شاهد بالفيديومنوع

هل شاهدت من قبل عرش “بلقيس” ملكة سبأ في اليمن؟

انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم الجمعة، مقطعاً مصوراً، يُظهر أثاراً من مملكة سبأ، الوارد اسمها في الكتاب المقدس والقرآن الكريم.

هل شاهدت من قبل عرش "بلقيس" ملكة سبأ في اليمن؟

ويظهر في الفيديو، ما قيل إنه عرش الملكة بلقيس حاكمة المملكة، وصالة اجتماعات حكومتها، أيضاً معبد الشمس الذي اشتهرت فيه المملكة قديماً.

خطر يحيط بمملكة سبأ

ووثّق مصور الفيديو ألواحاً كُتب عليها باللغة السبأية، واللافت أن هذه الألواح القيّمة لم تكن محفوظة في متاحف أثرية أو ما شابه، بل بقيت في مكانها، حيث تتعرض لعوامل الطبيعة والغمر في الرمال، وهو ما يهدد باندثارها.

ومملكة سبأ هي مملكة عربية تعود في زمانها إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد، على الأقل، وكانت أقوى الاتحادات القبلية في اليمن القديم.

استطاعت المملكة، بحسب المؤرخون، تكوين نظام سياسي وصف بالفيدرالية، حيث ضمت مملكة حضرموت ومملكة قتبان ومملكة معين، وكل القبائل التابعة لهذه الممالك، وأسسوا عدداً من المستعمرات قرب فلسطين والعراق كما تُشير نصوص آشورية، وبعض الوارد في العهد القديم يعطي لمحة عن وجود سبئي قديم في تلك المناطق.

من هي بلقيس.. ملكة سبأ؟

وتعتبر ملكة سبأ شخصية محيرة للباحثين التاريخيين، رغم أن الديانات التوحيدية الثلاث، اليهودية والمسيحية والإسلام، تناولت قصتها، وبالإضافة لذلك لعبت الملكة دوراً مهماً في تاريخ وهوية الشعب الإثيوبي، وكذلك في الثقافة اليمنية.

وفي تقريره الذي نشرته مجلة “أنشينت أوريجينز” البريطانية، قال الباحث والكاتب المختص بدراسات الآثار وو مينغرين إنه في حين أن معظم الناس يعتبرون ملكة سبأ شخصية دينية، فإن الإثيوبيين يرونها كوالدة للشعب الإثيوبي، ويعتقدون أن أصول سلالة سليمان، التي حكمت إثيوبيا حتى عزل آخر حكامها هيلا سيلاسي الأول في عام 1974- تعود لملكة سبأ.

وأضاف الكاتب أن ملكة سبأ وردت في التوراة والقرآن الكريم بصفتها فقط دون اسمها، ومع ذلك أعطيت أسماء مختلفة، فعلى سبيل المثال، تشير المصادر العربية إلى ملكة سبأ باسم “بلقيس”، في حين يشير مصدر مسيحي إليها باسم “نيكولا”، أما الإثيوبيون فيشيرون إلى ملكة سبأ باسم “مكيدا”.

العهد القديم

ذكرت قصة ملكة سبأ في التوراة في سفر الملوك الأول الإصحاح العاشر، وسفر أخبار الأيام الثاني الإصحاح التاسع، وفي كل هذه الروايات، زارت ملكة سبأ سليمان في القدس لأنها “سمعت بخبر سليمان لمجد الرب”، وأرادت أن “تمتحنه”.

في القرآن الكريم

وأورد الكاتب أن قصة ملكة سبأ ذكرت في القرآن الكريم أيضاً وفي سورة النمل، تبدأ قصة ملكة سبأ بطائر الهدهد الذي أخبر سليمان عن أرض سبأ، والذي أخبره أن هذه الأرض تحكمها امرأة “إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم”. 

وبالإضافة إلى ذلك، وجد الهدهد أن الملكة ورعاياها كانوا “يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون”. وعند سماع هذه الأخبار، أمر سليمان الهدهد بتسليم رسالة إلى ملكة سبأ، دعاها فيها إلى الإيمان بالله.

وعلى الرغم من أن الملكة كانت على دراية بالقوة العسكرية لمملكتها، فإنها اختارت أن تتبع منهجاً أكثر دبلوماسية، وقالت، “إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون”. 

ورفض سليمان الهدايا التي أرسلتها ملكة سبأ إلى القدس قائلا، “أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون”، وهدد باتخاذ إجراءات عسكرية قائلًا، “ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون”.

لذلك، قررت ملكة سبأ السفر للقدس، وقبل وصولها جمع سليمان الجن وأمر أحدهم بأن يأتي بعرش الملكة إلى قصره ليعرف ما إذا كانت سبأ قادرة على التعرف إليه. بعد ذلك، دعيت ملكة سبأ إلى الصرح، واعتقدت أن الأرض الزجاجية مبللة بالماء، فرفعت ثوبها حتى لا تتبلل ملابسها. أخيراً، اعترفت ملكة سبأ بذنبها وأسلمت لله.

شاهد أيضاً: مملكة سبأ وعرش بلقيس| قصة اختفاء أعظم حضارة في التاريخ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى