علوم وتكنلوجيا

دراسة حديثة تكشف هشاشة تكنولوجيا المعلومات وإمكانية انهيارها في تاريخ محدد

 

قالت صحيفة “لوتون” السويسرية، أمس الأحد، في تقرير لها، إن تكنولوجيا المعلومات ستتعرض إلى خلل كبير بعد عدة سنوات قد يفقد على إثره مستخدميها المعلومات التي قاموا بتخزينها.

 

خلل في تكنولوجيا المعلومات

ولفتت إلى أنه أثار خلل حدث في عام 2000 دون أن يؤدي إلى كارثة كانت متوقعة قلق علماء تكنولوجيا المعلومات، مع ذلك، من المرجح أن تظهر أوجه قصور جديدة بسبب طريقة تخزين أنظمة التشغيل الحالية للوقت.

وقال دينيس ديلبيك، في التقرير إنه: “لا شك أن الجميع سيكونون نيامًا عند الساعة  03:14:07 من يوم 19 يناير/كانون الثاني من عام 2038”.

وتابع: “لكن تجاوز هذا التاريخ والوقت يمكن أن يؤدي إلى حدوث أعطال في الحاسوب، وسيكون ذلك بسبب صعوبة تمثيل الوقت بشكل صحيح في ذاكرة الحواسيب والملفات، أو نتيجة الاستهتار الذي ساد منذ فترة طويلة في مجال الحوسبة، والذي كانت “مشكلة عام 2000″ الشهيرة شاهدة عليه”.

اقرأ أيضاً:

أستراليا في تجاذبات مع غوغل وموقع “الفيس بوك” يُلغي صداقتها

مشكلة برمجة

 

ونقلت الصحيفة عن، جيرارد بيري، المهندس عالم الحاسوب الفرنسي الأستاذ الفخري في مؤسسة كوليج دو فرانس، قوله: “لم يكن ذلك خللاً بل مشكلة في البرمجة، حيث لم يتوقع أحد أن البرامج ستستمر لعقود”.

وذكرت الصحيفة أن مدخلات السنة في برامج الحواسيب كانت تتكون من رقمين بدلاً من 4 أرقام للتقليل من مساحة الذاكرة المستخدمة، ولكن في مطلع يناير/كانون الثاني من عام 2000، وبما أن أجهزة الحاسوب كانت غير مبرمجة على إظهار السنة كاملة، عادت خانة السنة إلى الصفر -من عام 99 إلى 00- وهو خلل عرّض العالم لخطر كارثة اقتصادية لم يسبق لها مثيل.

وقد تطلب تصحيح هذه المشكلة استثمارات بشرية ومالية هائلة، فقد أنفقت الولايات المتحدة حوالي 100 مليار دولار لمنع وتخطي مشكلة عام 2000.

اقرأ أيضاً:

تخلص من ارتفاع حرارة الهاتف عبر خطوات بسيطة

تحديد تاريخ انهيار تكنولوجيا المعلومات

يمكن أن تحدث مشكلة مماثلة بعد 38 عاماً في تكنولوجيا المعلومات، ولكن على نطاق ضيق، وسوف يتعلق الأمر مرة أخرى بكيفية تخزين أنظمة التشغيل والبرامج للوقت.

وأشارت الصحيفة إلى أن الترميز أكثر دقة مما كان عليه في القرن الماضي، ولكن ذلك لا ينفي إمكانية حدوث مشكلة من هذا النوع، حيث يتم تمثيل الوقت بعدد الثواني المنقضية منذ تاريخ محدد وهو الأول من يناير/كانون الثاني 1970 عند الساعة 00:00:00 بالتوقيت العالمي.

ولتكون الأرقام العشرية دقيقة، يتم استخدام أرقام كاملة، حجمها محدود، غالبا ما تم ترميزها على 32 بتا (Bit)، والتي تبدو أكثر من كافية. ويمثل أول رمز من 32 علامة ناقص للتواريخ قبل هذا التاريخ، وعلامة زائد للتواريخ التي تكون بعده، بينما تحدد الرموز 31 المتبقية الثواني.

وأوضحت الصحيفة أن المشكلة تكمن أنه في هذا التاريخ لن يكفي ترميز 32 بتا، لاستيعاب عدد الثواني الكلي، وبهذا يمكن أن يشهد العالم رجوع عقارب الساعة للوراء وتحديدا لتاريخ 1901.

ولفتت الصحيفة إلى أنه لتجنب هذه المعضلة، يكفي ترميز التاريخ على 64 بتا، وهو معيار مكونات الحاسوب في الوقت الحالي، ليتم تأجيل تاريخ انتهاء صلاحية الساعة إلى الوراء بأكثر من 292 مليار سنة، أي حوالي 20 ضعفا لعمر الكون.

وطرحت الصحيفة من خلال تقريرها مثالاً لتبسيط المسألة، وهو تخيل أن هناك عداد ثوان يحتوي على 32 وحدة، كل وحدة يتم فيها تخزين ثانية -ماعدا الوحدة الأولى التي يتم تخزين إشارة زائد أو ناقص- وتم تصفير العداد في عام 1970 ومنذ ذلك التاريخ يقوم العداد بالتزايد بشكل تلقائي لحساب الثواني، ولكن في عام 2038 سيصل العداد لذروته ولن تستطيع وحداته استيعاب المزيد من الثواني، وهو بحاجة لزيادة هذه الوحدات ليستمر بالعمل وإلا سوف يقوم تلقائياً بتصفير العداد حتى يتمكن من العمل من جديد وبهذا سيعود العداد لعام 1901.

وقد تم تصحيح هذا الخطأ في أنظمة التشغيل الأكثر شيوعًا، مثل “يونكس” (Unix) و”لينكس” (Lunix) و”ويندوز” (Windows) و”ماك أو إس” (Mac OS)، حيث تم استخدام ترميز 64، ولكن في بعض البرامج، مثل قواعد بيانات “ماي إس كيو إل” (Mysql)، ظل التاريخ مشفرًا على 32 بتا.

اقرأ أيضاً:

بالفيديو|| شابان وفتاة يوثقون لحظة وفاتهم ببث مباشر عبر الفيس بوك ..بحادث سير

وينطبق الأمر ذاته على الإصدارات القديمة من أنظمة التشغيل، والعديد من أجهزة الحاسوب المدمجة في جميع أنواع الأنظمة التي يصعب تحديثها.

هذا يعني أنها ليست في مأمن من المشاكل، كما حدث مع نظام إدارة أزرار الاتصال في غرف العديد من المستشفيات السويسرية التي تعطلت في 1 يناير/كانون الثاني 2019، مما كتم أصوات جميع الأجراس.

وأكد بيري أن إدارة الوقت أصبحت أكثر تعقيدًا مع المعالجات الدقيقة الحديثة، حيث كان من السهل قبل 20 أو 30 عامًا التنبؤ بالوقت الذي سيستغرقه تنفيذ البرنامج. أما اليوم وفي ظل القيام بالعديد من التعديلات التي تحدث بشكل مستقل داخل الرقائق فيعد إنجاز هذا الأمر عسيراً وعظيماً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى