حورات خاصة

عودة العلاقات المصرية التركية هل ستطيح بالإخوان المسلمين!؟ 5 ملفات تقف عائقاً أمام التطبيع

على الرغم من التصريحات الرسمية المبشرة مؤخراً بعودة العلاقات المصرية التركية، فإن إعادة ترسيم العلاقات من جديد بين البلدين لا تخلو من عقبات في مسارات متفرقة، لا سيّما بعد تعثر الجولة الأولى في مايو/أيار الفائت.

قالت الخارجية المصرية، في وقتٍ سابق من الشهر الجاري، في بيان إنَّ الوفدين المصري والتركي تناولا قضايا ثنائية فضلاً عن عدد من المواضيع الإقليمية، مثل ليبيا وسوريا والعراق وفلسطين وشرق المتوسط، مؤكدةً على رفضها الانتهاكات التركية في الدول الثلاث الأولى.

ومع ربط رئيس الوزراء المصري إمكانية استئناف العلاقات خلال العام الجاري بحلّ ما وصفها بالقضايا العالقة مع تركيا. تُطرح تساؤلات عدّة، ولعلّ أهمها: ما سبب الهدوء بين الجانبين بعد أيّام من الاتصالات الهاتفية المكثّفة واللقاءات وكيف يمكن للبلدين الخروج من معضلة “المرتزقة والقوات الأجنبية”، وتداعيات التقارب المصري التركي في ليبيا على غاز شرق المتوسط وأبرز الرسائل التي يحملها تخلي الرئيس التركي عن شعار رابعة والقرارات التركية بمنع صحفيين تابعين للإخوان بالعمل مؤخراً.

للوقوف على كلّ هذه الأسئلة حاورت وكالة “ستيب الإخبارية”، الباحث في العلاقات الدولية والخبير في الشؤون العربية والأفريقية، الدكتور حامد فارس.

العلاقات المصرية التركية
عودة العلاقات المصرية التركية هل تطيح بالإخوان المسلمين!؟ 5 ملفات تقف عائقاً أمام التطبيع

العلاقات المصرية التركية

يقول الباحث في العلاقات الدولية: “أعتقد أنه خلال هذه المرحلة، لا يزال علينا تقييم مخرجات الجولة الثانية من المحادثات، وخصوصاً سياق العلاقات الثنائية، وعدد من الإجراءات التي اتخذتها تركيا، وتحتاج إلى نوع من المعالجة. وعندما نشعر بالرضا تجاه حل هذه الأمور، سيفتح الباب لتحقيق المزيد من التقدم”.

ويضيف: “والجولة التي عُقدت في تركيا مؤخراً، الجولة الثانية من المباحثات الاستكشافية، هي محاولة جديدة لإعادة العلاقات إلى طبيعتها من الجانب التركي، بعد ثماني سنوات من القطيعة. وهذه الزيارة جاءت بناءً على دعوة من وزارة الخارجية التركية”.

ويتابع فارس: “هذه الدعوة لها دلالة واضحة، وهي الرغبة التركية الشديدة في عودة علاقاتها مع الدولة المصرية، التي ظهرت أكثر قوةً وتماسكاً في كافة القضايا العربية والإقليمية. وكان لها دور ريادي في العمل على حلّ كافة القضايا”.

ويزيد: “الوضع الصعب الذي تعيشه تركيا وخلافاتها على كافة المستويات والصعد مع دول الجوار، قبرص واليونان والاتحاد الأوروبي وأمريكا، بالإضافة إلى وضعها الاقتصادي المتأزم، عوامل قوية تضغط عليها للسعي نحو التقارب مع مصر”.

الخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور حامد فارس، وهو مستشار سابق بجامعة الدول العربية، يؤكد أن مصر تسعى من خلال علاقاتها مع الدول العربية والإقليمية “إلى حلّ معظم النزاعات في المنطقة، منها الوضع الفلسطيني، بالإضافة إلى الاتفاق الرباعي لتمرير الطاقة إلى لبنان، الذي تعصف به أزمة اقتصادية. بالإضافة إلى عدة جوانب، وهذا ما يدفع تركيا المعزولة للتقرب من مصر”.

تقدّم بطيء في العلاقات المصرية التركية

المحلل المصري، يقول: “سير العلاقات يجري ببطء، بسبب عدم تنفيذ تركيا أي من الشروط المصرية”، مضيفاً “نجد أنه لتنفيذ هذا التقارب، لا بدّ أن تكون هناك أفعال على الأرض، وليست أقوالاً مرسلة. لذلك، وعلى الرغم من عقد الجلسة الاستكشافية الثانية، إلا أننا نلاحظ أن هناك تباطؤاً في وتيرة تحسن العلاقات المصرية التركية، لعدم وجود تفاهمات قاطعة حول قضايا إقليمية ودولية”.

وحول أبرز العقبات بين الجانبين، يوضح فارس أن “من أهم القضايا الخلافية، سحب تركيا لقواتها من ليبيا وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية (سوريا والعراق وليبيا)، والتعاون في ملف غاز شرق المتوسط، وعدم التعدّي على المياه الإقليمية، والالتزام بمبدأ حسن الجوار. فيما طلبت تركيا التنسيق فيما يخص غاز شرق المتوسط وترسيم الحدود البحرية بينهم”.

تركيا تضغط على الإخوان المسلمين للتقرب من مصر

وفيما يتعلق بمنع تركيا الإخوان المسلمين الموجودين فيها من مهاجمة مصر عبر قنواتهم، يقول الخبير في الشؤون الأفريقية: “هذه الخطوة إيجابية وأثنى عليها وزير الخارجية المصري سامح شكري”.

ويواصل حديثه: “منعت تركيا في وقتٍ سابق من العام الحالي ومنذ أيام قليلة، الإعلاميين المصريين التابعين للإخوان المسلمين الموجودين لديها، من مهاجمة مصر عبر قنواتهم التي تبثّ من تركيا، الداعم الأساسي للإخوان، ومن هؤلاء الإخوان ممن تلطخت أيديهم بقتل الأبرياء، وتطالب مصر تركيا بتسليمهم”.

المحلل المصري، يقول أيضاً: “بشكل عام، حتى هذه اللحظة، لم تغيّر تركيا سلوكها العدواني الذي يزعزع أمن واستقرار المنطقة تجاه القضايا الخلافية مع مصر، مثل إرسال المرتزقة الأجانب إلى ليبيا واحتلال الشمال السوري، والتعدّي على سيادة العراق، وعلى مستوى الخلافات الثنائية، نجد أن ملف الإخوان المسلمين وتسليم من صدرت ضدهم أحكام قضائية لمصر، هو الأبرز”.

لا تنازل عن ملف المرتزقة في ليبيا كشرط لعودة العلاقات المصرية التركية

وفيما يتعلق بوجود المرتزقة السوريين في ليبيا، يؤكد فارس أن “مصر لن تتنازل عن سحب تركيا للميليشيات والقوات الأجنبية الموجودة في الغرب الليبي، نظراً لأن تواجدهم يمثل تهديداً صريحاً للأمن القومي المصري، الذي لديه حدود مشتركة مع الجانب الليبي تتعدى 1200 كيلو متر، ويمثل وجودهم تهديداً لدول جوار ليبيا، مصر وتونس والجزائر والمنطقة العربية بأكملها، خاصةً وأن الحكومة الليبية الجديدة، طالبت تركيا بضرورة خروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا، لا سيّما أن ليبيا مقبلة على انتخابات رئاسية في 24 ديسمبر/كانون الأول القادم، وهذه العناصر تمثل تهديداً صريحاً لإتمام الانتخابات في موعدها المحدد”.

ويضيف: “تطالب مصر بشكل مستمر تركيا بسحب مرتزقتها السوريين من ليبيا، إذ تعتبر أن المرتزقة أكبر تهديد لأمنها القومي، وكانت قد وضعت خلال الجولة الأولى من المباحثات مع تركيا في مايو/أيار الماضي، سحب المرتزقة كشرط أساسي لتطبيع العلاقات، إلا أن الجولة فشلت بسبب تعنّت تركيا واستمرارها البقاء في ليبيا”.

تخلي أردوغان عن شعار رابعة

وتعليقاً على تخلي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن شعار رابعة الذي كان يطلقه في جميع مؤتمراته، قال الخبير في الشؤون الأفريقية أن تخلي أردوغان عن الشعار يعطي أكثر من رسالة، منها “أن أردوغان ليس لديه حليف دائم ويمثل أيضاً صفعة قوية للإخوان ونهاية معنوية للرمز الذي استولى عليه الإخوان لتسويق رواياتهم المزعومة وجعلهم يعيشون حالة من الرعب داخل حاضنتهم تركيا، خاصةً المدانيين منهم على خلفية قضايا إرهابية”.

ويتابع: “وبالتالي كل هذه الخطوات تأتي في سبيل سعي تركي شديد لتحسين علاقاتها مع مصر حتى ولو على حساب أقوى حلفائها وهي جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها الهاربين؛ وبذلك يكون أردوغان قد باع التنظيم الإخواني مرتين الأولى حين طلب ود مصر على تمام اليقين بأن التقارب لن يكون إلا عبر التخلي عن الإخوان والثانية رمزيًا حين تخلى عن شعارهم”.

حاورته: سامية لاوند

العلاقات المصرية التركية
عودة العلاقات المصرية التركية هل ستطيح بالإخوان المسلمين!؟ 5 ملفات تقف عائقاً أمام التطبيع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى