أزاحت الصحافة البريطانية الستار عن مسدس كهربائي صامت يمكنه قتل أي شخصٍ تحت الماء ضمن شروطٍ معيّنة، كاشفةً أنّه قد تمّ استخدامه لأوّل مرة في عملياتٍ سريّة في سوريا.

مسدس كهربائي صامت يقتل تحت الماء

وفي معرض حديثها عن السلاح القاتل، أفادت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنّ المملكة قد زوّدت الضفادع البشرية في فرقة القوارب الخاصة البريطانية بمسدس يدعى “هيكلار وكوتش بي11” الصامت، مشيرةً إلى أنّ بإمكانه أن يقتل العدو تحت الماء على مسافةٍ تزيد على 30 متراً، كما يستخدم فوق الماء أيضاً.

“حارس الأجواء”.. طائرة سعودية خالصة بأيادٍ وطنية من الألف إلى الياء تعرّف عليها

جنود بريطانيين استخدموه بسوريا ضد داعش

وأوردت الصحافة البريطانية عدة تقارير حول قيام 4 من الجنود البريطانيين تابعين لـ “قوات مكافحة الإرهاب” الخاصة، كانوا قد ذهبوا إلى سوريا برفقة فرقة القوارب الخاصة البريطانية وقاموا بإطلاق النار من هذا المسدس بعد خروجهم من الماء.

ووفقاً لتلك التقارير فإنّ مسدس “Heckler & Koch 911” هو مسدس صامت جرى استخدامه لأوّل مرة في سوريا لاستهداف مقاتلي تنظيم “داعش”، ويمكنه “قتل الأعداء تحت الماء من مسافة تزيد عن 30 متراً، كما يستخدم فوق الماء أيضاً”.

وكشفت الصحافة البريطانية أنّ عناصر قوات النخبة الخاصّة قد تمّ تزويدهم بهذا السلاح بهدف استخدامه في “العمليات السرية” ضمن ما يعتقد أنه المرّة الأولى التي يستخدم فيها هذا المسدس.

ووفقاً لما نقلته صحيفة “ديلي ميل” عن لسان أحد المصادر قوله إنّ الرجال الـ 4 خرجوا من نهر وصعدوا مرتفعاً على الأرض عندما شاهدوا مقاتلي تنظيم “داعش” وهم يقومون بحراسة مصفاة للنفط في سوريا”، مضيفةً أنّ عناصر قوات النخبة الخاصّة الذين تمّ تزويدهم بهذا السلاح قد استطاعوا بواسطته أن “يُردوا اثنين من عناصر داعش قتيلين، حيث أصيب أحدهما في صدره والآخر في رأسه، فكانت تلك المرة الأولى التي تستخدم بها فرقة الضفادع البشرية البريطانية هذا السلاح في عمليةٍ حقيقية”.

وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ هذا السلاح الصامت هو صناعةٌ ألمانيةٌ بالأصل، فيما يتمُّ استخدامه حالياً في معظم العمليات “البحرية السرية”، إذ يحتوي “المسدس الكهربائي الصامت” هذا على خمس طلقاتٍ من النبل من عيار 7.62 مصنوعةٍ من معدن “التنغستين”.

وتندفع طلقاته خارج فوهة السلاح مدفوعةً بواسطة حزمةٍ للطاقة الكهربائية موجودة بداخل المسدس وهذه الخاصيّة هي السبب الرئيس وراء عدم إصداره أي صوتٍ أو حتى وميض حين استعماله، ما يجعل منه سلاحاً مرغوباً لـ “القوات السرية الخاصة”، لكن إذا ما قورنت سرعة رصاصته داخل الماء وخارجه فإنّ الكفة ترجح للخيار الثاني، فضلاً عن أنّ الوسط السائل يقلل من فعالية الإطلاق عندما يتعلق الأمر بمحاولة إصابة هدفٍ ما يبعد عن الرامي مسافةً تكون أكثر من مترين.

أمّا عن تقييمه من قبل مختصٍ عسكري، فقد قال مصدرٌ عسكري للصحيفة البريطانية إنّ: “الضفادع البشرية بحاجة لسلاح يحميهم عن قرب، أي شيء أكبر من سكين، ولهذا يعتبر مسدس بي11 مثالياً، إلا أنّ عيبه الأساسي يكمن في أنه يحتاج لوقتٍ طويل حتى تتم إعادة حشوه، ولهذا يصبح غير مفيد بعد نفاد الطلقات منه (وعددها 5)”.

“دخان المسدس”.. ترامب يهاجم الفيس بوك وتويتر بسبب حذفهما منشورٍاً حول منافسٍ قوي

ماذا نعني بالضفادع البشرية عموماً؟ 

تجدر الإشارة إلى أنّ مصطلح “الضفادع البشرية”، مصطلحٌ شائعٌ لـ الغطس في البحار، فيما لقي المصطلح انتشاراً بعد عام 1940، وذلك لسببين يرتبطان بهيئة القوات البحرية، أولهما متعلّقٌ ببدلة الغطس المبتلة للغواصين وثانيهما الزعانف على قدمي الغوّاص، فيما يُستخدم المُصطلح لوصف الغواصين وبخاصة المنضمين للأجهزة الأمنيّة كالجيش والشرطة.

اللافت أنّ ظهور أول نوع من هذه القوات كان في إحدى الدول العربية وتحديداً الخليجية منها وساهمت بشكلٍ رئيس من تحريرها من الاحتلال الأجنبي لأراضيها.

ووفقاً للمعلومات فقد ظهر هذا النوع من هذه القوات في سلطنة عُمان عندما كان البرتغاليون يحتلون الجزء الشمالي من السلطنة قبل مئات السنين وتحديداً في عام 1650،  حيث عكفت القبائل الداخلية بقيادة الإمام سلطان بن سيف اليعربي، وكونت فرقاً متعددة، كانت “فرقة الضفادع البشرية” إحداها وساهمت بشكلٍ ملحوظ في تحرير السلطنة.

وظهرت الضفادع البشرية كأحد أسلحة القوات الخاصة البحرية خلال الحرب العالمية الثانية عندما استخدمها الإيطاليون ضدّ السفن البريطانية المبحرة في المتوسط، وأحرزت نجاحاً باهراً حيث أغرقت أكثر من 30 قطعة حربية بريطانية مختلفة، وأعطبت عدداً آخر.