الشأن السوريسلايد رئيسي

من درعا للقصر الجمهوري.. تعرّف على خطاط خطابات بشار الأسد ومحرّك ملف الجنوب السوري

سلّط موقع “نبأ” المعني بمتابعة أحداث الجنوب السوري، اليوم الأربعاء، الضوء على أحد رجالات الظل في النظام السوري، المقرّب من بشار الأسد، والذي يدير ملف الجنوب السوري.

من درعا إلى القصر الجمهوري

وفي التفاصيل، تطرّق موقع “نبأ” إلى الأسباب التي ساهمت في اكتساب “الحميدي” هذه المكانة الخاصّة وبدايات مسيرته العسكرية التي تعود إلى عقودٍ خلت.

ووفقاً للموقع المذكور، فإنّه ” في خمسينيات القرن الماضي و على إثر خلافاتٍ مالية بين عائلة الحميدي و ما كان يعرف آنذاك بالبيك ( يوسف أبو رومية) في قرية دير العدس شمال درعا، انتقلت تلك العائلة لتقطن منطقة ركن الدين في العاصمة دمشق حيث تطوّع الأخوة الثلاثة محمد و عبد الرحمن و أحمد الحميدي بعد عدّة سنواتٍ من انتقالهم في الجيش السوري آنذاك، و تحديداً في القوات الجوية”.

وتابع الموقع أنّه “في حرب عام ثلاثةٍ و سبعين شارك محمد الحميدي في تلك الحرب كقائدٍ لأحد أسراب الطيران حيث أصيبت طائرته بأحد الصواريخ الإسرائيلية و نجا من تلك الحادثة بأعجوبة، ليمنحه حافظ الأسد حينها وسام الشرف و الاستحقاق من الدرجة الأولى و يرفع رتبته إلى مقدم، و أصبح مقرباً من القصر الجمهوري”.

وأضاف أنّ “كل من أخوته أحمد و عبد الرحمن، حصلوا على ترفيعات أخرى في قيادة الجيش ليصبح عبد الرحمن برتبة عميد ركن قائداً لقسم الاستطلاع في مطار المزة العسكري في حين أصبح محمد الحميدي أحد مستشاري المكتب الخاص لبشار الأسد بعد استلامه الحكم عام 2000، فيما بقي أحمد الأخ الثالث ضابطاً في جهاز الشرطة حتى وفاته قبل عدّة أعوام”.

يخط خطابات بشار الأسد

ولفت الموقع إلى أنّ مسيرة “الحميدي الأب”، أكملها “حميدي الابن”، وهو مازن الحميدي، ويعمل طبيباً باختصاص (أنف، إذن، حنجرة)، إذ أصبح مقرباً من القصر الجمهوري في منتصف العقد الأول من القرن الحالي بسبب علاقات والده، وفيما بعد حلّ محل والده في المكتب الخاص لبشار الأسد كمستشارٍ سياسي وكاتب لخطاباته والتي كان آخرها كلمته التي ألقاها أمام مجلس الوزراء الجديد منتصف شهر آب/ أغسطس الفائت، والتي عرض من خلالها الأسد (اللامركزية الإدارية) كحلٍّ للمعضلة السورية.

وبحسب المعلومات فإنّ، مازن الحميدي، يسكن حاليّاً في منزلٍ بالقرب من ساحة شمدين في حي ركن الدين الدمشقي برفقة زوجته وأولاده، ولديه عيادته الخاصة في شارع الحمرا بالعاصمة دمشق والتي تعتبر مركزاً لاجتماعاته مع عددٍ من قيادات النظام سواء العسكرية أو الأمنيّة.

ونظراً لقربه من رئيس النظام السوري، فإنّ ذلك فرض طبيعة عملٍ وتنقلاتٍ “سرّية” وهو محاط بمرافقةٍ خاصة من مجموعاتٍ (CTU) أو ما تعرفُ بوحدة مكافحة الإرهاب التي يديرها اللواء، علي مملوك، وتمولها وتدربها روسيا، ويشرف الحميدي بشكلٍ مباشر على رسم السياسة الأمنيّة لمكتب الأمن الوطني والذي يترأسه مملوك أيضاً.

عرّاب مبادرة “السلام” في الجنوب السوري

في بداية عام 2015 وبدعم من الجنرال الروسي ألكسندر زورين مبعوث وزارة الدفاع الروسية إلى مجموعة العمل الدولية، أطلق الحميدي مبادرة “سلام الجنوب” والتي نتج عنها في وقتٍ لاحقٍ “لجان المصالحات” في كل من درعا والقنيطرة، بهدف إيجاد طريقةٍ جديدة للتواصل ما بين النظام السوري والروس من جهة وقيادات المعارضة في الجنوب.

وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة لموقع “نبأ” أن أولى إنجازات تلك المبادرة تجسدت عام 2016 حين عقد أول اتفاق تهدئة سري بين فصيل ” مجاهدي حوران” في مدينة إنخل شمال غربي درعا من جهة و بين قوات النظام بإشراف مازن الحميدي من جهةٍ أخرى.

والذي قضى بتسليم فصيل المعارضة أسلحةً ثقيلة فيما بالمقابل أن يتوقف قوات النظام عن استهداف المدينة و إخراج عدد من المعتقلين، و فتح معبر لإدخال المواد الغذائية و المحروقات إلى مدينة إنخل.

لم يتوقف نشاط الحميدي ضمن تلك المبادرة عند هذا الحد فقد عقد اتفاقات سرية مشابهة في مدن وبلدات الحارة وابطع وداعل وغيرها، معتمداً في ذلك على أذرع مبادرته من لجان المصالحات هناك.

مواضيع ذات صِلة : اتفاق درعا البلد يدخل حيّز التنفيذ برعاية روسية وضغظ أمريكي ومنافس للأسد يؤيد العملية العسكرية

ولعب الحميدي دوراً كبيراً في الاتفاق الذي عقد منتصف عام 2018 بين فصائل المعارضة وقوات النظام برعاية روسية وذلك عن طريق “كنانة حويجة” والتي تعد أحد أذرعه في ملف التسويات والمصالحات والذي أفضى لسيطرة قوات النظام على جنوب سوريا آنذاك.

شاهد أيضاً : شخصيات وأماكن لعبت دوراً حساساً في التاريخ القديم

من درعا للقصر الجمهوري.. تعرّف على خطاط خطابات بشار الأسد ومحرّك ملف الجنوب السوري
من درعا للقصر الجمهوري.. تعرّف على خطاط خطابات بشار الأسد ومحرّك ملف الجنوب السوري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى