أخبار العالمسلايد رئيسي

صحف أمريكية تنشر تفاصيل مثيرة عن الهجوم الانتحاري في مطار كابل وتقترح ما ينبغي فعله تجاه طالبان

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تفاصيل مثيرة عن الهجوم الانتحاري الذي أودى بحياة عشرات الأشخاص، بمن فيهم 13 عنصراً من القوات الأمريكية، في محيط مطار كابل.

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن “تقديرات إجمالي القتلى والجرحى تفاوتت، حيث قال مسؤولو الصحة إن ما يصل إلى 170 شخصاً قتلوا، فيما أفاد مسؤولون أمريكيون بأن الانتحاري انتظر حتى آخر لحظة ممكنة وفجر نفسه”.

تفاصيل الهجوم الانتحاري في مطار كابل

بحسب الصحيفة، “تجمهر حشد للوصول إلى مطار حامد كرزاي الدولي عند بوابة آبي، وهو مدخل رئيسي يحرسه مشاة البحرية الأمريكية وأفراد الخدمة الآخرين، في حين أن القوات الأمريكية تسلمت في اليوم السابق معلومات تفيد باحتمال استهداف المكان، إذ أن وزارة الخارجية حذرت من تهديد “موثوق به” على ثلاث بوابات في مطار كابل .

ونقلت عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن “أمن مطار كابل أغلق بوابتين من مطار كابل،، لكنه قرر ترك بوابة “آبي” مفتوحة، لافتين إلى أنه في وقت سابق من يومها، قام قادة ومقاتلو حركة “طالبان” الذين يقومون بدوريات على نقاط التفتيش على طول طريق مطار كابل، بصد الحشود المتصاعدة مرتين، لكنهم عادوا مرة أخرى”.

وكشفت الصحيفة أنه “عند الساعة 5:48 مساء، سار الانتحاري، الذي كان يرتدي سترة ناسفة تزن 25 رطلاً تحت الملابس إلى مجموعة من الأمريكيين الذين كانوا يفتشون الناس على أمل دخول المجمع”، مشيرة إلى أن “المسؤولين أكدوا أنه انتظر حتى قبل أن يتم تفتيشه من قبل القوات الأمريكية، ثم فجر القنبلة التي كانت كبيرة بشكل غير معتاد بالنسبة للحزام الناسف”.

مواضيع ذات صلة: إثر التهديدات الأمنية.. فرنسا وبريطانيا تُقدمان مشروع قانون يُنفّذ في مطار كابل

 

وقال مسؤولو البنتاغون إنهم ما زالوا يجمعون سلسلة الأحداث التي وقعت في بوابة “آبيي” يوم الخميس الماضي، وستكون هناك مراجعات لاحقة وقصص مصورة مع قوائم مفصلة لما أدى إلى تلك اللحظة، وستكون هناك أسئلة “لماذا تم تجميع العديد من أعضاء الخدمة بالقرب من بعضهم البعض؟ كيف تهرب الانتحاري من نقاط تفتيش طالبان؟ هل سمح له أحد بالمرور”.

كابول مثل بيروت 1983

وفي السياق، اعتبر كاتب في صحيفة واشنطن بوست، مارك ثيسن، أن ما حدث في أفغانستان أسوأ بكثير مما جرى في سايغون عام 1975، وأشبه بتكرار لبيروت 1983.

ففي 23 أكتوبر/تشرين الأول 1983، فجر إرهابيون شاحنة مفخخة في ثكنة المارينز الأمريكيين في بيروت، مما أدى إلى مقتل 241 جندياً أمريكياً كانوا يشاركون في عملية لحفظ السلام.

وبعد ثلاثة أشهر، عندما أخفق في الإنتقام، سحب الرئيس رونالد ريغان كل القوات الأمريكية من بيروت. وكان لقرار ريغان الهروب، عواقب كارثية. وحاول أسامة بن لادن تقليد ما جرى في ثكنة المارينز في بيروت، من طريق تفجيره السفارتين في كينيا وتنزانيا، ومن ثم تجاوزها عبر هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001.

وبعد سنوات، ذكّر بن لادن “بهزيمة القوات الأمريكية في بيروت” كدليل على أن الولايات المتحدة ضعيفة، وأن تنظيم القاعدة إذا ما ضرب بقوة كافية، فإنه قادر على إرغامها على التراجع والإنسحاب.

كما أنه أعلن لاحقاً، أن الولايات المتحدة فعلت الشيء نفسه في الصومال، “حيث خلفت وراءها الخيبة والهزيمة”. وأضاف أن الولايات المتحدة “لم تحقق شيئاً. فقد انسحبت بأسرع مما اعتقد الناس”. والولايات المتحدة ستنسحب أخيراً من أفغانستان بطريقة مشابهة.

خطوات يجب اتخاذها

وعوضاً عن الإجلاء السريع، يرى الكاتب “أننا بحاجة إلى إظهار قوتنا على نحوٍ فوري”، محدداً سلسلة خطوات يجب اتخاذها وهي:

أولاً، يجب أن نبلغ طالبان بأن الولايات المتحدة تحملها المسؤولية عن هذا الهجوم. فهي أقامت حواجز حول المطار وتتحكم بمن يدخل ومن لا يدخل. وقد منعت الأمريكيين والأفغان من الوصول إلى المطار، وعلى رغم ذلك تمكن مفجر إنتحاري من التسلل بينما فجر آخر نفسه أمام فندق قريب.

وسواء كان وصول الإنتحاري إلى المطار مقصوداً أو نتيجة إخفاق أمني، يجب أن نفهم طالبان بأنها أخفقت في الوفاء بالتزاماتها تأمين المطار وتالياً تتحمل المسؤولية عن مقتل أكثر من 12جندياً أمريكياً.

ثانياً، يجب إبلاغ طالبان أنه بسبب إخفاقها في منع هذا الهجوم، فإنها أخرت الإجلاء وتالياً لن نرحل بحلول 31 أغسطس (آب) ولن نعيّن موعداً آخر إعتباطياً للإنسحاب. سنغادر فقط عندما يكون كل أمريكي وكل حليف أفغاني، قد أجلي وليس قبل ذلك. وسنبقى طالما تطلب ذلك من وقت لتنفيذ مهمتنا. يجب أن نجعل واضحاً أن ذلك ليس طلباً، وأن لا شأن لهم في هذا.

ثالثاً، يجب أن نبلغ طالبان أنه بسبب إخفاقها في ضمان طوق أمني حول المطار، فإننا نحن سنقوم بهذه المهمة. وعلينا استعادة قاعدة باغرام الجوية بحيث يكون لدينا مطار آخر نستخدمه في الإجلاء. ويجب أن ننفذ مهمات في أنحاء البلاد لإنقاذ الأمريكيين والحلفاء الأفغان العالقين. وأي تدخل في هذه العمليات ستترتب عليه عواقب وخيمة.

وأخيراً، يجب أن نقدم للعدالة أولئك الذين هاجموا القوات الأمريكية. وفي خطاب بعد ظهر الخميس، حذر بايدن الإرهابيين قائلاً، “سنلاحقكم ونجعلكم تدفعون الثمن”. ولكن ذلك سيكون صعباً إذا ما سحبنا كل قواتنا من أفغانستان الثلاثاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى