حورات خاصة

حزب اللواء السوري.. حزب سياسي يملك ذراعاً عسكرياً بمناطق النظام السوري فماهي أهدافه ومشروعه الجديد لسوريا

أطلق عدد من النشطاء السوريون مطلع شهر يوليو الفائت، كياناً سياسياً هو الأول من نوعه في مناطق يسيطر عليها النظام السوري، حمل اسم “حزب اللواء السوري”، واللافت بأن هذا الكيان يملك ذراعاً عسكرياً باسم “قوى مكافحة الإرهاب”.

وبدأ “حزب اللواء السوري” عمله من محافظة السويداء جنوب سوريا، والتي حافظت طيلة سنوات الثورة السورية على موقفٍ مختلفٍ عن باقي المناطق، فلم تنخرط بالحراك الذي انطلق من جارتها درعا بشكلٍ صريح، ولم تدع لقوات النظام السوري وحكومته أن يجعلها منطلقاً لعملياته، فيما بقي أبناؤها بحالة منفردة بعيداً عن الصراعات إلى حدٍ كبير.

وللحديث عن مشروع “حزب اللواء السوري” وأهدافه وتطلعاته للمحافظة الجنوبية وإمكانية توسعه، التقت “وكالة ستيب الإخبارية” مع الأمين العام للحزب، مالك أبو الخير، المقيم في فرنسا.

حزب اللواء السوري - كيان سياسي وعسكري جديد بسوريا
حزب اللواء السوري – كيان سياسي وعسكري جديد بسوريا

من هو حزب اللواء السوري وما هدفه؟

يشرح الأمين العام للحزب، مالك أبو الخير، بأن محافظة السويداء وعلى مدى العقود الماضية غابت عن المشهد السياسي، وكان واضحاً التهميش المقصود الذي تم ممارسته بحقها.

ويقول: عند انطلاق الحراك المدني السلمي عام 2011 شاركت المحافظة في هذا الحراك، ومن ثم أخذت جانب الحياد عندما تحول لصراع مسلح أملاً منها في تجنب الغوص بدماء السوريين.

ويلفت إلى أن الدور الحيادي للسويداء جعل من السُلطات السورية تحارب أي حالة سياسية أو وطنية فيها، حيث عملت أجهزة الأمن السورية على محاربة أي دور سياسي للمحافظة يساهم في إعادة السويداء لمكانها الوطني الحقيقي في لعب مهمة انقاذ سوريا.

ويضيف: وبعد توزع القوى في سوريا إلى مناطق نفوذ أمريكية وروسية وتركية وميليشيات لبنانية وعراقية تابعة لإيران، وتحول الجنوب السوري إلى ساحة صراع بين أطراف دولية عديدة، بدأ عدد كبير من أبناء السويداء طوال الأشهر الماضية سراً إنشاء حزب سياسي بالتعاون مع جهات دولية وإقليمية من أجل تحقيق حلم لديهم ألا وهو عودة السويداء الى دورها السياسي التاريخي.

 

مشروع حزب اللواء السوري لسوريا الجديدة

يؤكد “أبو الخير” أن الحزب يملك رؤية واضحة لسوريا القادمة التي يريدها السوريين جميعاً، مشدداً على أنهم لم يتواصلوا مع النظام السوري ولم يحصلوا على ترخيص لعملهم بمناطق سيطرة النظام السوري، تاركين ذلك مؤجلاً لحين إعداد دستور جديد للبلاد وفق قرار الأمم المتحدة 2254.

ويقول: من مبادئ حزبنا التأكيد على وحدة الأراضي السورية، كما تطرح حالياً العديد من أشكال الحكم في سورية القادمة على رأسها اللامركزية الموسعة أو الفيدرالية أو الإدارة الذاتية، وكل ما يطرح من أشكال للحكم سيكون الحزب موافقاً عليه بشرط أن يكون منبثقاً عن طاولة حوار وطنية سورية تجمع جميع الأطراف والمكونات السورية.

ويضيف: ومن أهم ما نعمل عليه هو استقلالية القرار السوري لبناء مستقبل عماده العيش المشترك ووحدة الأرض والشعب في وطن تسوده الديمقراطية وعماد دستوره وقوانينه شرائع حقوق الإنسان، وضرورة أن يكون الشعب هو المعني بالتغيير والتحوّل الديمقراطي.

ويوضّح “أبو الخير” بأن حزب اللواء السوري يرى ضرورة فصل الدين عن الدولة مع ضمان حرية ممارسة الطقوس والشعائر الدينية، ونبذ العنف ومناهضة التطرّف والإرهاب بكافة أشكاله بما فيه إرهاب الدولة والحكم الشمولي وإرهاب التنظيمات المتشددة.

ويتابع: من أهدافنا تحقيق المساواة الكاملة بين الرجل والمرأة في الدستور وفي القانون وأمام القانون، والعمل على وضع دستور جديد للبلاد يحترم الحريات ويضمن المواطنة المتساوية والحقوق والواجبات المتساوية لجميع المواطنين والمواطنات دون أي تمييز.

وحول حل القضية السورية يرى القائمون على الحزب بأن الحل يكون وفق حوار (سوري-سوري)، مؤكدين أنهم يسعون لنقل الواقع السوري لا سيما في الجنوب إلى المحافل الدولية من أجل حل عادل للقضية السورية ومحاسبة كل الجهات المتورطة بدماء السوريين.

 

مهام الجناح العسكري للحزب

الغريب بهذا المكون السياسي الجديد هو اتفاقه مع فصائل محلية تعمل بالسويداء لتكون جناحاً عسكرياً تحت اسم “قوى مكافحة الإرهاب”، حتى أشبهه البعض بتكرار تجربة قوات قسد العاملة شمال شرق سوريا.

وحول ذلك يقول “أبو الخير”: هناك تنسيق بين الطرفين السياسي والعسكري بهدف حماية المدنيين، وهذا التنسيق تم من خلال مجموعة من الشروط الواضحة في بنود الاتفاق.

ويضيف: اتفق الطرفان أن يمثل الحزب سياسياً ودولياً وعبر المحافل الدولية قضايا مكافحة الإرهاب وما يسببه من ضرر للمجتمعات السورية، وأن تتعهد قوة مكافحة الإرهاب بحماية المدنيين والتعامل الإنساني معهم في مناطق تواجدها، كما يجب أن يخضع القائمون في قوة مكافحة الإرهاب على دورات تساهم في تعزيز ثقافة التعامل مع المدنيين ومنع حدوث انتهاكات بحقهم.

ويتابع: من أهم مهام القوة العسكرية محاربة التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تهدد أمن وسلامة المدنيين في الجنوب السوري، ومحاربة العصابات الإرهابية التي تقوم بخطف وإرهاب المدنيين في داخل السويداء، ومحاربة تجارة المخدرات وما تسببه من أضرار كبيرة لجيل الشباب والمراهقين.

ولم يتطرق حزب اللواء السوري أو جناحه العسكري إلى الوجود العسكري لقوات النظام السوري وأفرعه الأمنية في السويداء، فيما يبدو أنه يحافظ على ذات التوجه الذي ذهب إليه شيوخ الطائفة الدرزية في السويداء بعدم التصادم مع النظام السوري في المحافظة إلا للضرورة.

وكانت مواقع وصفحات محلية اتهمت الجناح العسكري في حزب اللواء “قوى مكافحة الإرهاب” بأنها امتداد لعصابات كانت تنشط بالمنطقة، الأمر الذي نفاه “أبو الخير” تماماً، معتبراً أن ذلك إشاعات مصدرها فرع الأمن العسكري.

 

التمويل والدعم

ما أن أعلن عن تشكيل حزب اللواء السوري حتى انهالت التهم عليه بتلقي دعم من دول بعضها عربية وأخرى غربية، وحتى اتجهت بعض التقارير لاتهام الحزب بالتعامل مع إسرائيل وتلقي الدعم منها، وهو ما اعتبره “مالك أبو الخير” تهمٌ جاهزة لدى أفرع النظام السوري الأمنية ومواليه على كل من يعارضهم.

وتحدثت بعض التقارير عن مراسلات أجراها قادة الحزب مع “قاعدة التنف” التابعة للتحالف الدولي، وتلقي دعم من القوات البريطانية ووعود من نظيرتها الأمريكية، بينما تشير أخرى إلى أن فرنسا ومنظمات أوروبية دعمت التشكيل، ووصل بالبعض أن أدعى بتلقي الحزب أموالاً قطرية.

وحول كل تلك التقارير يؤكد “مالك أبو الخير” بأنهم بصدد إعداد تقرير وشرح كامل لمصادر تمويل الحزب ونشره على العلن، موضحاً بذات الوقت إلى أن بيان تشكيل حزب اللواء السوري كان واضحاً بأنه جاء نتيجة اتصالات أبناء السويداء مع دول إقليمية وغربية.

ويقول: لا تمويل إسرائيلي وليس لدينا أي علاقات مع إسرائيل، وبما يخص إسرائيل فإننا نترك الأمر للقيادة السورية القادمة ما بعد الحل السياسي، ونحن كحزب نرجح خيار السلام الذي يضمن سيادة واستقرار سوريا، ونرى بأنه يكفينا حرب فنحن بحاجة لأن نعيد بناء سوريا القادمة بنظرة جديدة وأسلوب جديد يسمح لها بالنهوض بعيداً عن الحرب.

 

وبين الترحيب والتشكيك، أثار الإعلان عن الكيان الجديد ردود أفعال مختلفة من أهالي السويداء، فبالوقت الذي بدأت فيه ميليشيا الدفاع الوطني المحسوبة على إيران بمحاربة الحزب وجناحه العسكري وهدد النظام السوري بقصف مقراته بالبراميل المتفجرة، فقد اتجه آخرون إلى ضرورة إعطاء التشكيل فرصة لإثبات أهدافه وطرح مشروعه.

حزب اللواء السوري.. حزب سياسي يملك ذراعاً عسكرياً بمناطق النظام السوري فماهي أهدافه ومشروعه الجديد لسوريا
حزب اللواء السوري.. حزب سياسي يملك ذراعاً عسكرياً بمناطق النظام السوري فماهي أهدافه ومشروعه الجديد لسوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى