مقال رأيسلايد رئيسي

في ليلة زفافٍ غير شرعية.. تلد طالبان ثلاثة أجيال ستغير وجه أفغانستان للأبد

في ليلة زفاف غير شرعية .. تلد طالبان ثلاثة أجيال ستغير وجه أفغانستان للأبد

بقلم الصحفي السوري: أحمد أبو الوليد 

يبدو أن الخامس عشر من أغسطس من العام 2021 سيُسجل كيومٍ تاريخي بالنسبة للحركات الإسلامية المتشددة فهو يوم عودة بريق المكان الأول لظهورهم ألا وهو أفغانستان، فبعد كرٍ وفر تمكنت حركة طالبان من أطباق الحصار على العاصمة الأفغانية كابول مع سيطرتها على كافة أرجاء البلاد في إعلانٍ رسمي لعودة طالبان للحكم بعد سنواتٍ من الشتات ذلك كله مع صمتٍ دولي عن التقدم الكبير للحركة الذي أجبر الرئيس الأفغاني على تقديم استقالته وظهر حشدٌ من الهاربين من العاصمة خوفاً من دخول الحركة إليها، أما الصورة الأبرز فكانت تُظهر بدء السكان بطلاء الصور على المحلات باللون الأبيض أو الأسود فيما يمكن تسميته بالتجهيزات الرسمية لاستقبال الحركة في كابول.

طالبان
طلاء الجدران بالأبيض والأسود

وبين كل تلك الأحداث يبقى السؤال الأكبر ما الذي تغير داخل دولة طالبان؟ تعيش الحركة اليوم في فلك ثلاثة أجيال حقيقية تتشعب داخلها الجيل الأول المتمثل بما تبقى من المؤسسين للحركة في تسعينيات القرن الماضي والذين شهدوا الانكسار الأكبر خلال الغزو الأمريكي للبلاد والذين يمكن وصفهم بالأكثر تطرفاً وتشدداً في المشهد والباحثين عن الثأر في ذات الوقت أما الجيل الثاني فهو جيل قتال الشوارع الذي انضم للحركة بعد ضرب حصونها من الأمريكان وتراجع قوتها بشكلٍ كبير والذين بدورهم عاشوا الأمرين في الجبال والمناطق الريفية حتى وصلوا لمراكز المدن بعد قتالٍ مرير وهم ما يمكن وصفهم بالجيل الحديث الذي غيّر من مناورات القتال لدى الحركة ومنحها قوة سريعة بعد سنوات قليلة من الانكسار وأتى ظهورهم الرسمي في العام 2009 والذي نفذ خلاله أعنف العمليات ضد القوات الأجنبية والأفغانية ما أدى لعودتها إلى الأرض بشكلٍ منسق أما الجيل الثالث فهو الجيل الشاب الذي ظهر مع بدايات العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين والذي وضع على عاتقه سريعاً الدخول في المفاوضات مع الولايات المتحدة وحتى الحكومة الأفغانية وجعل منه وجهاً إعلامياً ناعماً للحركة يُصرح هنا وهناك ويعطي الصبغة السياسية اللازمة للحركة.

تنوعٌ في الأجيال غيّر من تفكير الحركة منذ ظهورها فحتى اليوم فنجد الحركة الآن أكثر ديناميكية مع العالم ففي الشق السياسي تطورت الحركة كثيراً وتخلت عن الكثير من شعاراتها السابقة.

لتضع لها موطئ قدمٍ في المجتمع الدولي وتضيف لها الشرعية الحقيقية والاعتراف الدولي فنرى اليوم أول التصريحات الظاهرة للعالم بعد وصولهم لكابول بأنهم سيحافظون على حقوق المرأة بشكلٍ كامل وأنهم سيحترمون حقوق الإنسان بشكلٍ كلي وهو الإعلان الذي يضعه المجتمع الدولي شماعة للاعتراف بالحكومات والدول كل تلك التغيرات تُثبت للعالم بأن طالبان اليوم ليست ذاتها طالبان الأمس وأن تمكنها اليوم ليس مجرد عملية سيطرة لعصابات شوارع تقتل وتضرب هنا وهناك.

بل هو مخططٌ مركز للاستحواذ على الدولة بكل مفاصلها إن كان سياسياً أو عسكرياً أو حتى اجتماعياً فيما سيبقى الجدل دائراً حول إعلانها الإمارة الإسلامية مرةً أخرى وبين كل تلك التوقعات يبقى الواقع متغيراً فبينما تدخل طالبان لأبواب العاصمة اليوم تتحرك أجهزة الاستخبارات العالمية لترسم شكلاً جديداً للعلاقة مع الحركة وتضع كل الاحتمالات على الطاولة.

ويبقى الخطر الأكبر بأن نسبةً ليست بالقليلة من الحركة لا تزال تتبنى الفكر المتشدد والمتطرف والتي بدورها سترسم خطاً جديداً للإرهاب العالمي وترسم معه سيناريو جديد من حدود الدم والقتل والاجرام قد يُعيد المنطقة لشلالات دمٍ جديدة لن تتوقف تلك المرة بسهولة.

وبين تطبيق شريعة طالبان والجيل الجديد للحركة تبقى الاحتمالات مفتوحة أمام عودة مقر جديد لكل الحركات الإسلامية في العالم.

مقال الرأي 1
في ليلة زفاف غير شرعية .. تلد طالبان ثلاثة أجيال ستغير وجه أفغانستان للأبد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى