الشأن السوريسلايد رئيسي

سفير تركي يكشف تفاصيل لقاءات أردوغان وبشار الأسد السريّة.. وأسرار الحرب السورية والحل فيها

كشف السفير التركي عمر أونهون، الذي عمل مستشاراً سياسياً في السفارة التركية بدمشق، ثم مبعوثاً للملف السوري عام 2014، أسرار الحرب في سوريا، وكيف عقدت بلاده اجتماعات سرية مع الرئيس السوري، بشار الأسد، لبقائه على السلطة.

السفير التركي بدمشق وتفاصيل اجتماع بلاده بـ بشار الأسد

يقول السفير التركي، في خلاصة تجربته من كتابه الذي حمل عنوان “سوريا في عيون السفير”، إنَّ القتال توقف في سوريا، لكن الأزمة مستمرة لسنوات طويلة، مع زيادة عوامل انبعاث تنظيم “داعش”.

ويشير إلى أن “الحل يتطلب تنفيذ جميع عناصر القرار الدولي (2254)، وبسط السلطة المركزية في دمشق سيادتها على كل الأراضي السورية، وقيادة سورية تجمع السوريين والأراضي”.

ويذكر أونهون في كتابه أن “جيوش الدول الخمس وميليشياتها (أي أمريكا وتركيا، روسيا، إيران وإسرائيل) لن تخرج ما لم تَحصل على تأكيدات بحماية مصالحها الاستراتيجية، وبالإمكان تلبية مصالح معظم الدول، بما فيها روسيا، لكن العقدة هي إيران، ذلك أنها جعلت من سوريا جبهة متقدمة وحجراً أساسياً في نظامها الإقليمي، وباتت تُشكل صُداعاً لبعض قادة الجيش والأمن والنظام”.

بشار الأسد يلتقي بأردوغان

وبحسب ما نقلته “الشرق الأوسط”، فإن الكتاب يغطي “تفاصيل الاجتماعات السريّة، ولقاءات مع وزير الخارجية السوري الراحل وليد المعلم، والمحادثات بين الرئيسين أردوغان وبشار الأسد، وهجمات متظاهرين على السفارة التركية، وملاحقات رجال الاستخبارات له أينما ذهب”.

السفير التركي في تصريح الصحيفة، قال إنه عاين بنفسه لحظات مفصلية في تاريخ العلاقات بين البلدين، من الأزمة حول زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان، الذي أبعدته دمشق في 1998 بعد تهديدات عسكرية، مروراً بزيارة الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر إلى دمشق لتقديم التعازي لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، في وفاة والده حافظ الأسد.

وأضاف: “إذ كانت زيارة سيزر البداية الحقيقية لمرحلة جديدة في العلاقات، التي راحت تزدهر عندما كنت سفيراً، وكانت تركيا في طريقها لتصبح الدولة الأكثر تفضيلاً في سوريا، وفي نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2009، التقى أردوغان والأسد في إسطنبول، وأعلنا رفع التأشيرات بين البلدين، فتحولت هذه الحركة إلى جوهرة التاج في العلاقات”.

وواصل حديثه: “عندما اندلعت الاحتجاجات في ربيع 2011، قامت تركيا بين مارس/آذار وأغسطس/ آب 2011 بكثير من العمل الدبلوماسي لإقناع الأسد بتقديم بعض التنازلات، وتلبية المطالب القابلة للتنفيذ للمتظاهرين، ليصبح بهذه الطريقة الزعيم الإصلاحي المستنير في المنطقة، وبالتالي يستطيع توطيد سلطته”.

وأوضح أونهون أنه مع تعمق الخيبات قياساً للتوقعات والمطالب والوعود من دمشق “تعرضت تركيا لضغوط، خاصةً من الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين، لقطع العلاقات مع الأسد، وكانت حجتهم إن دعمكم يشجعه، ولذلك يتجاهلنا”.

قائلاً: “وبالفعل، قطعت أنقرة وعواصم كبيرة العلاقات في ربيع 2012، واتجه الدعم إلى المعارضة المنقسمة، فمجموعة أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة، لم تتمكن من الاتحاد، وهو ما انعكس على المعارضة، وذات مرة، احتج رئيس الائتلاف السوري جورج صبرا في اجتماع، قائلاً: يلقون بنا في البحر، ويطلبون منا ألا نبتل”.

تحالف روسي إيراني

وفقاً للسفير التركي “كان تصرف طهران وموسكو في سوريا سريعاً، حيث أنشأت إيران خط دفاعها في سوريا، وتدفق إلى خطوط القتال الأمامية المسلحون الشيعة وحزب الله والجماعات العراقية، ثم الميليشيات الشيعية الأفغانية والباكستانية”.

ويؤكد أن روسيا هي التي لعبت الدور الأكبر في قلب موازين الحرب، لدى تدخلها بسوريا في 2015 “إذ طبقت استراتيجية حرب مشابهة كانت قد تبنتها في القوقاز في القرن التاسع عشر، ثم في الشيشان في القرن العشرين”، قائلاً: “هذه الاستراتيجية، باختصار، هي أن كل شخص وكل شيء مستهدف”.

وأردف القول: “العنصر الرئيسي الآخر الذي أثر في مصير الأزمة كان دخول عناصر متطرفة إلى سوريا؛ لم يكن النظام مستاءً من ذلك، بل عمد إلى إطلاق سراحهم من سجن صيدنايا سيئ السمعة، وجعلهم يشكلون مجموعات مسلحة لمحاربة النظام، لكن من المؤسف أن هذه الاستراتيجية قد أدت الغرض المقصود منها، فبعد ظهور داعش الإرهابي وأساليبه الوحشية، وجّه العالم اهتمامه بالكامل إليه”.

مواضيع ذات صِلة : مستشار بالخارجية الروسية يصدم بشار الأسد بشأن الحسم العسكري في إدلب.. والمعارضة تتوقع انفجاراً جديداً بالمنطقة

أونهون يوضح أن “المرة الوحيدة التي كانت فيها أمريكا حاسمة هي عندما اختارت وحدات حماية الشعب، شريكاً محلياً، فتفاقمت العلاقات المضطربة مع تركيا”.

شاهد أيضاً : أباطرة المخابرات الجوية منذ عهد الأسد الأب حتى اليوم تعرف على رؤساء الفرع الأعنف في سوريا

سفير تركي يكشف تفاصيل لقاءات أردوغان وبشار الأسد السريّة.. وأسرار الحرب السورية والحل فيها
سفير تركي يكشف تفاصيل لقاءات أردوغان وبشار الأسد السريّة.. وأسرار الحرب السورية والحل فيها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى