خاص|| “النقطة 11” إرث تنظيم داعش الأسود بالرقة يحوي مقبرة جماعية وشهادات تكشف تفاصيلاً صادمة (فيديو+ صور)

اندحر تنظيم داعش لكنّ إرثه وآثاره لا تزال حاضرةً في مدينة الرقة السورية، التي كانت يوماً ما “عاصمة الخلافة”، إلا أنّ “النقطة 11” وهو اسم لأكثر المراكز الأمنية للتنظيم تشدداً ورعباً، لا تزال صوره عالقةً في أذهان من دخلوه كمعتقلين، وحالفهم الحظ بالخروج منه “أحياء” كي يرووا قصصهم لفريق وكالة “ستيب” الصحفي.

“النقطة 11” إرث تنظيم داعش الأسود بالرقة

التقى فريق الوكالة بعددٍ من معتقلي تنظيم داعش، وأجرى حواراتٍ خاصّة مع شابين من أبناء مدينة الرقة، هما عبد العظيم وإسلام العلي، الذين كانا معتقلين في “النقطة 11” لدى داعش خلال فترة سيطرته على المدينة.

أكد “عبد العظيم” لنا أنّ عناصر من تنظيم “داعش” ألقوا القبض عليه بحجة التعامل مع التحالف الدولي في حي الأماسي بمدينة الرقة.

وأوضح أنّ عناصر التنظيم نقلوه معصوب العينين إلى الملعب الأسود (النقطة 11) للتحقيق معه، حيث مارسوا ضدّه أبشع أنواع التعذيب، منها استخدامهم طريقة “الشبح” والتي تتمثل بتعليقه من يديه ورفعه إلى السقف، حيث بقي لمدة أسبوع على هذه الوضعية، كما تعرّض للضرب المبرح، وبقي على هذه الحال لشهرين إلى أن تمّ الإفراج عنه لعدم كفاية الأدلة لإدانته.

كما بيّن إسلام العلي، أنّ مجموعةً تابعةً للتنظيم ألقت القبض عليه عام 2016 بحي الرميلة بمدينة الرقة، بحجة اختلاسه مبلغاً من المال قدره 200 ألف ليرة سورية إذ كان يعمل حينها كجابي للكهرباء في مدينة الرقة.

وتابع العلي حديثه، موضحاً أنّه قد تمّ نقله إلى الملعب الأسود (النقطة 11) في مدينة الرقة، حيث خضع لأشكالٍ متعددة من التعذيب منها الحبس في المنفردة وسكب مياهٍ “قذرة” عليه فضلاً عن إجباره على الاستحمام بالمياه الساخنة، ودفع مبلغٍ قدره 200 ألف ليرة سورية بعد السجن لمدة شهرين ونصف والخضوع لدورةٍ شرعيةٍ مغلقة.

إلى ذلك، التقى فريق “ستيب” بقائد فريق الاستجابة الأولية في مدينة الرقة، الذي كشف استخراجهم لمقبرةٍ جديدة تعود جثامين من فيها إلى أشخاصٍ تمّ إعدامهم ميدانياً ودفنهم بالقرب من خندق في منطقة الفروسية شمال غرب الرقة.

وبيّن الخميس، أنّ المقبرة تمّ اكتشافها عن طريق الأهالي ومعظمها يعود للنساء، فيما لم يوجد بداخلها إلا جثة رجلٍ واحد، مبيّناً أنّ أعمارهم تتراوح ما بين 30 و 35 سنة، إذ تمّ نقل الجثث للتشريح للتعرف على هويتهم.

يُشار إلى أنّ تنظيم “داعش”، قد دخل مدينة الرقة في عام 2014 بعد قتالٍ مع فصائل “الجيش الحر”، دام لأيام حيث حسمت المعركة للتنظيم الذي اتخذ من المدينة “عاصمةً لخلافته”.

وعمد التنظيم لتحويل القسم السفلي من الملعب الأسود في الرقة إلى مركزٍ وسجنٍ شديد الحراسة، وذلك لصعوبة ضربه من قبل التحالف الدولي لكون البناء مبني من الخرسانة المسلحة.

من جانبهم، أكد أهالي مدينة الرقة بأنّ سجن “النقطة 11” كان يشكّل رعباً لهم خلال فترة سيطرة التنظيم، إذ أنّ قلائل استطاعوا الدخول إليه والخروج منه أحياء، إذ تمّ تنفيذ القصاص بغالبية سجنائه.

مواضيع ذات صِلة : من قلب العراق… تنظيم داعش يولد من جديد ويعيد تنظيم صفوفه استعداداً للهجوم القادم

وتمّ تحرير المدينة في أواخر عام 2017 على يد قوات قسد بمساعدة التحالف الدولي، حيث تمّ الإفراج عن المعتقلين المدنيين داخل السجن بينما ألقي القبض على عناصر التنظيم الذين كانوا محتمين داخله.

شاهد أيضاً : بسبب داعش فتاة مسلمة تقاضي متجر ستاربكس وتحصل على تعويض