تعرّف على أول جيش نظامي عرفه التاريخ لأي البلدان يعود وما ترتيبه عالمياً الآن
تتزاحم المعلومات والتسريبات عن جيوش العالم الذي نعرفه بصورته الحالية، بما تضمه من عديدٍ وعدّة وأسلحةٍ متطورة غزت البر والبحر والجو، إلا أنّ كثيرين لا زال يحذوهم الفضول في معرفة أول جيش نظامي في العالم ولأيّ الشعوب ينتمي وما كان الهدف من إنشائه.
أول جيش نظامي عرفه التاريخ
تُشير دراساتٌ حول تاريخ مصر وتحديداً العسكري منه إلى أنّها السبّاقة إلى إنشاء أوّل جيش نظامي في العالم، وذلك في سنة 3200 ق. م، تحت قيادة الملك “مينا” الذي وحدّ مصر حينها تحت رايته، بعد أن كانت أقاليم متعددة، ولكلّ إقليمٍ من الأقاليم المصرية جيشٌ خاص به يذود عن حماه، لكن كلّ ذلك انتفى بعد حرب التوحيد التي كانت سبباً في انبثاق جيشٍ مصريٍّ موحد.
“الجيش المصري” أوّل جيش نظامي
فوفقاً لتصنيفات المؤرخين يعدُّ “الجيش المصري”، أوّل جيشٍ نظاميٍّ متكامل على ظهر الأرض، وقد مرّ بعدّة مراحل تُصنّف بشكلٍ أساس 3 مراحل:
1_ ففي عصر الدولة المصرية القديمة الممتد بين “2686- 2181 ق.م”، وبدءً من عصر بناء الأهرامات كان لزاماً على المصريين الالتحاق بـ “التجنيد الإجباري” في بناء وتشييد المباني بشكلٍ موسمي أيّام الفيضان، فيما كان الأغنياء يلجأون لدفع البدل لإعفائهم، وكان تسليح الجنود في الدولة القديمة بدائياً، فقد كان عبارةً عن هراواتٍ وعصي مثبّتة في أعلاها حجارةً، فضلاً عن استعمالهم الخناجر والحراب المصنوعة من النحاس.
2_ أمّا في عصر “الدولة الوسطى” فقد تمتّع حكّام الأقاليم المصرية باستقلالٍ إلى حدٍّ معيّن، ولذلك كان لكلّ إقليمٍ قوات تشبه الجيش في الإعداد والنّظام والأسلحة، فضلاً عن امتلاكها فرقاً خاصّة بحماية الملك التابعين له، وكذلك حماية البعثات التّجارية، وبعثات المحاجر والمناجم، إلا أنّ هذه الترتيبة سرعان ما انفضت مع توحيد الأقاليم وتكوين جيشٍ قومي ثابت.
تطور الحياة العسكرية في مصر
أمّا عن الأسباب التي شكّلت دافعاً في تطوير الحياة العسكرية في مصر فيعود أولها لاحتلال “الهكسوس” لمصر واستقرارهم فيها، فقد استطاع المصريّون الاستفادة من تقنيات الهكسوس وتطويرها لخدمة جيشهم فأدخلوا القوس المركّب الذي كان مداه أبعد من القوس المصري، كما كانوا سبباً في إدخال الأحصنة والعربات الحربيّة.
ووفقاً للمؤرخين فقد أدخل “الهكسوس” كذلك الدروع التي لم تكن معروفةً من ذي قبل، وذلك بهدف تأمين حمايةٍ للجسم والرأس، فادخلوا القلنسوة فوق الجمجمة والخوذات المعدنية فوق الرأس.
3_ أمّا في عصر “الدولة الحديثة” فقد طرات تغيّراتٌ عدة على “العقيدة القتالية المصرية” على كلا الصعيدين الدفاعي والهجومي، وذلك بهدف خلق عمقٍ استراتيجيٍّ لمصر في الدول المجاورة، فضلاً عن تأمين حدود مصر من خلال مهاجمة الدول التي كانت تضمر مساعٍ استعمارية تجاه مصر، فتلك العوامل مجتمعةً كانت سبباً في تكوين مصر لـ “أول جيش نظامي” مدرّب معروف حتى الآن على مستوى العالم.
الجيش المصري يشنّ عملية عسكرية واسعة في سيناء تسفر عن مقتل مسلحين وعدد من جنوده
تكوينة الجيش المصري قديماً
وفيما يتعلّق بتكوينة “الجيش المصري”، فقد تألف من: “فرق قتالية مدّربة منظّمة”، أمّا النظام العسكري السائد فيه فقد كان ذو طبيعةٍ صارمة، حيث كان قائماً على طاعة الأوامر العسكرية لقائد الفرقة، ويتألف الجيش من قسمين هما “المشاة”، و”راكبو العربات»”، إذ أجمع مؤرخون على أنّ القسم الثاني مفضّلٌ على الأول، حتّى أنّ ضباطه كانوا ينالون درجةً مميزة تعرف بدرجة “كُتاب ملكيين”.
أمّا عن ترتيب الجيش المصري في يومنا هذا، فتشير التقديرات اليوم إلى أنّه يندرج ضمن قائمة “العشر الكبار”، حيث أشارت التقديرات الصادرة في عام 2021، إلى أنّ الجيش المصري يحتلّ المرتبة العاشرة على مستوى العالم.
الجيش المصري على حدود أثيوبيا.. مناورات ” حماة النيل ” مصر لن تنتظر الملئ الثاني للسد وخيار القوة حضر
وتُعرّف القوات المسلّحة المصرية على أنّها القوات النظامية لجمهورية مصر العربية، وينقسم “الجيش المصري” إلى 4 أقسام هي:
1_ قيادة الدفاع الجوي المصري.
2_ القوات الجوية المصرية.
3_ القوات البحرية المصرية.
4_ القوات البريّة المصرية.
يُشار إلى أنّ مصر حالياً تضمّ قوةً شبه عسكرية إضافةً إلى جيشها النظامي، وتنخرط هذه القوة تحت لواء وزارة الداخلية المصرية متمثلةً بـ “قوات الأمن المركزي” ويبلغ تعدادها قرابة (250،000) عنصر، إضافةً إلى قوات الحرس الجمهوري وحرس الحدود، إلا أنّ الأخيرين يحسبان على ملاك وزارة الدفاع المصريّة.