حورات خاصة

الانتخابات العراقية في ظلّ هيمنة السلاح هل تغير واقع البلاد وما الأحزاب الأوفر حظاً بالفوز

رغم أهمية الانتخابات العراقية لمستقبل البلاد إلا أن المحللين لا يتوقعون حصول تغيير كبير بالمشهد السياسي، ويرون بأن القوى التقليدية ستبقى مسيطرة على المشهد مع حصول تغييرات تكتيكية في مواقع هذه القوى وتغيير بعض الوجوه السياسية وصعود شخصيات جديدة.

ويذهب مراقبون إلى أن الانتخابات ستصب بمصلحة الأحزاب السياسية المشاركة والسطوة العشائرية، لأن الدستور العراقي لم يحدد نسبة مشاركة محددة لتكون الانتخابات مقبولة، أي أنه حتى لو شارك عدد قليل من الناخبين فإن الانتخابات تعدّ قانونية.

وتجري الانتخابات على مرحلتين؛ الأولى الاقتراع الخاص الذي بدأ اليوم الجمعة وهو مخصص للقوات الأمنية أما الثانية فهي الاقتراع العام، وسينطلق الأحد المقبل، ويشمل جميع المواطنين المؤهلين قانونياً للاشتراك فيها.

الصعوبات التي يواجهها العراقيون في اختيار ممثليهم في الانتخابات وتأثير شراء الأصوات على العملية الانتخابية، ومدى إمكانية وصول المستقلين إلى قبة البرلمان والأحزاب ذات الحظوظ الأكبر في الحصول على أكبر عدد من المقاعد. أسئلة كثيرة يجيب عنها الخبير في الشؤون الكردية والعراقية كفاح محمود والمرشح المستقل الدكتور صالح العلوي والناقد والمحلل السياسي الدكتور سيف السعدي.

الانتخابات العراقية
الانتخابات العراقية في ظلّ هيمنة السلاح هل تغير واقع البلاد وما الأحزاب الأوفر حظاً بالفوز

الانتخابات العراقية والأحزاب الأوفر حظاً في الفوز

يقول كفاح محمود، المستشار الإعلامي للزعيم الكردي مسعود بارزاني، تعليقاً على الحزب الكردي الأوفر حظاً في الفوز بالانتخابات العراقية: “يعرف الجميع أن الديمقراطي من أعرق الأحزاب العراقية والكردستانية، ومن أوائل الأحزاب التي رفعت شعار الديمقراطية كحل لكل مشاكل العراق، وله الفضل في تحقيق الكثير من مكتسبات الشعب الكردي منذ اتفاقية آذار 1970 وحتى إعلان الفيدرالية في 1992 وصولاً إلى الاستفتاء في 2017، وبذلك حاز على مساحة واسعة لا ينافسه عليها أي حزب في الانتخابات منذ انتخابات 1992، وحتى الأخيرة التي سيحقق فيها تقدماً مهماً”.

ويضيف الخبير بالشؤون الكردية والعراقية: “عراقياً، الكتلة الصدرية وتحالف فتح يتقدمون معظم الكتل الأخرى”.

وفيما يتعلق بشراء الأصوات ومحاولات التزوير وتأثيره على العملية الانتخابية، يؤكد محمود أنه “ليس هناك انتخابات نظيفة بالمطلق حتى في الديمقراطيات العريقة، فما بالك في بلاد تحبو في ديمقراطيتها؟”.

ويتابع: “بالتأكيد ستكون هناك أيضاً عمليات تزوير وفرض إرادات خاصةً وأن الميليشيات تهيمن بسلاحها و أيديولوجيتها التي تستغل فيها العامة من الجمهور البسيط مع استخدام وسائل الترغيب والترهيب، ورغم وجود فعاليات دولية مهمة للمراقبة، لكنها (أي الانتخابات) لن تخلو من عمليات تزوير وفرض مرشحين محددين!”.

المرشحون المستقلون في الانتخابات العراقية

من جهته، يقول المرشح المستقل الدكتور صالح العلوي، تعليقاً على الانتخابات وأبرز المعوقات أمام المستقلين: “رغم العزوف الكبير عن التصويت في الانتخابات، ولكن الميل نحو المستقلين بات واضحاً”، مضيفاً “ولذا لدي أمل في الفوز”.

ويوضح العلوي أن المعوقات تكمن في الفوارق الكبيرة في الدعاية الانتخابية، مضيفاً: “المنافسون أكثرهم مازالوا نواباً أو وزراء ولديهم أموال سياسية كبيرة يغرّون بها الفقراء والمحتاجين، ويعقدون الصفقات مع جهات ومنظمات ورؤساء عشائر لكسب الأصوات”.

ويتابع: “المعوق الآخر، هو أن هناك كتل سياسية لديها جمهور حزبي معبأ ويصوّت لمرشح الكتلة على طريقة (نفذ ثم ناقش)، أما المستقلون فليس لديهم جمهور ثابت”.

العراقيون يواجهون صعوبة في الثقة بالانتخابات

وفيما يتعلق بالصعوبات التي يواجهها العراقيون أمام اختيار ممثليهم في الانتخابات، يقول المرشح المستقل: “الصعوبات التي تواجه العراقيين هي حالة اليأس والقطيعة وعدم الثقة بكل العملية السياسية؛ وكذلك الخوف من الأحزاب ذات الأجنحة العسكرية التي تعرقل حرية الاختيار وتلوح بالتهديد والوعيد لكل من لا ينتخب مرشحيها، فضلاً عن فقر الحال والسكن بالعشوائيات وخيم التهجير وفقدان الأمن وعدم ثقتهم بالكثير من المرشحين وقد ظهر ذلك جلياً اليوم في الانتخاب الخاص”.

إلى ذلك، يرى المحلل السياسي سيف السعدي، أن من أبرز المعوقات التي يواجهها العراقيون في اختيار ممثليهم “النفوذ السياسي وممارسة الضغوط المختلفة ويمكن أن تصل التهديد والوعيد، فضلاً عن السلاح المنفلت خارج إطار الدولة”.

الانتخابات العراقية بين سطوة الأحزاب والعشائر

السعدي، يؤكد أن الانتخابات العراقية وعلى مدى أربع دورات، شهدت تفاوتاً ونسبة وتناسب ما بين السطوة العشائرية والحزبية، قائلاً: “في بعض المحافظات تتغلب العشائرية على الحزب كونها ذات طابع عشائري وفي محافظات أخرى يكون للحزب أكثر، ولكن في المجمل حتى في المناطق العشائرية هناك تأثير حزبي كبير عليها”.

وفيما يتعلق بنظام المحاصصة والتوافقية وتأثيره على الانتخابات، يوضح المحلل السياسي أن “نظام المحاصصة أصبح عرفاً متعارف عليه منذ العام 2003 ولغاية يومنا هذا، رئاسة الوزراء للشيعة والبرلمان للسنة والجمهورية للكرد، أما عن التوافقية أيضاً لها طابع طائفي في العراق”.

شراء الأصوات وتأثيره على الانتخابات العراقية

ويرى الدكتور سيف السعدي، وهو أيضاً ناقد، أن شراء الأصوات له تأثير كبير على نزاهة الانتخابات وبأن هذا الشيء موجود حتى في الدول المتقدمة، ولكن العراق حالة استثنائية لأن المال السياسي والنفوذ له دور في صعود المرشح وليست الكفاءة.

ويواصل حديثه: “وفيما يتعلق بالتزوير، فلم ينقطع عن أي عملية انتخابية تجري في العالم، وهي محاولة من أجل الطعن بنتائج الانتخابات بعد إعلانها، ولكن في ظل المعطيات يمكن أن تحصل خروقات ولكن أقل بكثير من الانتخابات التي جرت سابقاً”.

البطاقة البايومترية وأهميتها

السعدي، وتعليقاً على استخدام العراق البطاقة البايومترية، ذكر أن البطاقة نظام إلكتروني حديث أكثر تطوراً من البطاقة الإلكترونية، وقد عملت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات على إصلاح الثغرات ومنع حالات التزوير التي جرت في السابق، وهي جيل متقدم إلكترونياً.

وختم المحلل السياسي سيف السعدي حديثه، قائلاً: “أتوقع أن تذهب رئاسة الوزراء لكتلة سائرون الكتلة الصدرية، ويمكن إعادة ترشيح محمد الحلبوسي لرئاسة البرلمان العراقي”.

حاورتهم: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى