حورات خاصة

على ماذا يراهن أردوغان لتفادي صدام مع طالبان بأفغانستان ومن طلب منه حماية مطار كابول!؟

بات في حكم المؤكد أن عرض تركيا حماية مطار كابول الدولي في العاصمة الأفغانية في طريقه إلى التنفيذ، لا سيّما بعد أن أعلن الرئيس التركي، أن بلاده تنوي خوص مفاوضات مع حركة طالبان على خلفية تنفيذ خططها ومهامها بشروطها هي.

ورغم تحذيرات الحركة لتركيا من مغبة إبقاء قواتها في أفغانستان، مطالبةً إياها بالانسحاب متل بقية الدول الأخرى في حلف الناتو، إلا أن أنقرة تسعى لمحاولة إقناع طالبان بموقفها، فضلاً عن دعم أطراف صديقة لها علاقات مع الأخيرة مثل قطر وباكستان.

وتعتقد تركيا أن حل أي إشكال مع طالبان يمكن بالمفاوضات، ولكن ما الدور التركي في أفغانستان وماذا تجني أنقرة من حمايتها لمطار كابول وأبرز التحديات التي تنتظرها وهل ستزّج بمرتزقة سوريين من فصائل المعارضة الموالية لها في معارك أفغانستان، حول هذا الموضوع حاورت وكالة “ستيب الإخبارية”، طه عودة أوغلو الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية.

مطار كابول
ما الدور التركي بأفغانستان ومن طلب من أردوغان حماية مطار كابول؟

ما الدور التركي في أفغانستان؟

يقول أوغلو: “تركيا لم تشارك في أفغانستان بأي أعمال قتالية حربية خلال السنوات السابقة، واقتصر دورها على عمليات تدريب وتأهيل القوات المحلية وحماية المطار وتقديم الإغاثة عبر مؤسساتها والخدمات المختلفة”.

ويضيف: “وتنشر تركيا أكثر من 500 جندي على الأراضي الأفغانية في إطار مهمة الناتو، لتدريب قوات، لكن حركة طالبان حذرت الأسبوع الماضي من بقاء قوات تابعة لأي دولة في أفغانستان لتأمين مطار كابول، وأوضحت أن تواجد أي قوات أجنبية بعد الموعد المتفق عليه للانسحاب غير مقبول”.

“و أعربت أنقرة على لسان رئيسها أردوغان عن استعدادها لأداء دور أكثر فعالية لضبط الوضع في أفغانستان بعد انسحاب قوات حلف الناتو من هذا البلد”.

حركة طالبان تحذر تركيا

حذرت حركة طالبان في وقتٍ سابق، تركيا من إبقاء قواتها في أفغانستان، هل تتحدى أنقرة طالبان وتبقي قواتها والأهم من ذلك هل هي مستعدة لمواجهة طالبان على أرض أفغانستان؟

الباحث السياسي، ردّاً على هذا السؤال، يقول: “لا أعتقد ذلك، فالحكومة التركية ترى بأنه يمكن حل أي إشكال مع حركة طالبان من خلال المفاوضات، وأن مهمة تركيا الرئيسية ستكون فقط ضمان أمن المطار وليس مواجهة طالبان أو محاربتها”.

ويتابع: “بدون شك تعتمد تركيا في هذا الشأن على علاقاتها الجيدة مع الأطراف المؤثرة على طالبان مثل باكستان وقطر”.

وحول المدة التي ستبقي أنقرة قواتها في أفغانستان، أوضح أوغلو أنه حتى اللحظة لا يزال هناك الكثير من التفاصيل غير المعروفة أو على الأقل غير المعلنة عنها بعد في الصفقة التي يجري التفاوض عليها بين تركيا والولايات المتحدة فيما يتعلق بالمدة التي ستمكثها القوات التركية هناك.

ماذا تجني أنقرة من حمايتها لـ مطار كابول؟

الباحث في العلاقات الدولية، يؤكد أن بقاء القوات التركية في أفغانستان “لن يكون من دون ثمن. وهذا ما ألمح إليه وزير الدفاع خلوصي أكار بقوله نعتزم البقاء في أفغانستان حسب الشروط. ما هي شروطنا؟ الدعم السياسي والمالي واللوجستي. إذا تم الوفاء بذلك، يمكننا البقاء في مطار حامد كرزاي الدولي”.

ويواصل: “من بين التنازلات التي تريدها تركيا في عرض حماية مطار كابول، سماح الولايات المتحدة لأنقرة بالاحتفاظ بنظام الدفاع الجوي الروسي إس – 400، وتشغيله”.

مضيفاً “لكن حتى لو توصلت واشنطن وأنقرة لاتفاق حول تولي قوات الأخيرة مسؤولية حماية مطار كابول، يبقى موقف طالبان عقبة أمام المضي قدماً بمثل هذه الخطة، حيث تؤكد الحركة أنه يجب على تركيا مغادرة أفغانستان مع جميع القوات الأجنبية الأخرى كجزء من الاتفاق الذي أُبرم مع الولايات المتحدة العام الماضي”.

من طلب من تركيا حماية مطار كابول؟

أوغلو وتعليقاً على السؤال أعلاه، لفت إلى أن”تركيا عرضت على أمريكا خلال اللقاء الذي جمع أردوغان مع بايدن في بروكسل الشهر الماضي، مقترح حماية المطار، ومن ثم جرت اتصالات على مستوى وزراء دفاع البلدين”.

هل تزج تركيا بمرتزقة سوريين في معارك أفغانستان؟

أشارت تقارير إلى أن تركيا قد تزج بمقاتلين من فصائل المعارضة السورية الموالية لها بمعارك أفغانستان.

يقول الباحث السياسي: “التواجد العسكري في أفغانستان موجود منذ سنوات، وهناك قوات غير قتالية منذ 6 سنوات في مطار كابول؛ لذا لا أعتقد أن تركيا بحاجة إلى مقاتلين من المعارضة السورية”.

وفي نفس السياق، قالت طالبان رداً على عدم ذهابها إلى تركيا لإجراء مباحثات بأنها ترفض أن تعاملها كما المعارضة السورية. ما الأسباب التي تدفع طالبان لعدم زيارة أنقرة؟

أوغلو يوضح أن هذا التصريح تم نفيه من أحد المسئولين في حركة طالبان، قائلاً: “ولكن على كل الأحوال يمكن القول بأن المباحثات ما زالت محصورة بين طالبان والدوحة وبخصوص عدم مشاركة طالبان في مؤتمر اسطنبول أبريل الماضي، يعود إلى خلافات أمريكية مع الحركة”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى