اشتباكات بمحيط قصر الرئاسة وطيران حربي بسماء الخرطوم.. وبلينكن يهاتف البرهان وحميدتي

لليوم الرابع على التوالي، استيقظت الخرطوم، صباح الثلاثاء، على اشتباكات عنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني، مع تحليق الطيران الحربي في سماء “خرطوم بحري”، مستهدفاً مقار للدعم، فيما ذكر وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أنه هاتَفَ البرهان وحميدتي، ودعاهما إلى وقف لإطلاق النار لمدة 24 ساعة.

– اشتباكات بمحيط قصر الرئاسة وطيران حربي بسماء الخرطوم

وفقاً لتقارير إعلامية، فقد اندلعت صباح اليوم، اشتباكات عنيفة مجدداً بمحيط القصر الرئاسي وسط العاصمة، ودوت قذائف مدفعية ثقيلة ومتوسطة ومضادات للطائرات في الخرطوم بحري.

وفي خضم هذه الاشتباكات، لا يزال الآلاف من المدنيين عالقين في منازلهم بالعاصمة، دون حتى مياه للشرب أو أدنى الاحتياجات اليومية من مأكل وعناية طبية، لاسيما بعد فشل الحفاظ على وقف لإطلاق النار وفتح مسارات آمنة.

وإلى ذلك، أعلنت لجنة أطباء السودان خروج معظم مستشفيات العاصمة ومرافقها الصحية من الخدمة، بينما استمر الفريقان العسكريان المتحاربان في تقاذف المسؤوليات والانتصارات أيضاً.

حيث أعلن الدعم السريع السيطرة على القصر الرئاسي ومبنى التلفزيون الرسمي، بينما نفى الجيش من جانبه ذلك.

وجاءت هذه التطورات الميدانية وسط هلع بين السكان المدنيين، ومعاناة المستشفيات من نقص في الأدوية والمساعدات الطبية، مع إغلاق مطار العاصمة لليوم الرابع على التوالي، فقد ارتفع عدد القتلى إلى نحو 200 قتيل، وسجلت إصابة 1800 جريح كحصيلة أولية.

وفي غضون ذلك، أعلنت منظّمات غير حكومية عديدة ووكالات تابعة للأمم المتّحدة تعليق أنشطتها، في قرار سيكون له تداعيات وخيمة في بلد يؤثر فيه الجوع على أكثر من واحد من كل 3 من سكّانه، البالغ عددهم 45 مليونا.

– بلينكن يهاتف البرهان وحميدتي

وعلى صعيد آخر، أكد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، خلال محادثات هاتفية أجراها مع كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو على ضرورة وقف إطلاق النار، وفق ما أفاد المتحدث باسم الوزارة، فيدانت باتيل، اليوم الثلاثاء.

كما أشار إلى أنه تواصل مع نظرائه في الإمارات والسعودية وبريطانيا بشأن الوضع في السودان.

وفي بيانٍ له، قال باتيل: إن بلينكن الموجود في اليابان لحضور اجتماعات وزراء خارجية مجموعة السبع أجرى محادثتين منفصلتين مع الجنرالين أعرب فيهما عن “قلقه البالغ حيال مقتل وجرح العديد من المدنيين جراء القتال المستمر والعشوائي.. وشدد على مسؤولية الطرفين في ضمان أمن وسلامة المدنيين والدبلوماسيين والعاملين في المجال الإنساني”.

وأشار إلى أنه حث الجانبين على ضرورة وقف إطلاق النار، مشدداً على أنه “يسمح بإيصال المساعدات الإنسانية للمتضررين من القتال ولمّ شمل العائلات السودانية والسماح للمجتمع الدولي في الخرطوم بالتأكد من أن وجوده آمن”.

وأعلن بلينكن، أن قافلة دبلوماسية أمريكية تعرضت لإطلاق نار أمس، موضحاً أن جميع أفراد بخير، ولم يصب أحد بأذى، مضيفاً أن التقارير الأولية تشير إلى تورط عناصر الدعم السريع، ومنددا بتلك التصرفات “الطائشة وغير المسؤولة”.

وجاءت تلك الدعوة بعد أن تعرض سفير الاتحاد الأوروبي في الخرطوم لاعتداء في منزله ليل أمس الاثنين، فضلاً عن أن طلقات نارية عشوائية تسببت بمقتل 3 من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور.

والجدير ذكره أن “الممرّات الإنسانية” التي أعلنها الطرفان المتحاربان لمدة 3 ساعات بعد ظهر أمس عجزت عن تغيير الوضع الميداني.

ويوم السبت الماضي، اندلعت تلك الاشتباكات الدامية، وذلك بعد أيام من دفع قوات الدعم السريع بنحو 100 آلية نحو قاعدة مروي في الولاية الشمالية، فضلاً عن بعض الآليات بمراكزها بالخرطوم، ما استفز الجيش الذي أكد أن تلك التحشيدات غير قانونية، وتمت دون تنسيق معه.

إلا أنه في المقابل، أكدت قوات الدعم السريع أنها نسقت مع القوات المسلحة، رافضةً سحب تلك الآليات، ليندلع القتال لاحقا، في بلد لا يزال منذ 2019 يحاول تلمس طريقه نحو حكم ديمقراطي جديد، يطوي صفحة الرئيس المعزول عمر البشير.

اقرأ أيضا:

))سفير الاتحاد الأوروبي في السودان “يتعرض للاعتداء” والهجوم على منزله

))بالفيديو|| لحظة استهداف الطيران الحربي السوداني مبنىً وسط الخرطوم وحالة هلع في المطار