أخبار العالم

عام على لقاء بايدن وبوتين.. العلاقات “صفر” ومعاهدة “نيو ستارت” الباب الوحيد لإنقاذها

أعلن الكرملين الروسي، اليوم الخميس، استبعاده عقد أي لقاء بين بايدن وبوتين في الوقت الراهن، وذلك في ذكرى مرور عام على لقاء الرئيسين الذي وصف بـ”التاريخي”، في جنيف، حين بحثا لأول مرة وجهاً لوجه قضايا مشتركة وخرجا باتفاقيات سرعان ما انهارت بعد الحرب الروسية في أوكرانيا، فيما تحدث الكرملين عن معاهدة نيو ستارت وضرورة النقاش حولها، في إشارة إلى إمكانية أن تكون باب العودة للعلاقات بين البلدين. 

 

 لقاء بايدن وبوتين مستبعد بهذه الظروف 

 

ونقلت وكالة نوفوستي الروسية، عن المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قوله: إن بالكاد من الممكن عقد قمة روسية أمريكية في المستقبل المنظور.

وأضاف بيسكوف: “من المستبعد أن يكون عقد قمة للزعماء ممكناً في الوقت الحالي. ومن غير المرجح أن يكون ذلك ممكناً في المستقبل المنظور. رغم أنه، من باب الإنصاف، يجب الاعتراف بأن الشؤون الدولية هي المجال الذي يبدأ فيه أحياناً اتباع النهج البرغماتي. وعندها تتغير النزعات بسرعة كبيرة”.

وتابع: “سنرى كيف ستتطور الأوضاع. لكن الآن وفي المستقبل المنظور المتاح لنا، من الصعب الحديث عن عقد هذه القمة”.

وربط بيسكوف الأمر بتطورات الأوضاع لا سيما أن روسيا وأمريكا تعيشان أسوأ مراحل العلاقات بينهما بعد الصراع الحاصل نتيجة الحرب في أوكرانيا.

أما عن الحرب في أوكرانيا فأكد المتحدث باسم الكرملين ألا حوار حالياً بين روسيا وأمريكا حول الأمر. 

 

العلاقات صفر والقمة فشلت 

 

وفي مثل هذا اليوم من العالم الماضي، التقى بايدن وبوتين في جنيف لأول مرّة، وبحثا ملفات هامّة، واستمرت الاجتماعات لأكثر من ساعة خلف الأبواب الموصدة، وانتظر العالم حينها قرارات رئيسي أقوى دولتين بالعالم. 

وحول ذلك أوضح بيسكوف، أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة عند نقطة الصفر، ولا يوجد حوار بين البلدين، معتبراً أنّ الحديث عن نتائج قمة زعماء البلدين في عام 2021 أمر غير مجدي. 

وانهارت العلاقات بعد غزو روسيا لأوكرانيا مقابل مواجهة غير مباشرة مع أمريكا التي دعمت الحكومة والجيش الأوكراني، وشرّعت عقوبات اقتصادية ضد روسيا مطالبة بإنهاء الحرب. 

 

معاهدة نيو ستارت

 

إلا أنّ المتحدث باسم الكرملين، ترك مجالاً للحديث بين روسيا وأمريكا، بحسب خبراء، حين تطرق إلى ضرورة التواصل من أجل تمديد معاهدة “نيو ستارت” لخفض الأسلحة النووية.

وقال: “هذا موضوع لا يمكن تجنبه. يجب على روسيا والولايات المتحدة أن تطرقا له، لأنه مهم ليس فقط لشعبي بلدينا، ولكن أيضاً للعالم بأسره ومن أجل الأمن العالمي”. 

وأوضح بأن على أمريكا وروسيا ترك الخلاف حول “عملية روسيا في أوكرانيا” وعدم جعلها سبباً لوقف النقاش بهذه القضية المهمة. 

وتنص معاهدة “نيو ستارت” على إبقاء ترسانتي روسيا والولايات المتحدة دون ما كانتا عليه إبان الحرب الباردة، بحيث لا يتجاوز عدد القاذفات النووية الاستراتيجية 700، وعدد الرؤوس النووية 1550.

ولا تزال الولايات المتحدة وروسيا تحتفظان مجتمعتين بأكثر من 90% من الأسلحة النووية في العالم، بحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام.

وأوضح المعهد في تقريره، أنه بعد انخفاض “هامشي” العام الماضي، فإن “من المتوقع أن تنمو الترسانات النووية خلال العقد المقبل”.

وأظهرت الأرقام التي كشفها المعهد، أن القوى النووية التسع “بريطانيا والصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان والولايات المتحدة وروسيا”، كان لديها 12705 رؤوس حربية نووية في أوائل 2022، أي 375 رأساً أقل مما كانت عليه أوائل 2021.

وبيّن أن العدد انخفض من أكثر من 70 ألفاً في عام 1986، إذ خفضت الولايات المتحدة وروسيا تدريجياً ترساناتهما الهائلتين اللتين تراكمتا خلال الحرب الباردة.

إلا أنّ تقارير جديدة تحدثت عن ارتفاع عدد الأسلحة النووية في العالم خلال عام 2022، ولا سيما بعد التهديدات باستخدامها، وخصوصاً خلال الحرب في أوكرانيا. 

 

ماذا جرى بعد قمة بايدن وبوتين 

 

خرج الرجلان من قمة جنيف باتفاقيات جزئية، أهمها الاتفاق على الاستقرار الاستراتيجي، والرقابة على الأسلحة الاستراتيجية والحد من مخاطر نشوب نزاع نووي. 

وأوضح بوتين، في ختام المحادثات، أنها تناولت طيفاً واسعاً من القضايا، وأسفرت عن الاتفاق على بدء العمل على العديد من الاتجاهات.

اقرأ أيضاً|| بوتين يكشف ما دار بينه وبين بايدن في قمة جنيف مشيراً إلى تفاهم بالمواقف الرئيسية 

واتفقت روسيا والولايات المتحدة على عودة سفيريهما إلى موسكو وواشنطن، وجرى التطرق إلى مصير الروس المعتقلين في السجون الأميركية، والأميركيين في روسيا، إضافة إلى استثمار منطقة القطب الشمالي ومشكلة عسكرتها، والهجمات الإلكترونية ومنعها، وحقوق الإنسان وملاحقة المعارضة في روسيا، وكذلك أيضاً “الخطوط الحمر” التي اعتبر بوتين أنّ وقت المحادثة لم يكن كافياً لمناقشتها التفصيلية. 

وتطرقت المحادثات أيضاً إلى الملف الأوكراني، إذ أكد بوتين حينها أنّ روسيا يقع على عاتقها التزام واحد فقط، وهو الوفاء باتفاقات مينسك للتسوية الأوكرانية.

إلا أنّ كل تلك الاتفاقيات بدأت تنهار رويداً وبشكل متسلسل مع الأحداث العالمية، حتى أطلقت عليها رصاصة الرحمة مع أول رصاصة روسية في أوكرانيا نهاية فبراير الفائت. 

وتوقف الحديث بين البلدين عن الأمن الاستراتيجي ومعاهدة نيو ستارت، ودخلا بما يشبه الحرب الباردة، رغم التأكيد من الكرملين والبيت الأبيض بعدم رغبتهما بخوض حرب باردة جديدة. 

تبادل اتهامات 

 

وبعد الحرب اندلعت الخلافات بين البلدين بالعديد من القضايا الجوهرية والملفات المترابطة، من أوكرانيا إلى المحيط الهادئ، وحتى دول أمريكا اللاتينية، والأوضاع الاقتصادية من خلال أمن الطاقة العالمي. 

وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، يعيش في “عالم خيالي” بعد اتهامه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالتسبب في التضخم. 

وقالت زاخاروفا، خلال مقابلة على قناة “360” الروسية، على هامش منتدى سانت بطرسبرج الاقتصادي الدولي: “إذا استمعنا إلى ما يقوله البيت الأبيض، بايدن يربط اسم بوتين بالأسعار الأمريكية، ضريبة بوتين، بنزين بوتين، تضخم بوتين، نعم، إنهم يعيشون في عالم خيالي”.

وسبق لبايدن أن اتهم بوتين بأنه “مجرم حرب” وشدد على أنه ارتكب “فظائع” في أوكرانيا، واتهم القوات الروسية بارتكاب “إبادة جماعية” خلال الحرب. 

وبعد أن غيّرت الحرب الروسية في أوكرانيا كل مجريات الأحداث بين البلدين، بدأ كل جانب بناء تحالفات إقليمية ودولية منها عسكرية وأخرى اقتصادية في محاولة لما وصف بأنه بناء “نظام عالمي جديد”.

لقاء بايدن وبوتين
لقاء بايدن وبوتين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى