شاهد بالفيديوسلايد رئيسي

انقلاب في السودان واقتياد رئيس الحكومة لجهة مجهولة وأحداث ساخنة متسارعة بالبلاد (فيديو)

بتحرك عسكري جديد وسط أزمة متصاعدة، استفاق العالم اليوم الإثنين، على انقلاب في السودان، وسط مشاهد لانتشار العسكر بالمواقع العامة وإغلاق الطرقات واعتقالات لزعماء السلطة المدنية.

انقلاب في السودان

وتناقلت حسابات إخبارية على مواقع التواصل الاجتماعي عدد من الصور لمحاصرة منزل رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك ووضعه قيد الإقامة الجبرية.

ونقلت وكالة رويترز عن مصادر من أسرة المستشار الإعلامي لرئيس الحكومة الانتقالية في السودان، في وقت مبكر الاثنين، أن قوات من الجيش اقتحمت منزل المستشار وقامت باعتقاله، في حين دعا تجمع المهنيين السودانيين للخروج إلى المظاهرات بعد ورود أنباء عن اعتقالات بحق مسؤولين في الحكومة الانتقالية.

وتحدثت مصادر عسكرية سودانية عن اعتقال أربعة وزراء في الحكومة الانتقالية، بالإضافة إلى مدني من المجلس الانتقالي، وأفادت أنباء عن اعتقالات طالت مسؤولين في 3 أحزاب، ألا وهي حزب المؤتمر السوداني، التجمع الاتحادي، وحزب البعث العربي.

وانتشرت قوات عسكرية في العاصمة الخرطوم، كما تم فصل المناطق الرئيسية في الخرطوم عن بعضها البعض. بالتزامن مع حملة الاعتقالات.

وتحدثت وسائل إعلام أن من بين المعتقلين وزير الإعلام حمزة بلول ووزير الصناعة إبراهيم الشيخ ووزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وحزبية وأعضاء مدنيين في المجلس السيادي.

وخرجت تظاهرات في بعض شوارع العاصمة السودانية، قام خلالها محتجون بإحراق إطارات، فيما قام شباب بوضع متاريس في شوارع مدينة الخرطوم بحري، وأفاد شاهد عيان لوكالة رويترز بأن خدمات الإنترنت يبدو أنها انقطعت في العاصمة السودانية الخرطوم.

أول تصريح من الجيش السوداني

من جانبه قال الفريق أول بالجيش السوداني والعضو بمجلس السيادة السوداني، حنفي عبدالله، إن ما جرى من اعتقالات تصحيح للمسار الديمقراطي في البلاد.

وأكد “عبد الله” في مقابلة مع قناة “العربية” أنه سيتم تشكيل حكومة جديدة مدنية، تضم كفاءات حرة ونزيهة، وقال: “رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان سيتشاور مع السياسيين لتنفيذ التحول الديموقراطي”.

وأشار إلى أنّ التحركات العسكرية والتوقيفات استهدفت معرقلي تنفيذ الوثيقة الدستورية.

الساعات الأخيرة قبل الانقلاب

كشفت مصادر سودانية عن لقاء جمع كل من رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، ورئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان ليل الأحد الاثنين، قبل ساعات من حملة الاعتقالات التي طالت عدة وزراء ومسؤولين في الحكومة السودانية ومجلس السيادة.

وأوضحت مصادر بأن اللقاء جاء لمناقشة المقترحات التي قدمها المبعوث الأمريكي إلى القرن الإفريقي، جيفري فيلتمان.

وكشفت ذات المصادر أن حمدوك طلب من البرهان مهلة حتى 30 من الشهر الجاري (أكتوبر)، من أجل الرد على تلك المقترحات. كذلك، لفتت إلى أن الاجتماع استمر حتى وقت متأخر من ليل الأحد الاثنين.

وأوضحت المصادر أن المقترحات التي قدمها فيلتمان والتي تمت مناقشتها بين المسؤولين السودانيين، شددت على ضرورة إصلاح مجلس الوزراء ومجلس السيادة في آن، كحل وسط بين ما يراه البرهان وحمدوك.

وعلى إثر ذلك عبّر المبعوث الأمريكي الخاص للسودان جيفري فيلتمان عن قلقه البالغ بشأن تقارير عن انقلاب في السودان.

وأشار في تصريح نقلته وكالة “رويترز”، إلى أن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء تقارير عن استيلاء عسكري على الحكومة الانتقالية في السودان.

وحذر فيلتمان من أن الاستيلاء العسكري سيتعارض مع الإعلان الدستوري للسودان ويعرض المساعدة الأمريكية للبلاد للخطر.

اقرأ أيضاً : المبعوث الأمريكي فيلتمان يلتقي قادة السودان.. ويكشف لهم موقف واشنطن من العملية الانتقالية للحكم في البلاد

حمدوك اقتيد لجهة مجهولة

أكد آدم حريكة مدير مكتب رئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك أن الأخير اقتيد إلى مكان مجهول من قبل قوة عسكرية.

وأوضح في اتصال مع قناة “العربية”، أنه زار منزل رئيس الحكومة صباحاً في الخرطوم، وعلم أنه اقتيد وزوجته إلى مكان غير معروف، مؤكداً أن الأخير لن يخضع لأي ضغوط من أجل الاعتراف بالانقلاب الحاصل، وفق تعبيره.

إلى ذلك، أشار إلى أن المؤسسة العسكرية لا تريد أن تفي بالتزاماتها بتسليم السلطة وأكد أن المكون العسكري رفض الجلوس مع عدد من ممثلي الجانب المدني.

كما اعتبر أن الحكم العسكري إذا ما تم من شأنه زيادة معاناة البلاد والسودانيين كافة. وأكد أن فريقه لن يستكين لأي انقلاب عسكري أو أي حكم عسكري في البلاد، مضيفاً أن أي بيان من الجيش في هذا الوقت سيكون كذباً وتلفيقاً.

من جانبها أكدت وزيرة الخارجية، مريم الصادق المهدي، أن “أي انقلاب مرفوض وسنقاومه بكافة الوسائل المدنية”.

وقالت في تصريحات”، إنها تتحدث بصفتها قيادية في حزب الأمة السوداني، وأطلقت نداء عبر “العربية” باسم الحزب، لافتة إلى أنها بمنزلها ولا تستبعد تعرضها للاعتقال.
وذكرت مريم الصادق المهدي أنه “يمكن التوصل لحل جذري للاحتقان السياسي في السودان عبر الحوار”، لافتة إلى أن “أميركا قامت بجهود موضوعية ووساطة غير مباشرة للحل”.
كما قالت: “نحذر الجميع من إراقة قطرة واحدة من دماء الشعب”.

إلى ذلك اعتبرت أن “احتجاز رئيس الوزراء عبدالله حمدوك في جهة غير معلومة أمر خطير جداً وغير مقبول”، موضحة: “لا أعتقد أن حمدوك سيقبل الإملاءات لإقالة حكومته”.

ونقلت وسائل إعلام سودانية عن حمدوك من مقر إقامته الجبرية دعوته المواطنين للتمسك بالسلمية وحماية “ثورتهم”.

الانقلاب الرابع في السودان

عاش السودان على مر التاريخ العديد من الانقلابات العسكرية، بدأت مع انقلاب الفريق إبراهيم عبود على السلطة في 17 نوفمبر تشرين الثاني 1958م، تلاه انقلاب في العام 1989 حيث قامت الجبهة الإسلامية بانقلاب عسكري تحت اسم ثورة الإنقاذ الوطني، وتولى على إثرها عمر البشير الحكم الذي استمر 30 عاماً.

الانقلاب الثالث والأبرز في السودان كان عام 2019 حين أعلن الجيش السوداني اعتقال البشير على إثر ثورة شعبية طالبت بتغيير النظام الحاكم، وتولى الجيش زمام السلطة معلناً تشكيل مجلس سيادة ومجلس عسكري لفترة انتقالية مدتها سنتان، ليأتي الانقلاب الرابع على يد ذات قادة الانقلاب الثالث اليوم.

أتت تلك التطورات بعد أسابيع من تصاعد التوتر بين المكون العسكري والمدني اللذين يديران الفترة الانتقالية في البلاد، منذ عزل نظام الرئيس السابق عمر البشير عام 2019.

انقلاب في السودان واقتياد رئيس الحكومة لجهة مجهولة وأحداث ساخنة متسارعة بالبلاد (فيديو)
انقلاب في السودان واقتياد رئيس الحكومة لجهة مجهولة وأحداث ساخنة متسارعة بالبلاد (فيديو)

اقرأ أيضاً : البرهان يتحدث عن مقترحات أمريكية لإخراج السودان من أزمته.. والبعثة الأممية تتحدث عن خريطة طريق

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى