حورات خاصةسلايد رئيسي

حكومة لبنان المنتظرة.. 3 سيناريوهات بعد اعتذار الحريري بينها حكم العسكر تحت الأمر الواقع

بعد مضي أيام على تقديم رئيس الحكومة اللبنانية السابق، سعد الحريري، اعتذاره عن تشكيل حكومة لبنان الجديدة، نتيجة استمرار الخلافات بينه وبين الرئيس اللبناني ميشيل عون، لا يزال لبنان يعيش في فراغٍ سياسي واقتصادي ووضعٍ معيشي كارثي تجاوزت خلاله قيمة العملة اللبنانية مستويات تاريخية بالانهيار.

وعلى وقع الفشل في تشكل حكومة لبنان المنتظرة، يبرز الحديث عن السيناريوهات المقبلة عليها البلاد، وما هو شكل الحكومة القادمة وما الدور العربي فيها، وهل يتدخل الجيش اللبناني في حل الخلاف، وللحديث حول ذلك التقت “وكالة ستيب الإخبارية”، العميد هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة.

 

عقبتين أمام حكومة لبنان المنتظرة

 

يؤكد العميد هشام جابر بأن الوضع في لبنان مأساوي، وسط أزمة مالية واقتصادية وسياسية تمر بها البلاد بشكل غير مسبوق.

ويقول: الحل الوحيد حالياً يتمثل بأن يجري رئيس الجمهورية مشاورات نيابية لتكليف رئيس حكومة جديد، بعد اعتذار الحريري، وسيكون ذلك بعد فترة عطلة العيد، ويجب الإسراع بإجراء المشاورات خلال أسبوع كأبعد تقدير.

ويضيف: اعتقد أنه يجب على رئيس الجمهورية حتى لا يقع لبنان بذات المشكلة السابقة، أن يطلب من الرئيس المكلف إنهاء التشكيل الحكومي خلال مهلة محددة، رغم أن ذلك ليس ضمن الدستور اللبناني، إلا أنه درءاً للوقوع بذات المشكلة والتأخير كما جرى مع الحريري.

ويشدد “جابر” على أنه يجب أن تكون الحكومة اللبنانية الجديدة مستقلة تماماً وليست كما الأسماء التي تم تداولها حسب المحاصصة الطائفية.

ويتابع: في حال النجاح في تشكيل حكومة لبنان الجديدة فهي أمام عقبتين، أولها الاتفاق على البيان الوزاري وخصوصاً بملف سلاح حزب الله، وثانياً نيل ثقة مجلس النواب.

حكومة لبنان المنتظرة.. 3 سيناريوهات بعد اعتذار الحريري بينها حكم العسكر تحت الأمر الواقع
حكومة لبنان المنتظرة.. 3 سيناريوهات بعد اعتذار الحريري بينها حكم العسكر تحت الأمر الواقع

سيناريوهات حكومة لبنان ما بعد الحريري

يوضّح العميد هشام جابر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة بأن أمام لبنان حل وحيد في حال استمرار فشل تشكيل الحكومة رغم الضغوط الدولية، وهو تدخل الجيش اللبناني، معتبراً أن ما بات يجري في لبنان هو السير في حلقة مفرغة لا يمكن حلها إلا باختراق سواء داخلي أو خارجي.

ويقول: إذا استمر الوضع لآخر شهر أيلول فالبلد لن تتحمل، وأعتقد أن شهري آب وأيلول مفصليان، حيث قد تحصل “ثورة جياع” وقطع طرقات ومهاجمة بيوت وأملاك الناس، وعندها قد يضطر الجيش اللبناني للتدخل.

ويضيف: وأرى بأن الجيش اللبناني يجب أن يتحرك في تجربة تحت سقف الدستور وبالتشاور مع رئيس الجمهورية، وهو أمر دستوري حيث لا يمكن القيام بانقلاب عسكري في لبنان نهائياً لأنه مرفوض من الجميع.

ويشير إلى أنه هناك حل آخر يتم تداوله حول تشكيل حكومة أقطاب، أي إعطاء الدور الوزاري لسياسيي الصف الأول في لبنان حيث كان هناك تجربة سابقة للأمر، ويكون ذلك لمرحلة انتقالية تهدف لإجراء انتخابات نيابية وتفضي إلى تشكيل مجلس تشريعي يعمل على إجراء انتخابات رئيس الجمهورية، سواء قبل أو بعد انتهاء مدة الرئيس الحالي، إضافة إلى إقرار قانون القضاء المستقل.

ويتابع: إذا تعذر تشكيل حكومة لبنان الجديدة فبرأيي يجب تشكيل حكومة عسكريين برئاسة ضابط كبير من الطائفة السنية ويكون متقاعد يعمل على تشكيل حكومة من عسكريين وضباط متقاعدين مع اختصاصيين، لأن الضباط المتقاعدين اقل ارتباطاً بالتشكيلات الحزبية والطائفية.

ويلفت بذات الوقت إلى أنه يتوقع ألا يقبل فريق رئيس الجمهورية، وجبران باسيل برئاسة قائد الجيش لحكومة عسكرية، لأن “باسيل” لديه طموح كبير بالوصول إلى سدّة الرئاسة.

 

الدور العربي والأموال المنهوبة

يشرح العميد هشام جابر بأنه حتى لا نصل للسيناريوهات السابقة فإن على السياسيين التخلي عن مبدأ المحاصصة وإطلاق يد الرئيس المكلف أيّاً يكن لتشكيل حكومة جديدة مستقلة تحوز على ثقة الناس، وليس بالضرورة تشكيلة حكومية بمبدأ الـ 24 وزيراً.

ويقول: المشكلة الأساسية في لبنان ليست الحكومة بذاتها بقدر ماهي الفساد المتعشعش بالدولة، وقد اقترحت على الرئيس اللبناني أهم طريقة لبدء الحل وهي استعادة الأموال المنهوبة في الخارج وطلب المساعدة من الغرب لأجل ذلك أو على الأقل وضع اليد عليها لفصلها عن طريق القضاء.

ويضيف: الدول العربية لها دور إيجابي، ونتمنى منها تناسي خلافاتها والتدخل بشكل أكبر في لبنان، ولا نعول على الجامعة العربية لأنها “مشلولة” نوعاً ما، إلا أنّ هناك دول عربية فاعلة نظراً لنفوذها حتى لا تترك المجال للجانب الآخر.

ويشير إلى أن الوضع بالبلد كارثي من فساد إلى تهريب ومخدرات إلى فلتان ولا يمكن حل أي مشكلة منها بسرعة، والحل الوحيد يبدأ بحكومة مستقلة.

ويؤكد العميد “جابر” على أن كل زعيم في لبنان يسعى اليوم إلى مصلحته الشخصية، لذلك نحن بحاجة حكومة أمر واقع تفرض بعد التشاور وإن كان ذلك وراء الكواليس من الدول المعنية في لبنان، مشدداً على أن الوقت ليس بمصلحة الجميع سواءً الشعب أو السياسيين، ولو حصل الانفجار الكبير فسيطال الجميع دون استثناء، حسب وصفه.

 

وينتظر اللبنانيون بفارغ الصبر الأيام القليلة القادمة لمعرفة خطوات رئاسة الجمهورية تجاه تكليف شخصية جديدة وما الدور الذي سيلعبه الجيش اللبناني من جهة والدول العربية والغربية التي تواصل تحركاتها من جهة أخرى في محاولة لإنقاذ البلاد من حافة الانهيار، حيث بات تشكيل حكومة لبنان المنتظرة هو الأمل الوحيد لبقاء الدولة بهيبتها وسلطتها بعيداً عن قبضة الميليشيات والعصابات التي تنتظر الفرصة للانقضاض على لبنان.

العميد هشام جابر - حكومة لبنان المنتظرة.. 3 سيناريوهات بعد اعتذار الحريري بينها حكم العسكر تحت الأمر الواقع
العميد هشام جابر – حكومة لبنان المنتظرة.. 3 سيناريوهات بعد اعتذار الحريري بينها حكم العسكر تحت الأمر الواقع

حاوره: جهاد عبد الله

اقرأ المزيد من الحوارات خاصة ومواضيع هامّة على وكالة ستيب الإخبارية

 التحقيقات الخاصة على وكالة ستيب الإخبارية 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى