أخبار العالم العربيسلايد رئيسي

انقلاب السودان نعمة لموسكو”.. تقرير أمريكي يكشف قصة القاعدة التي وعد البرهان روسيا بها

رصد تقرير لموقع “المونيتور” الأمريكي، حمل عنوان “انقلاب السودان نعمة لموسكو” موقف روسيا ورد فعلها مما يجري في البلاد منذ اللحظة الأولى لإجراءات قائد الجيش السوداني، وكواليس ذلك الموقف وما قد يعنيه نجاح الانقلاب بالنسبة لموسكو.

انقلاب السودان نعمة لموسكو

قال ديمتري بوليانسكي النائب الأول للممثل الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة للصحفيين، قبل انطلاق الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الوضع في السودان: “من الصعب القول إن كان ذلك انقلاباً أم لا. مصطلح انقلاب له تعريف محدد. هناك مواقف تشبه (ما حدث في السودان) في مناطق عديدة من العالم ولا تسمى انقلاباً. أحياناً يسمى ذلك تغييراً في السلطة، والأمر متروك للشعب السوداني كي يقرر ما إذا كان ذلك انقلاباً أم لا”.

ورفض بوليانسكي توجيه أي انتقادات لقوات الأمن السودانية بسبب استخدام العنف في قمع المتظاهرين الرافضين للانقلاب، بل برر استخدام العنف من جانب قوات الأمن بزعمه أن المتظاهرين أنفسهم “كانوا يستخدمون العنف”.

وأضاف: “حسب ما رأيته، هؤلاء ليسوا فقط محتجين سلميين، بل هم أيضاً محتجين يستخدمون العنف”.

في حين، جاءت تصريحات سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي المخضرم، شبه متطابقة مع ما ساقه قائد الجيش السوداني نفسه من مبررات لقراراته الاستثنائية، مع إضافة وزير الخارجية الروسي لعوامل أخرى تتعلق بالولايات المتحدة والدول الغربية.

وألمح لافروف إلى أن “تغيير السلطة في الخرطوم جاء نتيجة لرفض الشعب السوداني للمسار السياسي الذي فرضته الولايات المتحدة والدول الغربية”، في إشارة لاتفاق تقاسم السلطة بين المدنيين والعسكريين في السودان، والذي تم توقيعه في أغسطس/آب 2019 لتنظيم المرحلة الانتقالية في البلاد، وهو الاتفاق الذي انقلب عليه البرهان مؤخراً.

اقرأ ايضًا: دبلوماسيون: “ضوء أخضر روسي” ساهم بـ”انقلاب السودان”… وأول تعليق لبايدن بشأن استيلاء الجيش على السلطة

قائلاً: “لقد تم فرض مقاربات غربية لكيفية بناء الديمقراطية في السودان، وتم فرض إصلاحات صادمة وكان رد الفعل عكسي تماماً، فقد تدهور الموقف الاقتصادي والاجتماعي بصورة حادة وانتشرت البطالة وأصبح الهيكل التقليدي للمجتمع السوداني تحت ضغوط هائلة”.

بحسب الموقع الأمريكي “تعكس هذه التصريحات موقفاً روسياً يفضل وجود نظام حكم عسكري في السودان، من المتوقع أن يكون أكثر انفتاحاً على تطوير العلاقات أكثر مع موسكو مما أظهرته حكومة حمدوك، التي كانت أقرب لواشنطن والغرب”.

لماذا تدعم روسيا انقلاب السودان؟

تعليقاً على السؤال، أشار “المونيتور” إلى أن الإجابة عنه ترتبط مباشرة بطبيعة علاقات موسكو مع الخرطوم أثناء نظام الرئيس المخلوع عمر البشير ثم خلال فترة حكم المجلس العسكري ثم فترة تقاسم السلطة ووجود حكومة حمدوك.

فبعد عزل البشير وبالتحديد في مايو/أيار 2019، وقع المجلس العسكري في السودان اتفاقية تعاون عسكري مع روسيا، وضمن بنودها إقامة قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر، وذلك بعد سنوات من المفاوضات بين موسكو والخرطوم بهذا الشأن.

وأضاف: “بعد توقيع اتفاق تقاسم السلطة ومجيء حكومة حمدوك، وضعت الحكومة المدنية شروطاً جديدة قبل التوقيع مبدئياً على الاتفاقية لإنشاء القاعدة الروسية، وكان ذلك خلال العام الماضي”.

هذا وتسببت الشروط الجديدة التي وضعتها الحكومة المدنية، التي أقالها البرهان الأسبوع الماضي، في إطالة أمد المفاوضات وبدأ السؤال بشأن ما إذا كانت القاعدة الروسية قد ترى النور يوماً من الأساس، وهو ما “سبب إحباطاً لموسكو بالطبع”.

وفقاً لــ”المونيتور”، رأت موسكو هذا التغيير في الموقف السوداني، وتحديداً موقف السلطة المدنية، نابعاً، ضمن أسباب أخرى، من رفض واشنطن لوجود منشآت عسكرية روسية في السودان.

وتابع: “والآن بعد إطاحة البرهان بالمكون المدني في السلطة، الذي مثل شوكة في حلق موسكو، من الطبيعي أن تكون روسيا سعيدة تماماً بعودة العسكر للانفراد بالسلطة في الخرطوم”.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2020، كانت السودان وروسيا قد أعلنتا رسمياً عن اتفاقية لإقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية على ساحل البحر الأحمر بهدف “تعزيز السلام والأمن في المنطقة ولا تستهدف أطرافاً أخرى”.

رأي البرهان في الموقف الروسي

“المونيتور”، لفت إلى أن الإجابة عن رأي البرهان في الموقف الروسي “جاءت في صورة مقابلة حصرية مع وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء، هي الأولى مع أي وسيلة إعلامية منذ انفراده بالسلطة”.

وقال القائد العام للجيش السوداني للوكالة الروسية: “موسكو دائماً تدعم الحكومات والشعوب في تقرير مصيرها. نحيي روسيا على موقفها الداعم باستمرار للحكومات والشعوب على أن تقرر مصيرها، ونقدر ونحترم روسيا فهي صديقة للشعب السوداني، قبل أن تقف إلى جانب الأنظمة”.

وفيما يتعلق بالقاعدة العسكرية الروسية، ذكر البرهان أن “الخرطوم لديها ملاحظات على الاتفاق مع روسيا حول إنشاء قاعدة بحرية روسية في ميناء بورتسودان على البحر الأحمر”، قائلاً: “يجب معالجة هذه الملاحظات قبل المضيّ قدماً في تنفيذ الاتفاق”.

وزاد: “لدينا اتفاق مع روسيا من ضمنه القاعدة، ونتحدث فيه باستمرار ولدينا بعض الملاحظات نحتاج إلى إزالتها، وملتزمون بالاتفاقيات الدولية وسنمضي في تنفيذه حتى النهاية”.

الموقع الأمريكي أوضح أن الخلاصة هنا هي أن إنشاء القاعدة الروسية على البحر الأحمر في السودان يبدو مرتبطاً بشكل مباشر بنجاح انقلاب البرهان، وهو رهان لا أحد يمكنه الجزم بمدى إمكانية تحقيقه حتى الآن.

وتسمح الاتفاقية للبحرية الروسية بالاحتفاظ بما يصل إلى أربع سفن في وقت واحد في القاعدة، بما في ذلك السفن التي تعمل بالطاقة النووية.

وفي نيسان/أبريل الماضي، جمدت الخرطوم الاتفاق مع روسيا، بغرض مراجعته؛ معتبرةً أن الاتفاقية لم يتم المصادقة عليها من قبل المجلس التشريعي السوداني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى