الشأن السوري

تهميش يفاقم معاناة الأهالي في الحسكة وسط تقاعس 3 جهات تتقاسم السيطرة على المدينة

تشهد مدينة الحسكة وريفها أزمات معيشية خانقة يعاني منها الأهالي، في ظل تقاعس حكومة النظام السوري والإدارة الذاتية التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، في توفير الخدمات للمحافظة التي يزداد وضعها سوءاً يوماً بعد يوم.

تهميش يفاقم معاناة الأهالي في الحسكة وسط تقاعس 3 جهات تتقاسم السيطرة على المدينة

ويشير مراسل “ستيب الإخبارية” في المنطقة، إلى أن مدن الحسكة والقامشلي تعيشان أزمات على صعيد انقطاع المياه والكهرباء بشكل شبه مستمر، إضافة لغلاء أسعار المواد الغذائية منها اللحوم التي تُصدر إلى كردستان العراق، كما هو الحال أيضاً في طوابير الأفران والمحروقات، وارتفاع أسعار الدواجن في الآونة الأخيرة.

إضراب في مخابز الحسكة

وقال مراسلنا، إن بعض المخابز في الحسكة أضربت عن العمل وتوقف بعض منها عن الخدمة في الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية والنظام السوري، نتيجة قلة المخصصات من المحروقات، ما دفع بعض المخابز للأضراب عن العمل مؤخراً.

وفي السياق، تمتد طوابير طويلة أمام مؤسسة نوروز الاستهلاكية التابعة للإدارة الذاتية من نساء ورجال المدينة وريفها للحصول على بضعة كيلوغرامات من مادة السكر المدعوم في ظل غلائها في الأسواق المحلية مما يدفع الأهالي الانتظار لساعات طويلة للحصول على السعر المدعوم.

كذلك، عاود بعض أصحاب المداجن ومحال الفروج بمدينتي القامشلي والحسكة للإضراب والتوقف عن العمل نتيجة غلاء الأعلاف الذي أدى إلى غلاء لحوم الدجاج على الأهالي الذين بدورهم توقفوا عن الشراء مما ألحق أضراراً مادية بأصحاب محال البيع والدواجن على حد سواء.

مواضيع ذات صلة: حراقات نفط بدائية في الحسكة تُسمم الأجواء وتُجبر أهالي القرى على النزوح

بدائل عن التاكسي

وقد لوحظ استخدام الدراجات النارية في مدينة الحسكة بديلاً على التكسي وتشغيلها في الأجرة من قبل الأهالي نتيجة رخص ثمن ركوبها مقارنة بالسيارات من أجل التنقل وذلك في ظل ارتفاع أجور المواصلات مؤخراً بحدود 25 بالمئة.

وتضم مدينة الحسكة وريفها أعداد كبيرة من النازحين الذين خرجوا من قراهم وبلداتهم التي سيطرت عليها فصائل من المعارضة المدعومة تركياً خلال عملية نبع السلام، وبعض النازحين الذين هجروا منازلهم الواقعة على خطوط التماس بين قوات “قسد” وما يسمى بـ “الجيش الوطني”.

تردي الوضع الخدمي

إلى ذلك، تفتقد منطقة الجزيرة السورية لمعظم الخدمات الأساسية التي تتوفر بمناطق أخرى خاضعة لسيطرة قوات “قسد” ومن أهمها المياه والكهرباء والخدمات الفنية في ريفها منذ العام المنصرم دون وجود حلول تذكر.

حيث يعاني الأهالي بشكل عام من انقطاع الكهرباء لفترات تتراوح بين 15 إلى 18 ساعة يومياً في المدينة وريفها بالإضافة إلى الأعطال المستمرة في شبكة التوتر العالي التي تغذي مدن الحسكة والقامشلي وما بينهما.

وقد ازدادت معاناة الأهالي من انقطاع الكهرباء لتشمل الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات النظام داخل المدينة إلى جانب الأحياء الخاضعة لسيطرة قوات قسد خلال الأيام القليلة الماضية مما فاقم أزمة الأهالي والأعمال في المدينة وريفها.

وفي سياق منفصل بدأت أزمة الطرقات المتآكلة في أرياف المدينة بشكل عام والجنوبي بشكل خاص بفرض نفسها على الأهالي وسائقي السيارات والشاحنات التجارية الذين بدأوا بالمطالبة بتعبيدها منذ مطلع العام الجاري ولم تلقى مطالبهم آذان صاغية.

شاهد أيضاً: نزوح الأهالي بالتزامن مع التصعيد العسكري بين قوات قسد و قوات المعارضة السورية في ريف الحسكة 

ويشهد ريف الحسكة والطرقات الرئيسية فيه إهمال وتهميش، بعدم القيام بأعمال الصيانة والتعبيد منذ ثلاثة سنوات متواصلة والتي يقع عاتقها على قوات قسد والإدارة الذاتية التابعة لها نتيجة سيطرتهم المطلقة على المنطقة والطرق المؤدية لها.

حلول إسعافية محتملة!

وأعلنت الإدارة الذاتية ومجلس مقاطعة الحسكة التابعة لقوات قسد عن الانتهاء من مشروع إيصال مياه الفرات إلى مدينة الحسكة وريفها من خلال استدراجها من ريف دير الزور نحو الحسكة نهاية الشهر المنصرم.

ويهدف المشروع إلى الاستغناء الكامل عن محطة ضخ مياه الشرب “علوك” الخاضعة لسيطرة الجيش الوطني التي تستخدم أداة ضغط على قوات قسد من قبل فصائل الجيش الوطني المدعوم من تركيا منذ السيطرة عليها.

وانتهت الإدارة الذاتية من المشروع وأعلنت عن وصول المياه إلى محطة العزيزية التي تغذي خزانات المدينة نهاية الشهر المنصرم على وسائل الاعلام، ولم تصل المياه إلى الان نحو المنازل وأحياء مدينة الحسكة رغم وصولها إلى المحطات كما أعلنت الإدارة الذاتية ومجلس المدينة التابعات لقوات قسد.

أقرأ أيضاً: قرية النساء الخالية من الرجال في سوريا بريف الحسكة (فيديو وصور)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى