مستشار بالخارجية الروسية يكشف عن مساعي بوتين لإقناع بشار الأسد بالرحيل.. ومصير مناطق “قسد” وإدلب
اعتبر الدبلوماسي السابق والمستشار لدى الخارجية الروسية رامي الشاعر، أن تجديد بشار الأسد لولاية رئاسية جديدة هو تجديد استمرار النظام بكامله دون أي تغييرات جذرية.
مساعي روسية لإقناع بشار الأسد بالتنازل عن الحكم
وقال: “النظام في دمشق يعي تماماً أن أي تنازل ولو بسيط يعني نهايته ومحاسبته لما وصلت إليه الأوضاع في سوريا اليوم، وهو يتحمل المسؤولية الأولى، وكل العوامل الأخرى من تدخلات خارجية ومؤامرات على سوريا وعقوبات وحصار اقتصادي”.
وأوضح الشاعر أن “القيادة في دمشق تستمر إلى اليوم بإدخال مهام وعمل اللجنة الدستورية في النفق المظلم وهذا ليس تعنتاً من قبل النظام كما تعبر عنه المعارضة السورية، بل هدف مقصود وضعته القيادة في دمشق لدفن قرار مجلس الأمن 2254”.
وأضاف: “وهذه التوجهات من قبل دمشق ليست بمنزلة عثرة لزيادة الأمور تعقيداً، بل المقصود منها إفشال جهود موسكو وسعيها لتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، والسير في خريطة الطريق لتنفيذه حسب ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي عام 2018″، وفق ما نقله عنه تلفزيون سوريا.
بشار الأسد تلقى مساعدات كبيرة
الشاعر، ذكر أيضاً أن روسيا قدمت مطلع العام الحالي ملياراً ونصف مليار دولار للنظام السوري على شكل قرض من دون فوائد وغير محدد زمنياً استرجاعه.
وأشار إلى أن هناك تساؤلات في مجلس الدوما عند كثير من البرلمانيين الروس على أي أساس نقدم هذه المساعدات والقيادة في دمشق لا تتجاوب مع عملية الانتقال السياسي الذي تسعى إليها روسيا.
وقال: “هناك تضخيم كبير بخصوص التعاقدات الاقتصادية، بل أكثر من ذلك فإلى الآن ليس هناك قرار سياسي في روسيا لعقد مشاريع ضخمة مستقبلية قبل أن تستقر الأمور ويتم التوافق بين السوريين وتنتهي الأزمة، وما جرى إلى الآن هو بعض الاتفاقيات ومعظمها اتفاقيات نوايا مع شركات خاصة روسية، وبحسب علمي معظمها أيضًا مجمدة”.
ورأى الشاعر أنه من الصعب جداً حل مشكلة اللاجئين والمهجرين من دون أن يرافقها بداية عملية الانتقال السياسي وإنهاء العقوبات الاقتصادية على سوريا.
كما شدد على أن روسيا تسعى لإقناع النظام والدول الأخرى، بأن هذه العملية “يجب أن تبدأ وهي تأخذ طابعاً إنسانياً فلا يجوز بقاء ملايين السوريين خارج
بلدهم”.
اقرأ أيضاً : هل سيجلس بشار الأسد وأردوغان على طاولة بغداد بمؤتمر قادة دول الجوار.. مصدر عراقي يكشف التفاصيل
ماذا عن إدلب!؟
وحول الوضع في إدلب، قال الشاعر: “ليس هناك أي تصريحات روسية تشير لا عن بعيد أو قريب عن بقاء إدلب خارج السيادة السورية، بل عكس ذلك كل الاجتماعات سواء على مستوى مجموعة أستانا أو الثنائية بين روسيا وتركيا تؤكد دائماً على وحدة الأراضي السورية وسيادتها”.
وأضاف: “وهذا بالطبع ينطبق على شمال شرقي سوريا والقوى الكردية أيضاً تعي وتحترم وحدة الأراضي السورية. وأن وضعها مؤقت بهذا الشكل وعلى أنه أولاً وآخراً سيتم الاتفاق على كيفية تحقيق مطالبهم الخاصة بحرية حقهم بالحياة والتمتع بممارسة عاداتهم و تقاليدهم وثقافتهم ولغتهم في مناطقهم ضمن الأراضي السورية”، على حد تعبيره.
