حورات خاصة

لماذا تصعد ميليشيا الحوثي ضد السعودية.. وهل غيّرت موازين القوى لصالحها في مأرب!؟

في تصعيدٍ يُعتبر الأشد خلال الأشهر الأخيرة، تواصل ميليشيا الحوثي شنَّ هجماتها المتكررة ضد المنشآت الهامة في السعودية والمدن السكنية، في وقتٍ لا تزال الحرب الدائرة في اليمن مستمرة بشكلٍّ متصاعد، خصوصاً في مأرب شرق العاصمة صنعاء.

يذهب مراقبون للأوضاع إلى أن المحادثات المباشرة بين السعودية وإيران وإذابة الجليد بينهما، تبشر بخفض التصعيد في الشرق الأوسط، في حين يرى آخرون أن الهجمات الحوثية على مواقع هامّة بالمملكة تشير إلى عكس ذلك.

وأمام التصعيد في اليمن وعودة الهجمات المكثّفة من ميليشيا تدعمها طهران على المملكة ووصول رئيسٍ جديد إلى السلطة فيها، تطرح تساؤلاتٍ عدّة، ولعلّ أهمها: ما هي دوافع ورسائل التصعيد الجديد في مأرب وما تداعياته على آفاق الحل السياسي وما دلالات عودة تصعيد الحوثيين ضد الرياض ومصير الحوارات بين إيران والسعودية؟

للوقوف على كلّ هذه الأسئلة، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” كلّ من الخبير العسكري اليمني العميد الركن ثابت حسين، والخبير العسكري والاستراتيجي السعودي العميد الركن حسن الشهري.

ميليشيا الحوثي
لماذا تصعد ميليشيا الحوثي ضد السعودية.. وهل غيّرت موازين القوى لصالحها في مأرب!؟

 

ما دوافع تصعيد ميليشيا الحوثي في مأرب!؟

يقول العميد الركن ثابت حسين: “كان دافع الحوثيين ومازال للسيطرة على ما تبقى من محافظة مأرب، سياسياً واقتصادياً قبل أن يكون عسكرياً”.

ويضيف: “السيطرة على كل مأرب تعني إكمال السيطرة على كل جغرافية اليمن الشمالية (ما قبل الوحدة) والسيطرة على الموقع الأخير لسلطة الشرعية في الشمال وبما يمثله و يحتويه من ثروات نفطية و غازية و ترسانة عسكرية. من هنا يمكن ضمنياً قراءة رسائل إصرار الحوثيين في استكمال السيطرة على مأرب”.

الخبير العسكري اليمني، يتابع: “لا بدَّ من التأكيد على أن المعارك ضد الحوثيين، كانت ومنذ سنوات متوقفة أو شبه متوقفة شمالاً وبقيت مشتعلة على الحدود بين الشمال والجنوب وبين الشمال والسعودية، وبالتالي فإن استكمال سيطرة الحوثيين على ما تبقى من مأرب تعني بالضرورة انتهاء الحرب في الشمال و التوجه للاحتشاد باتجاه الجنوب، وقد تنضم إلى هذا الاحتشاد قوى شمالية كانت طوال سنوات الحرب السبع تدعي أنها تقاوم الحوثيين”.

وفيما يتعلق بتكثيف ميليشيا الحوثي لهجماتها ضد مواقع سعودية، أوضح الخبير العسكري أن “تصعيد الحوثيين لهجماتهم بالصواريخ والمسيرات على السعودية ليس جديداً، بل هو استمرار لسياسة ابتزاز السعودية وتهديد المصالح الاقتصادية الحيوية الإقليمية والدولية”.

شروط السعودية لقبول مبادرة الحوثي

وحول شروط المملكة لقبول مبادرة الحوثي وقف القتال في مأرب، يقول حسين: “مع الأسف الشديد يمكن القول إنه بسبب ضعف وفشل سلطة الشرعية، فإن الحوثيين هم الذين يضعون شروطهم لأي مبادرة سياسية للحل أكانت هذه المبادرة سعودية أم عمانية أم دولية”.

ويزيد: “الحوثيون يشترطون وقف هجمات طيران التحالف وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة دون قيود أو شروط، في مقابل شروط السعودية لضمان أمن حدودها وإشراف التحالف والأمم المتحدة على إدارتي مطار صنعاء وميناء الحديدة”.

هل تشهد مأرب انشقاقات قبلية!؟

أفادت تقارير إخبارية يمنية أن مأرب تشهد انشقاقات قبلية، وردّاً على هذا الموضوع أكد العميد الركن ثابت حسين، قائلاً: “بكل تأكيد من أهم العوامل التي لعب عليها الحوثيون في حربهم في مأرب وفي الشمال كله العوامل القبلية والمذهبية و السلالية، بحيث تمكنوا من تغيير موازين القوى لصالحهم وأصبح الناس هناك في الغالب حوثيين أو متحوثين”.

أين تكمن نقاط الضعف لدى ميليشيا الحوثي!؟

الخبير العسكري اليمني، يرى أن نقاط ضعف الحوثيين، تكمن في المواجهات القائمة مع الرياض في اختلال موازين القوة الشاملة وخاصةً الاقتصادية والسياسية والعسكرية والدبلوماسية لصالح الرياض.

ويتابع: “أما دور طهران في توتير الأجواء مع الرياض من خلال الحوثيين فيمكن القول إنه دور رئيسي وأساسي، بل يمكن القول إن الحوثيين يشكلون الأداة الفاعلة والذراع الأقوى لطهران في جنوب شبه الجزيرة العربية وما يشكلونه من تهديد لأمن واستقرار الرياض خاصةً والمنطقة عامةً؛ ولذلك فإن السعودية معنية بدعم القوى المناهضة بجدية للحوثيين وخاصةً الجنوب الذي يقوده المجلس الانتقالي الجنوبي؛ وفي ذلك ضمانة مؤكدة لأمن السعودية وكل دول المنطقة”.

وفي ختام حديثه، قال الخبير العسكري اليمني، إن المستفيد الأول من استمرار الحرب في اليمن التي دخلت عامها السابع “هم داخلياً الحوثيون والإخوان وتجار وسماسرة الحروب والفاسدين والمسترزقين، أما خارجياً فالمستفيد الأكبر إيران وتركيا وحلفائهما التي تعمل جاهدةً على زعزعة الأمن والاستقرار وزرع الفوضى ودعم الإرهاب وتوظيف الملف اليمني لصالحهما في الصراع الإقليمي والدولي”.

أسباب استهداف ميليشيا الحوثي مواقع سعودية

يقول الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي، العميد الركن حسن الشهري: “ما يحدث في المنطقة من تحولات متسارعة، ومنها استهداف السعودية هو سبب وليس نتيجة، فرضته القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة ممثلةً في قيادتها الحالية، بدايةً برفع الميلشيات الحوثية التابعة لإيران من قائمة الإرهاب وما سبق ذلك من منع قوات الشرعية اليمنية من تحرير محافظة الحديدة وتبادل الأدوار بين واشنطن و لندن و مندوبها قريفتث، صاحب مؤامرة اتفاقية استوكهولم تحت شعار الحل السلمي، والغرض إبقاء مينائي الحديدة والصليف لمدّ الميلشيات الحوثية بالأسلحة النوعية كالصواريخ البالستية والطائرات المسيّرة وغيرها”.

ويضيف: “وتعليق تصدير السلاح الدفاعي و الهجومي من أمريكا للسعودية وسحب أخرى من المملكة والمنطقة وسلوك بايدن غير المنضبط تجاه القيادة السعودية وتليين مواقفها مع طهران في مفاوضات فينا وصولاً للتنازلات وتدخل الاستخبارات الأمريكية في القضاء الأمريكي وآخرها الانسحاب المهين من أفغانستان.

كل ما ذكرته، أعطى دولة الإرهاب إيران مساحةً واسعة في زيادة أعمالها لزعزعة الاستقرار في المنطقة والعالم مع أدوار أخرى تقوم بها دول إقليمية كتركيا ودول وظيفية كقطر”.

الشهري يزيد: “ثم ما قام به التحالف من إلحاق ضرر بالغ بقيادات حوثية إما بالقتل أو بالأسر، رغم هشاشة دور الشرعية اليمنية، الرياض تنتصر بفضل الله وتمد يدها للسلام والأخرى للدفاع”.

ويرى العميد الركن حسن الشهري، أن الميليشيات الحوثية “الإرهابية” ليس لها رسائل، قائلاً: “فهي تابعة و تحكمها طهران من خلال حاكم صنعاء حسن ايرو، والسعودية تقيم وزناً للقانون الدولي والإنساني وقواعد الاشتباك ولو كانت من استهدفت إحدى المدن الأمريكية أو وادي السلكون، لتخلت واشنطن عن كل القواعد والقيم”.

شروط السعودية لقبول مبادرة ميليشيا الحوثي

وفيما يتعلق بشروط المملكة لقبول مبادرة الحوثي وقف القتال في مأرب، قال الخبير العسكري والاستراتيجي السعودي: “ليس للسعودية شروط خاصة، فهي ضمن مجتمع دولي أقر مرتكزات السلام في اليمن لاستعادة الشرعية وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الدولي 2216، مدعومة باتفاقية الرياض لتوحيد جهود الشرعية والمبادرة السعودية للسلام”.

ويواصل حديثه: “ولكن صمت المجتمع الدولي على إيران، أظهر أنه يريد استمرار الأزمات وإحداث بؤر توتر أخرى في المنطقة”.

انقسامات داخل ميليشيا الحوثي

وحول نقاط الضعف لدى ميليشيا الحوثي، أوضح الشهري أن “نقطة ضعف الميليشيات الإرهابية الحوثية هي ارتفاع وتيرة الانقسامات داخلها وفهم الديموغرافيا اليمنية في المحافظات التي لازالت تحت احتلالها أنه غرر بها ولذا ستتأكل من الداخل و سينتصر الشعب اليمني على العملاء والخونة”.

ويرى الخبير العسكري أن المستفيد مما يحدث في اليمن والعراق وسوريا ولبنان “إسرائيل وإيران وتركيا واليسار الأمريكي واليمين الأوروبي”.

ويضيف: “نحن ننظر إلى كمال النهاية وليس بنقص البدايات، والسعودية بعون الله عصية على كل المؤامرات ولا أحد يستطيع أن يلوي يدها وهي تتكيف مع ظروف البيئة الدولية والإقليمية وتلين بعض المواقف وتواجه عند الضرورة، وإن واجهت أثرت في البيئة الإقليمية والدولية و أحدثت فارقاً لصالحها”.

وختم العميد الركن حسن الشهري، حديثه لستيب، قائلاً: “على الواهمين أن يتوقفوا عن الاستمرار في اختبار السعودية”.

حاورتهما: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى