الشأن السوريالفيديوسلايد رئيسي

بالفيديو|| قرأ القرآن وأتقن الكتابة وتعلم الأرقام “بعد المليون” قبل بلوغه أربعة أعوام.. الطفل ساري عبقري يقيّده التوحد

يختبر الطفل السوري، ساري محمود عزام، البالغ من العمر أربعة أعوام، تجربة فريدة من نوعها مع أحد أنواع “التوحد”، والتي تمنحه مهارات عقلية متفوقة، إلا أن أحد سلبياتها عدم قدرته على التواصل الاجتماعي مع محيطه وعائلته.

التوحد يمنحه القدرات العقلية المتفوقة

تقول والدة ساري لوكالة ستيب الإخبارية: “اكتشفت تميز ابني عندما كان عمره عامين وثمانية أشهر، وكنا نستمع إلى القرآن الكريم على التلفزيون، فاتجه بعد مدة زمنية قليلة إلى القرآن وأمسك به وفتحه وبدأ بقراءة الآيات”، لافتةً إلى أنه في هذه المرحلة كان عاجزاً عن التواصل مع عائلته أو النطق السليم للكلمات أو التعبير عن رغباته أو متطلباته، إلا أنه استطاع القراءة، ومؤكدة أنها لم تكن تعلم أبداً بإصابته بالتوحد في هذه المرحلة.

وأوضحت أن هذا الأمر كان صادماً في البداية، ثم بدأ ساري يكرر الأمر يومياً ويبدي سعادة كبيرة بأنه استطاع فعل شيء للتعبير عما بداخله.

وتابعت الأم: “بعد فترة قصيرة من قراءته للقرآن بدأ يردد كلمات وحروف وأرقام بلغة أخرى غير اللغة العربية، لازلنا نجهلها”.

وأضافت أن ساري بعد بلوغ أعوامه الثلاثة الأولى استطاع كتابة ما يريد البحث عنه في “غوغل” على الهاتف و اللابتوب، موضحةً أنها لم تسعى لتعليمه ذلك أبداً، مشيرةً إلى أنه تخطى هذه المرحلة كذلك عندما بدأت تظهر له فيديوهات على يوتيوب باللغة الإنكليزية والأحرف الإنكليزية فأبدى تفاعلاً معها واستطاع حفظ الأحرف الإنكليزية وترديدها بسرعة كبيرة.

وتابعت والدته: “لم يتعلم ساري في الروضة أي شيء بقي لمدة شهر واحد فيها فقط لكنه شعر أنه يعرف كل ما يتم تلقينه هناك فكان يرفض الدراسة في الكتاب المخصص لأطفال الروضة، ورفض أيضاً الذهاب مجدداً إليها”.

ولفتت إلى أنها لا تملك الوقت لتعليمه والتفرغ له في المنزل لأن شقيقته “لينا” تعاني من “التوحد الشديد” وفي حال انشغال والدتها عنها تقوم بإيذاء نفسها، موضحةً أن شقيقته مصابة بنوع مختلف من التوحد يسبب “التأخر في المهارات العقلية” على عكس ساري الذي “تفوق قدراته العقلية” الأطفال في سنه.

العائلة عاجزة عن تحمل تكاليف الرعاية الطبية

وبسبب الحالة الاقتصادية السيئة في سوريا وانعكاس ذلك على العائلات السورية، تعاني عائلة ساري كذلك من ضيق مادي يمنعهم من عرضه وأخته على الأطباء، رغم أن حالتهما تحتاج إلى الرعاية والمتابعة الخاصة جداً، وذكرت والدته أنها أخذت شقيقته مرة واحدة إلى طبيبة عندما كان عمر ساري ثلاث سنوات وهناك قام بقراءة القرآن أمام الطبيبة مما جعلها تختبره بطرق خاصة تعتمد على تركيب المكعبات وغير ذلك من الطرق، واكتشفت الطبيبة أن حالة ساري هذه هي إحدى حالات التوحد.

وأكدت الأم أنها عانت كثيراً في تقبل هذه الفكرة، بأن يكون ساري أيضاً من بعد شقيقته مصاباً بالتوحد، وأوضحت أنها كانت تظن بدايةً بأنه متفوق في ذكائه لا أكثر، لكن الطبيبة بعد الاختبارات التي أجرتها مع ساري أبلغت الأم أنه مصاب بـ “توحد اسبرجر” الذي يمنح الطفل تطوراً كبيراً في اكتساب المهارات العقلية مقابل التراجع التام في التواصل الاجتماعي والتعبير عن النفس.

ونقلت الأم عن الطبيبة قولها إن ساري يمتلك ذاكرة بصرية قوية جداً تساعده على حفظ الأشياء على شكل صور في دماغه، مما يجعله يستطيع حفظ وتكرار كل ما يراه لكنه يعجز عن استيعاب ما يتم تلقينه له عن طريق السمع ومن خلال التواصل مع الآخرين”.

وذكرت أنها قامت بالتواصل مع أخصائية أخرى عبر الانترنت وشرحت لها حالة ساري، وكان تقييم الأخصائية لحالته أنها تميل إلى “متلازمة سافانت” النادرة والتي يتفوق بها الشخص في الذاكرة.

اقرأ أيضاً : حقيبة ذكية تحمي حاملها من الهجمات.. وبراءة الاختراع للاجئ سوري في ألمانيا

قراءة الأرقام بأعداد كبيرة

ومؤخراً بدأ ساري تعلم الأرقام والجمع والطرح وقراءة الأعداد الكبيرة مثل المليون وما بعده، باللغة الإنكليزية، و استطاع كتابة وقراءة أرقام يصعب على البالغ أحياناً قراءتها.

أما عن تواصله مع عائلته في هذه المرحلة وبعد أن بلغ الأربعة أعوام تؤكد والدته أنه يحفظ الكلمات ويرددها لكنه لا يستطيع التعبير عما يريد من تلقاء نفسه، فتقوم أم ساري بتلقينه ما يجب أن يقوله لها إذا أراد شيئاً.

وتخشى الأم أن ترفض المدارس الحكومية استقبال ساري لأنه يعاني من سوء في التواصل الاجتماعي، ولن يستطيع التعلم من خلال الطرق التقليدية والتي تعتمد التلقين، مؤكدة أنها عاجزة مادياً عن إدخاله إلى مراكز خاصة لرعاية أطفال التوحد، ومشيرةً إلى أنها اختبرت الجمعيات الخيرية مع ابنتها فكانت تجربة سيئة جداً وتخشى أن تعرض ساري على تلك الجمعيات فيتعرض للمعاملة السيئة على أنه “معاق”، بحسب تعبيرها، مما يؤثر على قدراته بدل أن ينميها.

ولذلك تناشد والدة ساري المنظمات العالمية المعنية في الحالات الخاصة المشابهة لساري والتي تمتلك قدرات متميزة، لمساعدتها على إخراج ساري من سوريا وتنمية قدراته وذكائه على أمل أن يحظى بمستقبل جيد.

بالفيديو|| قرأ القرآن وأتقن الكتابة وتعلم الأرقام "بعد المليون" قبل بلوغه أربعة أعوام.. الطفل ساري عبقري يقيّده التوحد
بالفيديو|| قرأ القرآن وأتقن الكتابة وتعلم الأرقام “بعد المليون” قبل بلوغه أربعة أعوام.. الطفل ساري عبقري يقيّده التوحد

اقرأ أيضاً : طفل سوري يخترع جهاز لاستشعار نقص الأوكسجين في تركيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى