حورات خاصة

جاد القاضي يكشف مدى تأثر مصر بالانبعاثات الغازية الناتجة عن بركاني لا بالما وإيتنا وأيهما أكثر خطورة

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الإعلامية بأخبار عن تأثيرات بركان “لا بالما” بجزر الكناري، الذي نشط منذ 19 سبتمبر/أيلول الفائت ولا يزال مستمراً، وكذلك بركان “إيتنا” بجنوب إيطاليا الذي نشط يوم 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، على جمهورية مصر.

وأثارت تلك الأخبار والتحذيرات الواردة فيها من مغبة وصول الانبعاثات الغازية الناتجة عن البركان إلى مصر، قلقاً كبيراً.

وحول حقيقة التحذيرات وتأثير الانبعاثات الغازية على مصر وأبرز المناطق التي ستتركز فيها هذه الغازات البركانية وخطورتها على الحيوانات والنباتات، حاورت وكالة “ستيب الإخبارية” الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية.

مصر
القاضي يكشف مدى تأثر مصر بالإنبعاثات الغازية الناتجة عن بركاني لا بالما وإيتنا وأيهما أكثر خطورة

لا بالما أم إيتنا أيهما أخطر على مصر!؟

يقول الدكتور جاد القاضي، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية: ” البراكين أحداث طبيعية تحدث باستمرار طوال تاريخ الأرض الممتد 4.5 مليار سنة”.

ويُضيف: “بالفعل تنبعث منها غازات ذات تأثير على الإنسان والحيوانات وكذلك النباتات، مثل غاز ثاني أكسيد الكبريت SO2، لكن الأمر يتوقف على مقدار التركيزات التي سيتم التعرض لها وفترة التعرض، كلما بعدنا عن مصدر الانبعاث كلما قلت التركيزات بشكل متسارع، حيث تقل تركيزات الجزئيات المنبعثة بالتشتيت في طبقات الجو العليا. حيث يحدث تخفيف كلما بعدنا عن المصدر”.

ويتابع: “بركان لا بالما يبعد عن مصر أكثر من أربعة آلاف الكيلومترات، خلال تلك المسافة الطويلة نسبياً قلت نسبة التركيزات إلى مستويات صغيرة جداً لا تشكل أي خطر على الصحة العامة”.

القاضي مضى في القول: “وقد قام المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيائية بنمذجة انتشار غاز ثاني أكسيد الكبريت منذ إطلاقه في 19سبتمبر/أيلول الماضي، وكذلك نمذجة انتشار الانبعاثات من بركان إيتنا (ETNA) في جنوب إيطاليا منذ 21 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، و وضحت النمذجة أن التركيزات التي وصلت مصر بالفعل خلال شهر أكتوبر، تركيزات صغيرة للغاية”.

ويزيد: “وكذلك تشير نتائج النمذجة أن النسبة الأكبر من جزئيات ثاني أكسيد الكبريت المتوقع وصولها إلى مصر غداً وبعد غد ترجع إلى بركان إيتنا، الذي يبعد حوالي ألف كيلومتر فقط من الأراضي المصرية وليس بركان لا بالما”.

تأثير الانبعاثات الغازية على مصر

وفيما يتعلق بتأثير الانبعاثات الغازية على مصر، أكد القاضي أنه “لن يكون هناك أي تأثير ملحوظ على مصر، نظراً لصغر مقدار التركيزات، حيث أنها في الحدود الآمنة، بناءً على نتائج النمذجة التي قمنا بها، وفق أسوء سيناريو تم افتراضه، بمعنى افتراض أكبر مقدار من انبعاث ثاني أكسيد الكبريت من بركان لا بالما، بمعدل 20 ألف طن في اليوم، وكذلك أكبر معدل للانبعاث من بركان إيتنا”.

وأضاف: “وبافتراض تساقط كل جزئيات ثاني أكسيد الكبريت العالقة في طبقات الجو العليا إلى قرب سطح، حيث البشر والحيوانات والنباتات، فإن التركيزات وفق نتائج النمذجة لن تزيد عن واحد جزء ثاني أكسيد كبريت لكل مليار جزء هواء هو تركيز أصغر ألف مرة من التركيزات التي تشكل خطورة على الصحة العامة”، متابعاً “يرجع هذا إلى تشتت الجزئيات بفضل الرياح”.

تأثير الانبعاثات الغازية على الحيوانات والنباتات

رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، يقول إنَّ “الدخان من البراكين له تأثير ضار للغاية على كلا من الإنسان والحيوان، وتؤثر بشكل عام على التنفس وقد تصيبه بالاختناق”.

ويواصل حديثه: “وفي حالة أكاسيد الكبريت، يكون الضرر مضاعف، مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية المزمن. وتأثر على النبات ونموه، حيث يؤدي سقوط الأمطار في ظل تواجد جزئيات أكاسيد الكبريت عالقة في الجو إلى تكون أمطار حامضية، ويؤدي هذا إلى تلف الكثير من المحاصيل الزراعية”.

المناطق المصرية التي ستتركز فيها هذه الغازات البركانية؟

القاضي يقول: “لأن الغازات المنبعثة بعدت عن مصدرها أكثر من ألف كيلو في حالة بركان إيتنا، وكذلك عدة آلاف الكيلومترات بعيداً عن بركان لا بالما، فإن الغازات ستكون مخففة جداً، وليس لها نمط توزيع مميز، أشبه بوضع نقطة صغيرة من الحبر في كوب ماء بعد مرور بعض الوقت لن تجد نمط توزيع للحبر، بل سنتشر في الماء بالكامل. بمعنى أنه سيكون شبه متجانس التوزيع على أنحاء مصر، ولكن بتركيزات صغيرة للغاية”.

مخاطر استمرار الانبعاثات الغازية

وحول المخاطر التي تخلفها البراكين والمدة التي من الممكن أن تستعيد فيها الطبيعة عافيتها، يوضح القاضي “بخلاف المشاكل الصحية وتأثير على النباتات في المناطق القريبة، والتي تتعرض لتركيزات عالية من الانبعاثات الغازية، في الدخان المنبعث في حالة استمراره لفترة طويلة نسبيا كما في حال بركان لا بالما يكون للدخان تأثير ملحوظ على المناخ والطقس حيث يزيد فرصة تكون السحب ويقلل من وصول أشعة الشمس على مساحات كبيرة نسبياً مما يؤدي إلى تغير في المناخ، حيث تنخفض درجة حرارة الأرض نسبياً في السنوات التي تشهد ثوران لبراكين كبيرة”.

حاورته: سامية لاوند

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى