الشأن السوري

ما هكذا تورد الابل ايها الامير البغدادي!! ليست هذه الدولة التي نحلم بها

ويستمر قطع الرؤوس
تنظيم الدولة
شريط فيديو جديد ظهر صباح اليوم يبين فيه قطع رأس شخص يرتدي زيا برتقاليا جاثيا على ركبتيه وخلفه شخص ملثم يلبس لباسا أسودا بالكامل وفي يده سكينا ينحر به الشخص بنهاية الفيديو .
الشخص هو عامل الإغاثة البريطاني { ديفيد هينز } الذي اختطف داخل سوريا منذ شهر آذار من عام 2013 وهو اسكتلندي الجنسية ,ويعمل في مجال الإغاثة منذ عام 1999 وجاء إلى الحدود السورية التركية لتأدية أول مهمة له لحساب منظمة {{ اكتد }} الفرنسية كمسؤول لوجيستي في مخيم اللاجئين السوريين هناك , أما الشخص الملثم فهو أحد عناصر تنظيم الدولة.
حمل الفيديو اسم { رسالة إلى حلفاء أمريكا } وقد برر تنظيم الدولة ذبح العامل البريطاني بأنه رد فعل على قرار لندن بالدخول في { تحالف شيطاني } حسبما قال مع الولايات المتحدة .
الفيديو هو الثالث الذي يبثه التنظيم في خلال شهر تقريبا بعد الفيديوهين الماضيين الذين ظهر فيهما نحر الصحافيين الامريكيين { جيمس فولي } و { ستيفت سوتلوف } وذلك بعد قرار واشنطن شن هجمات على تنظيم الدولة بسوريا والعراق .
محتوى الفيديو:
2 دقيقتان و 27 ثانية مدة الفيديو ظهر بدايته رئيس وزراء بريطانيا كاميرون وهو يتحدث عن عزم حكومته بدعم الجيش العراقي بالاضافة لقوات البيشمركة الكردية على محاربة تنظيم الدولة في العراق , قبل أن يظهر الملثم وأمامه الرهينة جاثيا على الأرض , حيث تحدث الملثم بالانجليزية مع لكنة بريطانية أن هذا الرهينة سيدفع ثمن وعد كاميرون لقوات البيشمركة بتسليحهم , كما وجه رسالة لحكومة بريطانيا قائلا :
{{ تحالفكم الشيطاني مع أميركا التي لا تزال تقصف المسلمين في العراق، ومن آخر تلك الاعتداءات قصف سد حديثة، سيكون السبب في تعجيل تدميركم، وقيامك يا كاميرون بدور العبد الذليل المطيع، سيستدرجك وقومك إلى حرب دموية وخاسرة }} .
قبل أن يقوم الملثم بقطع رأس الرهينة , ثم يظهر رهينة بريطاني آخر هدد التنظيم بذبحه في حال أصرت بريطانيا على محاربة التنظيم .
وكانت اسرة هينز وجهت يوم أمس السبت نداءً للخاطفين تناشدهم بالإفراج عنه دون تلقي أي رد من جانب عناصر التنظيم .
لو حللنا عمليات الذبح الثلاثة ونتائجها وقارنا بين الفائدة والضرر من هكذا عمل من قبل التنظيم:
أولا :
التنظيم يقوم بهذا العمل بهدف الضغط على حكومة الرهينة لتكف أيديها عن محاربة التنظيم أو دعم من يحاربه , وبعد اول عمليتي ذبح للرهينتين الأمريكيتين لم نجد أي رد من قبل الحكومة الأمريكية سوى المضي قدما فيما بدأت به بل وزادت الدول التي تنوي محاربة التنظيم.
ثانيا :
بالنسبة لمهنة الرهائن التي قدموا إلى سوريا مخاطرين بحياتهم لأجلها , نرى أن الرهينتين الأمريكيتين كانا صحافيين قدما لتغطية الأحداث والغالب أنهما دخلا عبر تركيا أي عبر المعابر المحررة وبالتالي دخلا من طرف المعارضة على اختلاف فصائلها , وهذا ينتج عنه أن تغطيتهما ستكون من جانب الثورة والثوار وعاناة الأهالي من القصف والحصار والجوع ……..
بعد مقتل الصحافيين وبهذه الطريقة المقيتة لا أظن أن أي صحفي غربي سيفكر بالقدوم إلى سوريا لا من طرف النظام ولا حتى من طرف المعارضة خوفا على حياته من سكين التنظيم , وبالتالي نقفد عاملا مهما لإيصال صوت الثورة السورية إلى الغرب عبر مراسلين غربيين مهنيين نوعا ما أقله عند وكالاتهم , وهنا الضرر الثاني .
بالنسبة للرهينة الذي ظهر شريط ذبحه اليوم فكما ذكرنا هو عامل إغاثة لمنظمة فرنسية قدم نحو المخيمات على الحدود مع تركيا كمسؤول لوجيستي أي للإشراف على المخيمات وما يعانيه اللاجئون هناك ولتسهيل وصول المساعدات لهم وهنا أيضا بعد ذبحه لن يفكر عمال الإغاثة بل وحتى منظماتهم بالدخول غلى سوريا لتوزيع أي مساعدة وهنا نكون قد حرمنا مئات الآلاف من النازحين من المعونات الغربية على قلتها , وهذا ضرر أكبر من سابقيه .
ثالثا :
لو أخذنا الأمر من الناحية الدينية لوجدنا ان الثلاثة لم يأتوا إلى سوريا محاربين وإنما أتوا لأهداف أخرى تفيد بشكل أو بآخر الثوار وربما المجاهدين أيضا عبر إيصال الصورة الحقيقية للعالم ‘ن المجاهدين اولا , ولتخفيف الضغط عن الثوار عبر لجنات الإغاثة التي تتكفل بعائلاتهم وغيرها مما يفرغ الثوار لقتال النظام فقط دون التفكير بالإغاثة وغيرها , وهؤلاء حسب علمي بالإسلام لا يقتلون فهم بمثابة الرسل , والنبي محمد صلى الله عليه وسلم لم يقتل الرسول ولا أهل الكتاب ممن لم يقاتل المسلمين أبدا , ولم يظهر منهم أي عداء تجاهنا أو تجاه ديننا حتى يقتلوا ولم يفعلوا أي أمر يستوجب لإقامة حد القتل عليهم .
برأيي الشخصي:
لا فائدة ترجى من قتل هؤلاء وبث شرائط فيديو توثق ذلك فلا الغرب سيتوقف عن ما يخطط له ضد التنظيم حيث لم يرضخ سابقا بالعراق لهكذا تهديدات , وبالعكس سيتوفق وفود الصحافيين الغربيين لسوريا بعد هذه المشاهد وهذا يؤثر سلبا على مسار الثورة بنظر العالم الخارجي , كما قد تتوقف منظمتا الإغاثة عن إرسال عناصر للداخل بحجة عدم وجود الأمن وهي محقة بذلك .
لإضافة لكل ما سبق فهي نقطة سوداء جديدة بصفحة التنظيم تضاف إلى نقط سوداء كثيرة طبعت على صفحتها تشوه به صورة الاسلام الحق وتجهض مشروع اقامة الدولة الاسلامية فما هكذا تورد الإبل أيها التنظيم والاسلام ليس دين ذبح وقطع رؤوس بل دين سلام وتسامح إلا على من يحاربه .

10435979_833608486674120_4950412399038927384_n

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى