“خادشة للحياء”.. استياء وغضب في المغرب بسبب أغلفة بسكويت وحملة لمقاطعتها
شهد الشارع المغربي، خلال اليومين الماضيين، انقساماً حاداً في الآراء بسبب أغلفة جديدة أصدرتها شركة بسكويت لمنتجاتها، حيث يرى معترضون أن العبارات المكتوبة على الأغلفة “خادشة للحياء”، ولا تناسب الأخلاق العامة للمجتمع في المغرب.
– أغلفة بسكويت تسبب جدلاً في المغرب
وفي التفاصيل، تفاجأ زبائن شركة “ميرندينا” التابعة لشركة “بيمو” بأغلفة جديدة لبسكويتها تحمل عبارات باللهجة المغربية الدارجة مثل “كنبغيك” وتعني “أحبك”، و “توحشتك” وتعني “أشتقت إليك”.
انا قلت ممكن اكلت ميراندينا 🙂 pic.twitter.com/NeVkmR6y12
— Adil Semmar (@adiloss) February 11, 2022
وفور طرح البسكويت في الأسواق، تداول مغردون صور للأغلفة الجديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، ودشنّوا هاشتاغاً تحت اسم “مقاطعة ميرندينا” لإجبار الشركة على التخلي عن الأغلفة الجديدة.
حيث رأى مغردون أن ما أقدمت عليه الشركة عبارة عن “مخدر”، ودعوا إلى حماية “الأطفال والمراهقين” من تأثيراته.
نوحدو هاد الهشتاغ على هاد المخدر وتلاعب بالأطفال والمراهقين…#مقاطعة_ميراندينا pic.twitter.com/hEuvl2pYA0
— ( الحـريزي حميد) Al-Harizi hamid (@elharizihamid) February 8, 2022
وشاركت مغردة صورة من مول، أظهرت تجميع البسكويت في كرتونة وكتابة عبارة عليها “ليست للبيع”.
حتى ميراندينا غادي تشوف معنا ساعات في الجحيم ابتداء من مول الحانوت ومن الحب ما قتل. واحبو تصحو قالك كلمات خادشة يارب انك غفور رحيم . pic.twitter.com/wMOvf0nw3M
— samar Bahja (@samarsamarsama) February 9, 2022
اقرأ أيضاً : بالفيديو|| لقطات خادشة للحياء ضمن عرض لفيلم “زنقة كونتاكت” المغربي يثير الجدل ويشعل مواقع التواصل
– مرض اجتماعي
ومن جهة أخرى، انتقد مغردون ونشطاء هذه الحملة واعتبروا أن تربية الأبناء على الحب أفضل من العنف، وقال مغرد: “وبلاصت مايكبرو ولادنا بالعنف وتحرميات والعقد النفسية والعاطفية، حسن ليهم يكبرو بشي حاجة زوينة تخليهم يعبرو على حبهم بسهولة كأسلوب حياة يومي فحياتهم بدون عقد.
كنتمنى هاد المبادرة لي دارت ميراندينا ماتبقاش حدها 14 فبراير تبقى ديما لصلحة ولادنا وضد فهاد العاهات”.
وبلاصت مايكبرو ولادنا بالعنف وتحرميات والعقد النفسية والعاطفية، حسن ليهم يكبرو بشي حاجة زوينة تخليهم يعبرو على حبهم بسهولة كأسلوب حياة يومي فحياتهم بدون عقد.
كنتمنى هاد المبادرة لي دارت ميراندينا ماتبقاش حدها 14 فبراير تبقى ديما لصلحة ولادنا وضد فهاد العاهات.— ▄▀ ⴰⵟⵍⴰⵚ ⴰⵎⵚⵎⵓⴷ ▀▄ (@El_Kojer) February 9, 2022
وقال الناشط الحقوقي الأمازيغي المعروف، أحمد عصيد، تعليقاً على الحملة: “إن الزوبعة المقامة بسبب عبارات الحب في منتوج تجاري تدل على مرض اجتماعي وعلى تخلف الوعي الإنساني والجمالي للفئات المؤطرة في نزعة لا نقول محافظة، بل منافقة، وهي نزعة تقوم بالتنفير من كل ما هو جميل على أنه (رذيلة)”.
ونقل موقع “الحرة” عن الإعلامي المغربي، عزيز كوكاس، قوله: “إن النقاش الدائر حالياً في وسائل التواصل الاجتماعي بسبب أغلفة الشركة لا يجب أن ينظر إليه بالبعد القيمي، أي بأحكام قيمة، ولكن يجب قراءته ضمن التحولات الاقتصادية للدعاية التجارية في البلاد”.
وأضافت نقلاً عن كوكاس: “أن هذا الجدل كيفما كان موقفنا الأخلاقي منه يعكس (يقظة اجتماعية) لجيل جديد يريد أن يحافظ على قيمه ويعتبر هذا المنتوج موجهاً للأطفال الصغار”، بحسب تعبيره.
والجدير ذكره أن الشركة المنتجة لم تصدر حتى اللحظة أي بيان رسمي تعليقاً على الجدل الذي تسببت فيه أغلفتها الجديدة.
