الشأن السوري

أوغلو: اقتتال المجموعات الراديكاليَّة بإدلب يُصعّب مهمتنا لكن اتفاقنا بخير

صرّح وزير الخارجيَّة التركي “مولود تشاووش أوغلو”، اليوم الأربعاء، أنَّ بلاده تُركز مع المجتمع الدولي على البعد الإنساني في سوريا، من خلال دراسة وضع اللاجئين السوريين في تركيا، والعائدين إلى سوريا الذين تجاوز عددهم الـ300 ألف، فضلًا عن تقييم سبل إيصال المساعدات الإنسانيَّة، وضمان عودة اللاجئين، لكن الأمر الأهم في سوريا هو عملية الحلّ السياسي، وأنَّه من الضروري الحفاظ على الوضع الراهن في محافظة إدلب.

وتابع قوله: “من جهة يريد نظام الأسد اللجوء إلى الخيار العسكري بدلًا من الحلّ السياسي، ومن جهة أخرى هناك بعض المجموعات الراديكاليَّة وقعت في اشتباكات مؤخرًا .. هذه الأمور تُصعّب مهمتنا، ولكن حتى اليوم لم تحدث مشكلة في تطبيق اتفاق إدلب (التركي – الروسي)”، ولفت إلى أنَّ تركيا لا تتمنى أن تحدث مشاكل في المرحلة القادمة بشأن تطبيق الاتفاق المذكور الذي يُشكل أهمية كبيرة بالنسبة إلى الحل السياسي في سوريا.

وأوضح أنَّ تركيا تعمل على تقييم التطوَّرات مع شركائها من أجل الحيلولة دون ظهور مشاكل أخرى في المنطقة، بالتزامن مع استمرار التعاون مع روسيا وإيران، والتحضيرات لعقد القمة الثلاثية لرؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وروسيا فلاديمير بوتين، وإيران حسن روحاني، المقرّرة في روسيا، وأضاف: “أقول لواشنطن وبقيّة الدول: إنَّ إيران أيضًا لاعب في سوريا، سواء أعجبتكم أم لا .. وبالتالي علينا أن نواصل العمل بشكل بنّاء مع اللاعبين الموجودين”.

من جهة أخرى ذكر: “قطعنا شوطًا مهمًا للغاية بشان تشكيل اللجنة الدستوريَّة السوريَّة خلال الاجتماع الثلاثي الذي عُقد مع وزيري خارجية إيران محمد جواد ظريف، وروسيا سيرغي لافروف، في جنيف، فهناك تفاهم بشان قائمة الأسماء، وروسيا وإيران تعملان مع النظام بشأن الأسماء المختلف عليها، باعتبارهما الضامنتين له”.

في حين، نوّه “أوغلو” إلى أنَّ واشنطن تُواجه صعوبات في الانسحاب من سوريا أهمها علاقاتها الحميمة بـ “التنظيمات الإرهابيَّة” هناك، والانفصال عنها يكون صعبًا بعد كلّ هذا الارتباط، وأنَّ تركيا لن تتردَّد في اتخاذ الخطوات اللازمة شرق نهر الفرات.

وأشار “أوغلو” في البرلمان التركي حول تطوّرات السياسة الخارجيَّة التركيَّة إلى وجود العديد من القضايا الهامَّة في أجندة السياسة، والملف السوري هو من بين الأولويات، وستبحث بلاده كيفيَّة تنسيق عمليَّة انسحاب القوّات الأمريكيَّة من سوريا، وهذا التنسيق جرى تناوله خلال زيارة مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جون بولتون، ورئيس الأركان الأمريكي جوزيف دانفورد، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي لمكافحة تنظيم “داعش” جيمس جيفري، إلى العاصمة التركية أنقرة، أمس الثلاثاء.

وأكّد أنَّ هناك مساعيًّا من قبل عدد من الدول لجعل واشنطن تتراجع عن قرار الانسحاب كما نرى صدور أصوات مختلفة من مؤسسات داخل أمريكا بهذا الخصوص، وجدّد رفض بلاده بشدّة للذرائع والخطابات الصادرة من الجانب الأمريكي، من قبيل “لا تقتلوا الأكراد”، وأن الرئيس رجب طيب أردوغان، أكّد على ذلك بشكل صريح خلال كلمته أمس بالبرلمان.

المصدر: (الأناضول)

101082018 aa picture 20141105 3708589 high11

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى