب المخدرة “الكبتاغون”، تأتي بعد وصول البضائع إلى أماكن انتشار وإقامة المروجين المحليين، حيث يقومون ببيعها بشكل محلي للمتعاطين ومحاسبة التاجر الأساسي بعد الانتهاء من بيع الكميات التي يستلمها المروج.

وتمكن الأحمد، معد التحقيق، من الوصول إلى أحد مروجي المخدرات في مدينة معدان الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري في ريف الرقة الشرقي.

المروج المحلي الذي رفض الكشف عن اسمه وفضل أن نلقبه بــ”أبو خلف” وقبل اللقاء المصور مثلماً، أكد لمراسلنا أنه يتلقى مبلغ مالي قدره بين 200 إلى 250 دولار أمريكي بعد تصريف البضائع لصالح التجار.

وقال أبو خلف: “البضائع تصل إلى أبواب منازلنا، بحماية من قادة محليين ضمن صفوف حزب الله العراقي ولواء فاطميون في منطقة غرب الفرات الممتدة من ريف الرقة إلى ريف دير الزور الخاضعتان لسيطرة قوات النظام السوري”.

مروج المخدرات، أشار إلى أن بعض المروجين يقومون بتهريب الحبوب المخدرة والحشيش نحو مناطق سيطرة قوات “قسد”، نتيجة سرعة بيعها هناك وإقبال واسع عليها؛ ويتم ذلك عبر مياه نهر الفرات.

وتستغرق عملية إدخال المخدرات إلى سوريا من لبنان وتجهيزها و ترويجها مدة زمنية تتراوح من شهر إلى الشهر والنصف لترويج وبيع شحنة كاملة مؤلفة من 6000 حبة ضمن الداخل السوري وتصل إلى 10 آلاف حبة في حال نية المهربين إرسال كميات مخصصة منها لمناطق سيطرة قوات “قسد”.

¶ سوريا والكبتاغون

اتّهمت جهات عديدة في سوريا بتصنيع وترويج الكبتاغون و تهريبه بطرق غير شرعية إلى دول الجوار وأوروبا ودول الخليج لتمويل نشاطاتها، ويعد تنظيم داعش والجماعات المتطرفة الأخرى ونظام الأسد وحزب الله هم على رأس القائمة.

حيث تُباع الحبة الواحدة منها بسعر وسطي يتراوح بين 15- و24 دولاراً أمريكياً، ويقدر حجم السوق بـ 16 مليار دولار سنوياً، بحسب التقديرات.

¶ كيف حول حزب الله سوريا لمصنع الموت؟

تجارة المخدرات تدر بمليارات الدولارات تفوق ميزانية دول عربية مثل سوريا، يعتمدها حزب الله اللبناني في مناطق سيطرته داخل وخارج لبنان لتمويل أنشطته العسكرية.

وأدى وجود الحزب في الأراضي السورية، وتدخله في المعارك إلى جانب قوات النظام السوري منذ بداية الثورة، إلى جعل السوق السورية معبراً رئيسياً لشحناته إلى دول الخليج والأردن وغيرها.

وتتولى قيادات بميليشيا حزب الله، مسؤولية إنتاج كميات كبيرة وعالية الجودة من حبوب الكبتاغون بهدف تصديرها إلى بلدان مجاورة؛ حيث يتم نقل المعدات اللازمة لتصنيع الكبتاغون من لبنان بواسطة عناصر الميليشيا الموالية لإيران.

¶ الثالوث المافياوي للاتجار بالمخدرات

افتضح أمر الثالوث المافياوي القيادي (ماهر الأسد، رامي مخلوف، وحزب الله) للاتجار بالمخدرات وعلى رأسه “الكبتاغون”، في النزاع الأخير الذي تصدر وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في سوريا.

ومنذ ضبط سفينة الشحن “نوكا” السورية، قادمةً من ميناء اللاذقية نحو شرق ليبيا ومحملة بأطنان الكبتاغون المخبأة بين القهوة و التوابل و نشارة الخشب، ما زالت سوريا تحت مجهر تحقيقات أكدت أخيراً تورط نظام الأسد ببناء أكبر إمبراطورية بسوريا يديرها ماهر الأسد لحساب شقيقه بشار بخبرات مهرب المخدرات اللبناني الشهير نوح زعيتر.. في هذه الفيديو القصة الكاملة!

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى