أخبار العالم العربي

بالذكرى الــ 67 لاندلاع الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي.. مؤرخون جزائريون يكشفون محطات هامة منها

يحتفل الجزائريون في الأول من نوفمبر / تشرين الثاني، بذكرى الثورة الجزائرية التي اندلعت ضد الاحتلال الفرنسي عام 1956، والتي أنهت حقبة طويلة من الاستعمار الفرنسي بعد حرب طويلة انتهت بإعلان استقلال البلاد في 5 من يوليو / تموز عام 1962 والإعلان بشكل رسمي عن قيام الجمهورية الجزائرية في 25 من سبتمبر / أيلول بذات العام.

– الثورة الجزائرية

حظيت الثورة بتضامن عربي واسع منذ الوهلة الأولى لانطلاقها، سواء تضامن على المستوى الحكومي أو الشعبي، وإن كان بشكل متفاوت الحجم والنوع في الميدان، لأن بعضها كان لا يزال يعيش هو نفسه تحت الاحتلال أو الحماية.

وبحسب بعض المؤرخين الجزائرين، فإن أبرز الدول العربية التي ساندة الثورة الجزائرية كان المملكة المغربية وتونس وليبيا ومصر، وذلك حسبما سجل الباحث أحمد بن نعمان، في كتابه “جهاد الشعب الجزائري”.

ويجتمع أغلب المؤرخين الجزائريين، على أن العاصمة المصرية القاهرة كانت من أبرز المساندين للثورة الجزائرية منذ لحظة انطلاقة شرارتها الأولى.

وقد كانت من المصادر الهامة للدعم المادي بالسلاح والمال، لدرجة أن فرنسا اعتبرت بأن جسم الثورة موجود في الجزائر ورأسها بالقاهرة، حسبما قاله المؤرخ، بشير ملاح.

حتى أن المجاهد الجزائري، أحمد توفيق المدني، قال في مذكراته بشكل حرفي: “صدرت التعليمات للملحقين العسكريين المصريين أينما كانوا، أن يكونوا في خدمة الحركة الجزائرية”.

وغير الدور البارز الذي لعبته القاهرة ذلك الوقت في جامعة الدول العربية لدعم الجزائر، قامت كذلك بلعب دور هام في مساندة الثورة بمؤتمر “باندونغ” الذي انعقد عام 1955 لمنظمة تضامن الشعوب الأفروآسيوية، ومارست أقسى الضغوطات على فرنسا، وداخل الأمم المتحدة خلال فترة المفاوضات، لتأكيد دعمها الكامل لاستقلال الجزائر.

– الرباط

ومن جانبها، لعبت المغرب الدولة الشقيقة والمجاورة للجزائر، دوراً هاماً في نجاح ودعم الثورة، فقد سارع في ذلك الوقت سفير الرباط لدى الأمم المتحدة، أحمد بلا فريج، بالمطالبة في وضع حد سريع للمجازر المرتبكة، مؤكداً على “رفض المملكة لادعاء الاستعمار أن الجزائر جزء لا يتجزأ من التراب الفرنسي”.

فضلاً عن قيام النساء المغربيات بإرسال رسالة للأمم المتحدة للوقوف على الوضع المأساوي الجزائري، وقام العمال المغاربة بإعلان إضرابا عاما لدعم الثورة في 31 يناير/كانون الثاني 1957.

– طرابلس

قال توفيق مدني: “إن ملك ليبيا، إدريس السنوسي، أمر فور مقابلته في قصره بتمرير السلاح القادم من مصر عبر الحدود البرية الليبية، لتتحوّل أراضيها إلى قاعدة خلفية ولوجستية وسياسية ومستودعات أسلحة للثورة ومراكز تدريب وشبكات التسليح”.

وأكد بأنه تم توفير إقامة خاصة لقيادة جبهة التحرير، حيث أمّنت تنقلاتهم دون مراقبة أو إزعاج، بشهادة توفيق مدني.

وكشف رئيس الجزائر الأول، أحمد بن بلة، أن الثورة انطلقت في بدايتها بـ 400 قطعة من البنادق الإيطالية وصلت سرا من ليبيا.

فيما قال المؤرخ الطاهر جبلي: “إن تهريب الأسلحة لاحقا من مصر إلى الجزائر، عن طريق شاحنات التجار الليبيين، كان يتم تحت رقابة الحكومة الليبية، وبتغطية منها، بأوامر من الملك إدريس نفسه”.

– تونس والجبهة الواحدة

وأخيراً، كانت تونس، هي البوابة الشرقية لتقديم الدعم وإدخال المؤونة الحربية، واعتبر القيادي التونسي، يوسف صالح، استقلال بلاده ناقصاً ما لم تستقل الجزائر، واضعاً رجاله المقاومين السابقين للاحتلال الفرنسي تحت تصرف الثورة الجزائرية.

وبهذا الشأن، قال المجاهد عثمان سعدي: “بإمكاننا القول إن عدداً لا بأس به من الثوار التونسيين التحقوا بصفوف جيش التحرير الجزائري، وفي خضم المعركة استشهد مجاهدون تونسيون، والباقون استمروا في الكفاح معنا”.

كما تعهدت تونس رسميّا في 22 يناير/كانون الثاني 1957 بنقل السلاح إلى الثورة بموجب اتفاق ثنائي في القاهرة.

وأعفت من الضرائب والرسوم الجمركية كل سلعة أو تجهيز يخص الحكومة الجزائرية المؤقتة أو جيشها، كما جعلت بنوكها مستودعا للتبرعات المالية، بحسب الأكاديمي إسماعيل دبش.

الثورة الجزائرية
الثورة الجزائرية


تابع المزيد:

))هجوم حاد على بنات جورج قرداحي ومطالبات بطردهن من دول الخليج (صور)

)) بالفيديو|| مشهد وصف بالكابوس المرعب لصغار يلعبون بالموت فوق بناية شاهقة .. وسقوط تلفريك في التشيك

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى